ترك برس

على الرغم من التقارب الروسي التركي الأخير، إلا أن أنقرة فاجأت موسكو باستخدامها ورقة الصفقة العسكرية المتمثلة بالمنظومة الدفاعية "إس 400"، ملمّحة إلى أنها ستتراجع عن الصفقة الأمر الذي اضطر روسيا للتعليق مباشرة على الأمر.

وفي مناسبة أخرى، جددت تركيا عدم اعترافها بالضم الذي اعتبرته "غير شرعي" من روسيا لشبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة للواقعة، وفق تقرير تحليلي بموقع "عربي 21".

ونقل التقرير عن المحلل السياسي سعيد الحاج، إشارته إلى أن التصعيد التركي لا يتضمن أي ملامح أزمة في العلاقات بين تركيا وروسيا، وأنه لا يرى توترا بمعنى التوتر، "بل على العكس، فإن أنقرة بأمسّ الحاجة حاليا إلى تطوير وترسيخ العلاقات مع موسكو".

وأوضح الحاج أن سبب ذلك يعود جزء منه إلى حقيقة التوتر في العلاقات بين تركيا من جهة والولايات المتحدة وأوروبا من جهة أخرى، وبالأخص الأزمة مع أمريكا وتطوراتها مؤخرا.

والجزء الآخر بحسب المحلل "متعلق بالحاجة للتنسيق والتعاون في المشهد السوري، وضمان اتفاقات خفض التصعيد، بالإضافة إلى عملية إدلب القريبة، فهناك تنسيق ميداني واضح بين تركيا وروسيا". وأوضح أن هناك حرصا تركيا على صفقة "إس-400" التي تعد صفقة الاستراتيجية بالنسبة لأنقرة.

وقال الحاج إن التقارب بين روسيا وتركيا لا يمنع الاختلافات في وجهات النظر في بعض الأمور، وهو الأمر الذي بدا واضحا خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لأوكرانيا، وتأكيد موقف تركيا الذي لا يعترف بضم القرم إلى روسيا، ويؤيد وحدة الأراضي الأوكرانية.

وأضاف أن "الدليل على أن التصريحات التركية لا ينبني عليها أزمة مع روسيا بما يخص القرم، أن كلام أردوغان لم يكن موجها لروسيا بل ذكرت بشكل عابر، بالإضافة إلى أن الرد لم يأت من مستويات روسية كبيرة، بل كان الرد من أحد أعضاء مجلس الدوما (مجلس النواب)".

وأكد أن "التصريحات التركية حول جزيرة القرم وأوكرانيا أمر بسيط جدا، وليس بموقف جديد لتركيا، فمنذ ضم روسيا القرم إليها، وتركيا رافضة لهذا الأمر، لا سيما أن لها علاقات مع أتراك القرم هناك، بالتالي لن يكون هذا الملف سببا بتوتر كبير وبصنع أزمة في العلاقات التركية الروسية".

كما نقل موقع "عربي21"، عن الباحث في العلاقات الدولية والشؤون الاستراتيجية الدكتور علي باكير، قوله إن الاتفاق الروسي التركي حول منظومة "إس-400" الدفاعية، "لم يصل باعتقادي إلى صيغته النهائية بعد، على الرغم من إعلان الطرفين عن ذلك، وقيام أنقرة بتحويل الدفعة المالية الأولى إلى موسكو".

وأشار باكير إلى أن الجانب التركي يصر على موضوع نقل التكنولوجيا، وهناك على ما يبدو خلاف حول هذه النقطة، لأن الجانب الروسي لم يسبق له أن أنتج النظام خارج أراضيه.

وعلى ما يبدو ستكون هذه المرة الأولى في حال تم الاتفاق على ذلك، لكن هذا الأمر يحتاج إلى أرضية لازمة غير جاهزة على ما يبدو، وفق رأي الباحث.

وقرأ أن التصريحات التركية المتعلقة بهذا الموضوع هي "لغايات سياسية"، خصوصا وأن التقنيين الروس والأتراك يؤكدون أنه لا مشكلة بين الطرفين حتى هذه اللحظة.

وحول الملف الأوكراني، أكّد أن "الموقف التركي موقف مبدئي سابق وحالي بما يتصل بالقرم ووحدة الأراضي الأوكرانية، ولا أعتقد أنه سيتغير".

وأشار باكير إلى أن الزيارة التي أجراها أردوغان إلى أوكرانيا "كانت فرصة لإثارة الأمر من جديد، كرسالة إلى الأوكرانيين أكثر من كونها موجهة إلى روسيا".

وكان أردوغان قال خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو، أن تركيا ستواصل دعمها لسيادة الأراضي الأوكرانية ووحدة أراضيها بما فيها القرم ووحدتها السياسية، مؤكّدا أن تركيا لم ولن تعترف بضم القرم غير الشرعي من قبل روسيا.

وأضاف أردوغان: "نشعر بالامتنان من دعم أوكرانيا لتتار القرم الذين أثبتوا ولاءهم لها. وسنواصل متابعة وضع أبناء جلدتنا عن كثب، و سنواصل إبقاء هذه المسألة على جدول أعمال المجتمع الدولي. نولي أهمية للخطوات المتخذة في الأطر الدبلوماسية والقانونية بخصوص الوضع غير الشرعي في القرم. سنواصل العمل في هذا الصدد بالتنسيق مع أوكرانيا".

وردا على سؤال حول وضع تتار القرم في السجون، قال أردوغان: "نشارك في جميع أنواع المبادرات والجهود المتعلقة بأصدقائنا من تتار القرم في السجون. وأتمنى أن نصل إلى نتيجة لهذه المبادرات. سنواصل مراقبة الأمر. موقفنا بخصوص القرم واضح من الماضي إلى الحاضر، ونهجنا على الصعيد الوطني والدولي واضح. لم ولن نفرّق بيننا وبين إخواننا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!