كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

أظهرت أزمة التأشيرة هشاشة العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة. تتصدع الشراكة الاستراتيجية المستمرة أكثر من نصف قرن يومًا بعد يوم، وتتسع الهوة بين البلدين. إدراك سبب هذه الهزة في العلاقات بين الجانبين وتوضيحه يتمتعان بأهمية كبيرة اليوم. 

بحسب بعض التحليلات، يعتبر توقيف موظف القنصلية الأمريكية متين طوبوز واحدًا من العناصر الرئيسية التي أشعلت فتيل الأزمة، في حين تشير تحليلات أخرى إلى أن الأزمة هي انعكاس المشاكل المتراكمة. ويبدو أن صبر أنقرة نفد في مواجهة موقف الولايات المتحدة من المحاولة الانقلابية، وحماية فتح الله غولن في بنسلفانيا، وتسليح حزب الاتحاد الديمقراطي جناح حزب العمال الكردستاني في سوريا، والدعاوى المرفوعة على رجل الأعمال الإيراني رضا زراب.

كل هذه العناوين تبدو نتيجة أكثر منها سببًا. السبب في هذه الأزمة ليس انعكاسًا للمشاكل المتراكمة، إلا أن هذه المشاكل جزء من سياسة عزل تعد لها الولايات المتحدة مستقبلًا تجاه تركيا. وكلما اقتربت البنتاغون من تحقيق خططها بشأن تركيا يتزايد توتر العلاقات بين البلدين. 

تتبع البنتاغون سياسة عزل ضد تركيا، وتعمل على تطبيق هذه العملية، التي بدأتها على حدودنا الجنوبية، في الشرق والغرب. 

ومن العبث التساؤل عما إذا كان البيت الأبيض يدرك هذه الحقيقة، لأنه لا يملك القدرة للتأثير على النتيجة. المهم هنا هو حقيقة أن القوة المسيطرة على الولايات المتحدة تواصل باستمرار وبشكل ممنهج سياسة العزل هذه. 

ولا شك أن وجود أجندة سرية للولايات المتحدة الشريك الاستراتيجي والحليف في الناتو، أصاب أنقرة بخيبة أمل. لكن الدولة مدركة منذ مدة طويلة أن الولايات المتحدة تتبع سياسة عزل إزاء بلدنا، وبناء عليه تتخذ تدابيرها.

تصريحات تاريخية تلك التي أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس بخصوص أمريكا. 

أردوغان قال: "هناك محاولات لعزل تركيا من الداخل والخارج. من يمكنه الادعاء أن الهدف من الحزام الإرهابي المراد إنشاؤه على طول حدودنا الجنوبية هو مكافحة تنظيم داعش؟ الحزام الإرهابي غايته عزل تركيا فحسب".

ولا داعي لأن يكون المرء عرّافًا حتى يدرك كيفية استكمال مخططات البنتاغون؛ فيومًا ما سيأتي الدور على تركيا لإحضار الديمقراطية إليها! تمامًا كما نشرت الولايات المتحدة الديمقراطية في ربوع أفغانستان العراق وسوريا. لكن من الواضح أن الرياح لم تهب هناك بما تشتهيه واشنطن. فهي لم تنجح في تقسيم تقسيم تركيا من الداخل بواسطة منظمة غولن، وحزب العمال الكردستاني وحزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي. 

لم تنجح في إحداث شرخ داخل الدولة والحكومة. الشعب التركي يحافظ على وحدته الوطنية، والأهم من ذلك أنه يملك القوة والإرادة للوقوف جسدًا واحدًا في مواجهة الولايات المتحدة والدول الغربية.

هذه الوحدة الوطنية هي الضمان في عرقلة مخططات الولايات المتحدة، وإفشال سياسة العزل التي تتبعها البنتاغون. المخططات التي طُبقت بكل يسر في العراق وسوريا وليبيا وأفغانستان لن تجد موطئ قدم لها في تركيا. سيضطرون إلى قبول تركيا وإقامة علاقاات متساوية معها.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس