جيم كوتشوك - يني شفق

احتل "ديفيد فيليبس" موقعاً استشارياً في وزارة الخارجية الأمريكية في عصر كل من كلينتون وبوش وأوباما. وما يزال يشغل منصب رئيس قسم الحقوق والسلام في جامعة كولومبيا. وهو أحد الأسماء البارزة في مجلس العلاقات الخارجية (سي إف أر) ومجلس الأطلنطي. وهو مصدر سياسات البيت الأبيض وواشنطن المعادية لتركيا. حيث كانت له يد في كل الحملات التي شنت ضد تركيا.

وجهات النظر التي يقدمها "داوود فيليبس" تجد صداها في واشنطن وتل أبيب. وكلما رغبت الإدارة الأمريكية بشن حملة جديدة للضغط على تركيا فإنها تتوجه إلى فيليبس. ومن اللافت للنظر أن تنشر إحدى مقالاته القديمة في صحيفة التنظيم الموازي "صحيفة زمان". فقد كتب "فيليبس" في تاريخ 11-شباط-2010 في مقاله المعنون "الحديث مع الخصم"، التالي: "إن حملة (المطرقة الثقيلة) هي إحدى الحملات الانقلابية المخطط شنها ضد السلطة المدنية. حيث سيقوم الضباط بعمليات في المدن الكبرى بشكل يوهم بارتكاب القاعدة وتنظيم "بي كا كا" (حزب العمال الكردستاني) لها. مما سيرد عليه بإعلان حالة الطوارئ وتفعيل الأحكام العرفية. أما خطة "القفص" فتشمل قتل بعض الضباط البحريين لبعض غير المسلمين مما سيشير بأصابع الاتهام إلى الجماعات الإسلامية المحافظة وبهذا يتم تعريض حزب العدالة والتنمية الإسلامي إلى ضغوط دولية شديدة. إن الدولة العميقة وأرغنكون المحتميان بدرع العلمانية لن يتعرضوا إلى أي معيق في سبيل تحقيق مكاسبهم".

من المعلوم أن حملة القفص مجرد هراء وأن التنظيم الموازي قد أسس على يد الشرطة والمدعين العامين. من الواضح أن جماعة كولن قد وضعت "ديفيد فيليبس" في الصورة. أتساءل ما الذي يفكر فيه "فيليبس" الآن تجاه هذه المسألة؟ لا أملك جواباً شافياً على هذا السؤال، ولكن هناك العديد من الأمثلة على عمله ضد تركيا. وعلى رأس تلك المسائل تأتي المسألة الكردية وكوباني وتنظيم الدولة وحزل العمال الكردستاني.

في الثامن عشر من نوفمبر عام 2014، تم تنظيم مؤتمر حول مسألة كوباني لطلاب علم الإنسان الدارسين في معهد "سيتي نيويورك" التابع لجامعة "سيتي نيويورك". وهناك ألقى "ديفيد فيليبس" كلمة في المؤتمر. "فيليبس" المعروف بتعاطفه مع حزب العمال الكردستاني قال:" إن الأحداث التي شهدناها مؤخراً سوف تشكل وحدة كردية ينضم إليها أكراد العراق، كما توحد أكراد سوريا مع حزب العمال الكردستاني سابقاً".

"فيليبس" - الذي يعمل بكل ما أوتي من قوة على إلغاء حزب العمال الكردستاني من قائمة الإرهاب الأمريكية- قد أعلن عن دولة كردية في كوباني. ولا ينفك عن الحديث عن دعم تركيا لتنظيم الدولة على الرغم من عدم تقديمه لدليل واحد على ذلك. كما أمن "فيليبس" مشاركة "صالح مسلم" رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي في المؤتمر من خلال السكايب. وهناك كانت لصالح مسلم تصريحات مثيرة للاهتمام، حيث قال بأن الأكراد ليسوا على عداء مع الولايات المتحدة مطلقاً، وأن الأكراد والولايات المتحدة هما بحاجة إلى بعضهما البعض.

كما شارك "فيليبس" قبل المؤتمر المذكور بأربعة أيام في مؤتمر آخر نظمته جماعة فتح الله كولن في مؤسسة جزر السلام في الولايات المتحدة تحت عنوان "أزمة سوريا وتنظيم الدولة وكوباني". وهناك أعاد كلماته المعتادة. ودار النقاش في واشنطن حول تحالفات تركيا، وحول عدم وجود تقارب حقيقي بين إدارة أوباما وأنقرة على الشكل المعتاد سابقاً. وكذلك حول عدم وجود حلفاء أفضل وأقرب إلى الولايات المتحدة من الإدارة الكردية في شمال العراق والأكراد في سوريا. هذا بالمختصر ما قاله فيليبس في كلمته في المؤتمر.

ففي الوقت الذي أضافت فيه الجمهورية التركية التنظيم الموازي في الكتاب الأحمر، كان "ديفيد فيليبس" ينتقد تركيا بلا برهان وفي إحدى مؤسسات جماعة فتح الله كولن.

كما إدعى ديفيد فيليبس من خلال كتاباته في صحيفة "هوفنتجتون بوست" بأن تركيا لم تفعل شيئاً من أجل الأكراد في كوباني وأنها قد دفعتهم لساحة الحرب مع تنظيم الدولة وغيرها من الادعاءات المثيلة.

كما تعبر تصريحات فيليبس عن حقيقة تخلي الولايات المتحدة عن دور أوجالان وعملها الجدي مع قنديل في هذا الوقت. وتستمر هذه البروباجاندا بالانتشار عن طريق وزارة الشؤون الخارجية الأمريكية ومجلس العلاقات الخارجية.

مما يعني أن ديفيد فيليبس هو من يقف خلف العناوين التي تنشر في إعلامنا من قبيل: "خطة الولايات المتحدة الجديدة لحزب العمال الكردستاني. وأوجالان خارج اللعبة. قنديل الحليف الجديد". خاصة كتاب صحيفة "مليّت". حيث يسرع كتاب الاستعمار في صحافتنا بالتقاط المعلومات التي تصدر عن فيليبس ليكتبوا في ضوئها. كما أن فيليبس هو الشخص الذي كان يعتمد عليه الكتاب الذين تأملوا أن تتوتر وتنقلب الأوضاع بعد الانتخابات. كما أن قادة حزب الشعوب الديمقراطي يولون هذا الرجل أهمية بالغة.

فلنرى ماذا سوف ينتج فيليبس وأصدقاؤه في المهمة خلال الأيام المقبلة.

عن الكاتب

جيم كوتشوك

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس