ترك برس

تناولت صحيفة فرنسية يسارية الاستقبال الرسمي الحار الذي خصصه الرئيس البولندي إندجي دودا لنظيره التركي رجب طيب أردوغان، يوم الثلاثاء الماضي، والاجتماع وجها لوجه الذي أعقب ذلك مباشرة.

استغربت صحيفة ليبراسيون دعم بولندا اللامشروط لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي تشهد فيه علاقة أنقرة ببعض أهم دول الاتحاد فتورا منذ الانقلاب الفاشل الذي شهدته تركيا عام 2016، بحسب شبكة الجزيرة.

وعلقت ليبراسيون على تلك الحفاوة بقولها "قبل بضع سنوات، كنا سنفسر مظاهر الوحدة بين هذين البلدين على أنها دعوة لمزيد من التفاهم بين الشعوب، بولندا الكاثوليكية من جهة وتركيا الإسلامية من جهة أخرى".

لكن الواقع -وفق الصحيفة- يعارض ذلك، إذ تنقل عن الخبير السياسي البولندي آدم بالسر قوله "ما فتئ أردوغان منذ مدة ينتقد الأوروبيين بوصفهم معادين للإسلام، والمفارقة هي أنه ربما لا توجد حكومة أوروبية تستخدم خطاب الإسلاموفوبيا صراحة أكثر من الحكومة البولندية".

وتكتسي زيارة أردوغان لبولندا أهمية رمزية خاصة بوصفها أول زيارة له لأحد بلدان الاتحاد الأوروبي منذ محاولة الانقلاب الفاشل 2016، وقد وقع البلدان اتفاقات تعاون على المستويات العسكرية والاقتصادية والثقافية.

وقد ذكر أردوغان الأوروبيين بوعودهم بشأن إلغاء التأشيرات عن الأتراك واستئناف مفاوضات الانضمام، وهو ما أيده دودا صراحة حين قال "بولندا أيدت وتؤيد تطلع تركيا للانضمام للاتحاد" الأوروبي.

ونقلت الصحيفة عن مراقبين قولهم إن ما يدفع البولنديين إلى التقارب مع الأتراك والدعوة لانضمامهم إلى الاتحاد الأوروبي هو خشيتهم من ارتماء أنقرة في أحضان الروس، خصوصا بعد إعلان تركيا شراء أنظمة الدفاع المضادة للطائرات من موسكو.

فالأزمَة الأوكرانية وضم روسيا لشِبه جزيرة القرم أثارًا مخاوف البلدان الأوروبية التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفياتي السابق وخاصة بولندا.

ويؤيد بالسر الإبقاء على تركيا داخل حظيرة الدول الغربية، لكنه يحذر من أن بولندا وحدها ليست في وضع يسمح لها بالقيام بذلك فـ "هذه قضية أوروبية في الأساس".

وفي كلمة ألقاها خلال منتدى الأعمال البولندي-التركي في وارسو، قال أردوغان إن "تركيا وبولندا تهدفان لرفع حجم التجارة بينهما خلال الأعوام الخمسة المقبلة من 6 إلى 10 مليارات دولار".

ودعا أردوغان، رجال الأعمال في البلدين إلى إعطاء الأولوية في استثماراتهم لمجالاتٍ مثل؛ الصناعات الدفاعية والصيرفة والطاقة والتعهدات وصناعة السيارات والنسيج والأثاث والسياحة الطبية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!