ترك برس

دعا المفكر التونسي، أبو يعرب المرزوقي، تركيا وقطر لتشكيل ما وصفه بالتحالف الرادع للثورة المضادة، والهجمة الشرسة التي تتعرض لها الدول الإسلامية بهدف السيطرة على مقدراتها، محذرا من أن جميع بلاد المسلمين، وخاصة بلاد العرب ينتظرها نفس مصير الروهينغا في ميانمار.

جاء ذلك في سلسلة من التغريدات التي كتبها المرزوقي على حسابه على موقع التدوينات المصغرة تويتر عن مأساة الروهينغا المسلمين، مشيرا إلى أنه لم يكتب عن تلك المأساة ولا عن مأساة مسلمي الشيشان أو مسلمي الصين من قبل؛ لأن الأمة الإسلامية كلها صارت في نفس الوضع وخاصة العرب والسنة منهم على وجه الخصوص.

وكتب المرزوقي إن مرد عجبه ليس من موقف اللامبالين من مأساة الروهينغا، بل من توهمهم أنهم بمأمن من نفس المآل: "فكلنا لسنا بمأمن إلا مؤقتا ولعدم وعينا بوضعنا المماثل، فجميع بلاد المسلمين وخاصة بلاد العرب خاضعة لعملاق وأذرعه تجعلها بالقوة ينتظرها نفس المصير عندما يأتي دورها."

وأضاف أن قانون التاريخ الطبيعي يحكم العلاقات بين الجماعات، وكلما سيطر هذا القانون بين فئات جماعة من الجماعات أو أفرادها ألهاها ذلك عن سيطرته على العلاقة بين الجماعات، فأصبحت فريسة لكل قوي يحيط بها. وهو قانون إذا لم تفهمه جماعة آلت إلى الزوال إما المادي أو الرمزي: "والمادي بإفنائها كما حدث للهنود الحمر، والرمزي باستيعابها في ثقافة الأقوى. وقد حدث النوع الثاني في بعض الأقطار التي كانت إسلامية ثم محيت كما في الأندلس وبعض جزر المتوسط وحتى في الفليبين وفي بعض بلاد أفريقيا."

وتابع بالقول: "إن ما سيسرع الحرب على أطراف الأمة وقلبها تعدد القوى العظمى التي تحيط بها وتتسابق في القيام بما يشبه التصفية العرقية. فالهند والصين وروسيا وأمريكا وأذرع هذه القوى كلها تسعى إلى تفكيك العروة الإسلامية والحرب على شعوبها بالتطهير العرقي والتصفية البدنية. ولو كانت هذه الشعوب الثلاثة ومعها شعبا ماليزيا وإندونيسيا، لكانت عدتهم تساوي أو تفوق سكان الهند وحتى سكان الصين."

ولفت المرزوقي إلى أن القيادات الإسلامية الحالية لو كانت لديها إرادة تحقيق ما فكر فيه القائد أربكان من تعاون الدول الإسلامية الثمانية، لكان المسلمون اليوم مهابين فلا يجرؤ عليهم أحد. وكان يكفي أن يكتفوا حتى بأربعة: "تركيا وقطر وماليزيا وإندونيسيا ومعهم مسلمو الهند بأصنافهم الثلاثة: فلهم كل شروط الفعل السياسي الحديث. فمنهم من يملك السلاح النووي ومنهم من يملك القوة الاقتصادية ومنهم من يملك العدد والقرب من محل العدوان والحسم فيه حتى دبلوماسيا."

وتطرق المفكر التونسي إلى ما سمي بالتحالف الإسلامي الذي انعقد في الرياض، ووصفه بأنه "أبعد ما يكون عن الدفاع عن المسلمين، وأنه حلف الثورة المضادة ضد الثورة، مشيرا إلى أنه فسر عدم حضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للقمة بأنه فهم القصد فتجنب الحضور دون أن يعلله واكتفى بإرسال من يمثله."

وقال المرزوقي إنه "بات الآن من واجب تركيا وقطر أن تسعيا لتحقيق ما يمكن تحقيقه من حلف رادع بمن ذكرت ومعهما القانون الدولي والشعوب"، مكررا تحذيره من مما يحاك للمسلمين والإسلام من مصير لتأسيس نظام العالم الجديد من  تقاسم السيطرة بين العماليق على أرضهم وبحارهم وثرواتهم.

وتابع إن "الإقليم العربي والتركي هو الهدف الأول لهذه الخطة؛ لأن العرب هم أصل دولة الإسلام والأتراك هم حماتها إلى بداية القرن الماضي. وهذه المهمة بعد ضعف القوى الاستعمارية الأوروبية تولتها أمريكا وروسيا وذراعاهما، والعرب نيام والأتراك يحاولون بما يستطيعون."

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!