ترك برس

في معرض حديثه عن أزمة التأشيرات بين تركيا والولايات المتحدة، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السفير الأمريكي لدى أنقرة جون باس، بأنه "أرعن"، محمّلا إيّاه مسؤولية الأزمة التي اعتبرها محللون ومراقبون أتراك أخطر أزمة دبلوماسية تواجهها علاقات بلادهم بواشنطن.

وفي كلمة ألقاها أثناء حضوره اجتماع الولاة بالمجمع الرئاسي في أنقرة، قال أردوغان: "أقولها بصراحة، السفير (الأمريكي) الموجود في أنقرة هو من تسبب في أزمة التأشيرة بين تركيا والولايات المتحدة، ومن غير المقبول أن تضحي واشنطن بحليف استراتيجي مثل تركيا من أجل سفير أرعن".

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن "باس" تحول إلى كلمة مفتاحية جديدة في البحث عن أسباب التوتر في علاقات البلدين، ملتحقا بالعقدة المستعصية التي يمثلها اسم زعيم الكيان الموازي المتهم بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة "فتح الله غولن"، و"بقوات سوريا الديمقراطية" الكردية التي تدعمها واشنطن، بينما تناصبها أنقرة العداء.

المحلل السياسي والباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية بأنقرة جاهد توز، رجح خلال حديثه لشبكة الجزيرة القطرية، أن يبقى التوتر محدودا زمنيا، وأن تعود العلاقات إلى مجرياتها بين البلدين بعد تغيير السفير الأميركي في أنقرة خلال شهر.

وقال توز إن من المؤشرات على ذلك عدم صدور قرار منع الأتراك من الحصول على التأشيرات من الرئاسة أو وزارة الخارجية الأميركيتين، بل من السفير باس الذي سبق له أن أدلى بتصريحات "توتيرية" متعلقة باعتقال التركي المتهم بالتجسس لصالح منظمة غولن.

كما توقع أن تقتصر تداعيات الأزمة على العلاقات السياسية والاقتصادية بين واشنطن وأنقرة وبشكل مؤقت، دون أن تصل إلى التعاون العسكري بينهما كشريكين في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مستشهدا على ذلك بتصريح أصدرته وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أكدت فيه استمرار التعاون مع تركيا.

وأرجع توز تصعيد السفارة الأميركية لقضية الموظف التركي المعتقل إلى غياب الإستراتيجية الواضحة عن سلوك العلاقات الخارجية لدى الإدارة الأميركية الجديدة.

وذكّر بكثير من التناقضات بين مواقف الرئاسة والخارجية والدفاع في واشنطن حيال قضايا خارجية بالغة الأهمية كالعلاقات مع إيران أو كوريا الشمالية وغيرهما.

من جهته، وصف الكاتب والإعلامي كمال أوزتورك الأزمة بالانعطافة الحادة، وشبهها بالأزمة التي مرت بها علاقات بلاده مع موسكو عقب إسقاط الطائرات التركية لمقاتلة سوخوي روسية عام 2014.

ووفقا لأوزتورك فإن الولايات المتحدة الأميركية تعتبر حليفا لتركيا على الورق فقط، مؤكدا أن هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها واشنطن عداءها لأنقرة علنا.

وأشار أوزتورك إلى أن ما جرى على خلفية أزمة التأشيرات نتيجة طبيعية لحالة "الفوضى والصراعات" التي تشهدها الولايات المتحدة الأميركية منذ وصول الرئيس دونالد ترمب إلى السلطة، لكنه حذر من تداعيات تلك الأزمة على بلاده.

أما المحلل السياسي التركي أوكتاي يلماز فوصف قرار تعليق التأشيرات الأميركية للأتراك بأنه "ضربة قاضية" لعلاقات البلدين المتوترة أصلا، معتبرا إياه ردا أميركيا على التحركات التركية الأخيرة في المنطقة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!