ترك برس

قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدأ "يتنمّر" على الولايات المتحدة، وأنه جدير بالرئيس دونالد ترامب التدخل.

جاء ذلك في افتتاحيتها ليوم الأربعاء، والتي تطرقت إلى الأزمة الراهنة بين تركيا وأميركا، عقب توقيف أنقرة موظفا يعمل في القنصلية الأميركية بمدينة إسطنبول.

والأحد الماضي، أعلنت سفارة الولايات المتحدة لدى أنقرة، تعليق جميع خدمات التأشيرات في مقرها وقنصلياتها في تركيا "باستثناء المهاجرين".

وعلى الفور ردت السفارة التركية لدى واشنطن، على الخطوة الأمريكية بإجراء مماثل يتمثل بتعليق إجراءات منح التأشيرات للمواطنين الأمريكيين في مقرها وجميع قنصلياتها لدى الولايات المتحدة.

وتأتي هذه التطورات، بعد أيام من صدور حكم قضائي تركي بحبس "متين طوبوز" الموظف في القنصلية الأمريكية العامة لدى إسطنبول، بتهم مختلفة بينها التجسس.

وبيّنت التحقيقات أن المتهم (مواطن تركي)، كان على تواصل مع شخصيات من منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية، التي نفذّت محاولة الانقلاب الفاشل في 15 تموز/يوليو 2016.

وقالت واشنطن بوست، وفق شبكة الجزيرة، إن الحكومات الشمولية في أنحاء العالم تتبع بشكل متزايد تكتيكات "مخزية"، تتمثل في اعتقال مواطنين أميركيين وتحتجزهم رهائن بحكم الأمر الواقع، وذلك في محاولة للحصول على نفوذ معين لدى واشنطن.

وأضافت أن إيران وكوريا الشمالية كانتا رائدتين في هذا المجال، وأنهما حصلتا مرارا على تنازلات من جانب الولايات المتحدة، الأمر الذي شجع دولا أخرى، بما في ذلك مصر وفنزويلا، على فعل الشيء ذاته.

وقالت يبدو أنه الآن جاء دور تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) لتصبح دولة خارجة عن القانون.

وأشارت الصحيفة إلى قيام الولايات المتحدة بتعليق إصدار التأشيرات للأتراك في أعقاب اعتقال أنقرة موظفا يعمل في القنصلية الأميركية، وقالت إن تركيا سرعان ما اتخذت خطوة مماثلة وأوقفت إصدار التأشيرات للأميركيين.

وقالت إن هذا الحظر من شأنه الإضرار بالعديد من الأبرياء، بمن فيهم الصحفيون الأتراك وناشطو المجتمع المدني الذين يعملون على مقاومة السياسة القمعية لأردوغان، على حد وصف الصحيفة.

وأضافت الصحيفة أنه إذا قررت الحكومة الأميركية الاستمرار في اتخاذ هذه الخطوة، فإنه ينبغي تنقيحها وتوجيهها لتستهدف المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال وغيرهم ممن لهم صلة بالنظام التركي.

وقالت إنه جدير بإدارة الرئيس ترامب -التي تواصل وصفها للرئيس التركي أردوغان بأنه حليف وثيق- أن تبادر إلى الوقوف بوجه محاولاته لاستغلال الولايات المتحدة في هذا السياق.

وأضافت الصحيفة أن الحاكم التركي قد يعتقد بأن بإمكانه مواصلة اضطهاده الأميركيين دون عقاب، وأشارت إلى أن تركيا لم تقدم دليلا دامغا على أن غولن مذنب بارتكاب جريمة معينة.

وقالت يبدو أن أردوغان استنتج على مدار 15 عاما له في السلطة أن الولايات المتحدة يمكن أن تبقى تتسامح معه بسبب الأهمية الإستراتيجية لبلاده.

وأشارت إلى دور الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في التسامح مع تركيا، وإلى أن ترامب أشاد بزعامة أردوغان ووصفه بأنه صديق له، وأنه أعرب عن شعوره بأنهما الآن أقرب إلى بعضهما من أي وقت مضى.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!