إمره أكوز – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

تقف أمام تركيا في الوقت الراهن مشكلة "أيدلوجية سياسية" حقيقية، وهي مستقبل الأيدلوجية الجديدة الرسمية في تركيا، فالأيدلوجية السارية حاليا، والتي ينص عليها الدستور الأخير الذي صدر عام 1982، وقد قرأت ما كُتب في بداية ذلك الدستور مجددا قبل كتابة هذا المقال.

لا أخفي عليكم، أني شعرت بحماسة كبيرة وأنا أقرأ الفقرة الأولى والثانية، وإذا أردتم أن أعطيكم المخلص، متجاوزا كلمات الاستعارة والكناية والجمل الرزينة، فإن الدستور يحتوي على مبادئ أساسية تتخلص في التالي: شعب تركي، وطن تركي، قومية أتاتوركية، إصلاحات ومبادئ أتاتورك، الإرادة القومية، الديمقراطية الحرة، نظام قضائي، الفصل بين السلطات، المصالح القومية التركية، العلمانية، المساواة، العدالة الاجتماعية.

عند النظر إلى تلك المبادئ، نفهم تماما لماذا خرجت في تركيا المشكلة الكردية، لأنه بكل بساطة، وحسب الذهنية التي حكمت تركيا في أوائل سنين تأسيس جمهوريتها، كانت تعتبر الأكراد "قومية أخرى"، وبالتالي خرجت المشكلة الأساسية من هنا.

الأيدلوجية الحالية الحقيقية في تركيا، يسودها الغموض، وهذا ليس بسبب القضية الكردية فحسب، فاليوم، ومنذ عشر سنوات، تحكم الأيدلوجية الإسلامية الدولة التركية، واليوم، وعلى خلاف ال90 سنة الماضية، انسحب الجيش إلى ثكناته لأول مرة منذ عام 1923.

وفورا سيخطر على بالنا سؤال:"إلى أين نحن ذاهبون؟"، على سبيل المثال، في الأعياد القومية، إذا لم ترفع أعلام أتاتورك وصوره، وإذا لم يحتفل الشعب بها، ماذا سيفعل إذاً؟ والطلبة في 10 تشرين الأول/نوفمبر من كل عام، ماذا سيقولون بديلا عن الجملة التي اعتادوا على قولها "استيقظ يا جدي، ودعني أنام مكانك"، أم سيتم إلغاء الاحتفالات بذلك العيد القومي؟

ماذا سيكون البديل عن تلك الأيام وتلك الأعياد؟ ما دام النظام الحاكم الجديد يتخذ من الأيدلوجية الإسلامية طريقا له، مَاذا ستكون رموز الشعب التركي ومجتمعه؟ الأيدلوجية القديمة وضعت أمامها هدف، وهو الوصول إلى حضارة مدنية حديثة، لهذا كيف سيكون شعار وأهداف النظام الحاكم الجديد، والذي يعتبر أنّ هدف الأيدلوجية القديمة هو التقرّب من الغرب.

ماذا سيكون مصير القومية التركية؟ عند الحديث عن المشكلة والقضية الكردية، وكيف سيتم تجاوز ذلك؟ هذه أسئلة حقيقية تُطرح وستشغل الرأي العام خلال الفترة المقبلة، وخصوصا أننا نتحدث عن ضرورة إيجاد دستور جديد للبلاد، والذي يجب أنْ يضم الأيدلوجية الرسمية للدولة التركية الجديدة.

عن الكاتب

إمره أكوز

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس