د. محمد عزيز عبد الحسن - خاص ترك برس

تنطلق فرضية بحثنا من التساؤلات الآتية:

أولا: أن القوات الأمنية الاتحادية قد فرضت سيطرتها على كركوك وتلعفر وربيعة وبرطلة وزمار وعين زالة وانة، ومحاصرة القوش وفايدة والشيخان وقصبة تلسقف والحتارة التابعة لمحافظة نينوى تمهيدا لدخولها.

وبعد وصول عشرات الدبابات والمدرعات العراقية صوب التون كوبري وطق طق وكويسنجق جنوب أربيل، واستمرار تقدمها في سهل نينوى وأيضا باتجاه معبر فيشخابور الحدودي المقابل لمعبر سيمالكا على الجانب السوري.

وتشير المعلومات إلى أن قوات البيشمركة فجرت يوم الأحد 22 تشرين الأول/ أكتوبر 2017 جسر خراب التبن الذي يربط زمار بالطريق المؤدي إلى زاخو، وإن تفجير الجسر جاء بسبب مخاوف البيشمركة من تقدم القوات الاتحادية العراقية باتجاه زاخو، وإن الجسر صغير ويمتد مع طريق خط أنبوب نفط جيهان. وينقل خط جيهان النفط الخام من حقول كركوك شمالي العراق  إلى ميناء جيهان التركي لتصديره إلى الأسواق العالمية.

 فهل تمنع الولايات المتحدة الأمريكية الجيش العراقي من دخول أربيل؟ على الرغم  من أن مذكرة التفاهم التي وقعت بين امريكاوحكومة الإقليم انتهت في تموز/ يوليو 2017؟

ثانيا: هل يمكن عمليا وليس افتراضيا تكرار سيناريو دخول الجيش العراقي لكركوك في أربيل؟

في الحالات الاتية: 

1- إذا أخفقت حكومة الإقليم في إدارة مصالح وحرية المواطنين الأكراد؟

2- إذا حدثت قلاقل ومواجهات عسكرية ناتجة عن حدوث حرب أهلية بين الأحزاب الكردية؟

3- في حالة صدور قرار من الحكومة الاتحادية بحل حكومة الإقليم وتعليق الحكم الذاتي؟ 

4- وفي حالة إصرار الحكومة الاتحادية على فرض سلطانها وسيطرتها على كامل الإقليم لأجل إخضاع المعابر الحدودية والمطارات والحقول النفطية وإنهاء مؤسسات البيشمركة الأمنية والعسكرية ودمجهم بملاك وزارة الدفاع والداخلية  وفق الضوابط والشروط، أي تحت سلطان الحكومة الاتحادية حصرا؟

5- في حالة إصرار الأحزاب الكردية المعارضة للسيد مسعود البرزاني على تشكيل حكومة إنقاذ وطني أو حكومة مؤقتة لإدارة الإقليم على أن يكون مركز الحكومة المؤقتة السليمانية وليس أربيل. خاصة في ظل انتهاء ولاية حكم الرئيس مسعود البرزاني. وهو السيناريو الأقرب لدخول الجيش العراقي لأربيل؟

لأن من أهم شروط الحوار بين الحكومة الاتحادية والاإقليم هو  فرض السيادة الاتحادية الكاملة  على المنافذ الحدودية والمطارات والبيشمركة والموارد  وكافة ما ينص عليه الدستور العراقي الدائم لعام 2005 بخصوص المحافظات والأقاليم؟

مذكرة التفاهم المبرمة في تموز/ يوليو 2016 بين الولايات المتحدة والعراق والقادة الأكراد قبل الهجوم على الموصل وتحريرها من تنظيم داعش؟

قال المتحدث باسم البنتاغون، إيريك باهون، إن مذكرة التفاهم التي وقعت بين الوزارة وحكومة إقليم شمال العراق انتهت في تموز 2017، مشيراً إلى إرسال آخر دفعة من الأموال المخصصة لدفع رواتب البيشمركة مطلع شهر أيلول/ سبتمبر الماضي.

وبشأن تأثير الاستفتاء على مذكرة التفاهم، قال باهون إن "الاستفتاء مسألة داخلية، ولم يكن هناك حوار بين حكومة الإقليم وأمريكا بشأن تمديد الاتفاقية حتى قبل أشهر من يوم 25 أيلول 2017 (في إشارة ليوم إجراء الاستفتاء".

وأشار المتحدث باسم الوزارة إلى أنه حتى لو لم يتم تجديد اتفاقية التفاهم بين وزارتي البيشمركة والدفاع الأمريكية، فإن "البنتاغون سيواصل دعم البيشمركة في المجال العسكري وتقديم المساعدة لها في القطاع الأمني مثل التدريب وتوفير الأسلحة".

يشار إلى أن كلاً من وزير الداخلية، ووزير البيشمركة وكالةً، كريم سنجاري، ومساعدة وزير الخارجية الأمريكي، أليسا سلوتكين، وقعا في 13 تموز 2016 مذكرة تفاهم عسكري بين إقليم شمال العراق والولايات المتحدة، بحضور رئيس الإقليم، مسعود البارزاني، تضمنت تقديم واشنطن الدعم المالي والعسكري للبيشمركة.

سيناريوهات دخول الجيش العراقي والحشد الشعبي لأربيل

إن دخول الجيش العراقي والحشد الشعبي لكركوك وبقية المناطق المتنازع عليها دون قتال تسبب في انشقاق داخل حزب الاتحاد الوطني وتحوله إلى جناحين. الأول يتكون من عائلة السيد جلال الطالباني والمؤيدين له، والثاني جناح موال للسيد مسعود بارزاني رئيس الإقليم  وهم كل من كوسرت رسول علي والملا بختيار ومحافظ كركوك المقال نجم الدين كريم.

وحسب المعلومات المتوافرة فإن احتمال المواجهة العسكرية بين الحزبين الرئسيين في إقليم شمال العراق العراق (الحزب الديمقراطي وحزب الاتحاد) أصبح أمرا واقعا في ظل التطورات الآتية: 

- وصول الجيش العراقي إلى التون كوبري وقوشتبة القوش وطق طق والتوجه صوب قضاء كويسنجق، وهذا القضاء له أهمية استراتيجية حيث أنه يقع بين أربيل والسليمانية، والسيطرة عليه تجعل أربيل ومركزها تحت نيران القوات الاتحادية العراقية؟

- محاصرة أربيل من محورين: الأول من جهة التون كوبري، والثاني من جهة طق طق وقضاء كويسنجق، إضافة إلى إعادة انتشار القوات الاتحادية في سهل نينوى.

- التفوق العسكري لصالح القوات الاتحادية، خاصة وأن البيشمركة يقاتلون في أرض مفتوحة، وبالتالي سيكونون عرضة للإبادة العسكرية إن تدخل الطيران العراقي الذي يمتلك طائرات أف 16، وطائرات أم 28 وأم 35، وطائرات صائد الليل المدرعة، وطائرات النقل اللوجستي 130... إلخ.

إضافة إلى تجهيز الجيش العراقي بالعتاد  والعدد والمخزون الاستراتيجي  من الأسلحة. كلها عوامل تجعل المواجهة العسكرية غير متكافئة بين الطرفين (البيشمركة والجيش الاتحادي والحشد الشعبي). ويكاد يتفق معظم الخبراء العسكريين في وجود عدة سيناريوهات لدخول الجيش العراقي والحشد لأربيل، أبرزها الآتي:

أولا: تكرار سيناريو عام 1996 ولكن بصيغة مغايرة تتمثل بطلب السليمانية من الجيش العراقي والحشد الشعبي الدخول إلى مناطقهم في حال قيام البيشمركة القادمة من أربيل بمهاجمتهم. ونقطة دخول الجيش الاتحادي لأربيل ستكون عن طريق منطقة كويسنجق لموقعها الاستراتيجي، إذ إنها تقع بين أربيل والسليمانية...

ويشير خبراء عسكريون إلى أن أربيل لن تهاجم السليمانية، لأنها إن هاجمت فإن قواتها سوف تُياد من قبل القوات الإيرانية لأنها ستدخل مع قوات الاتحاد الوطني. وستكون حجة كبيرة لحزب الاتحاد الوطني وإيران  والقوات الاتحادية والحشد لاقتحام أربيل وتشكيل حكومة إنقاذ وطني يكون مقرها السليمانية؟

 وعمليا لا يمكن لقوات البيشمركة بأربيل أن تقاتل مقاتلي حزب الاتحاد الوطني  لأنها حاليا محاصرة من عدة محاور من التون كوبري وطق طق وكويسنجق وسهل نينوى. ومع غياب الدعم الجوي الذي تفتقر إليه قوات البيشمركة بأربيل فإنها لن ولم تغامر بالهجوم على السليمانية.

ثانيا: تعرض القطعات العسكرية الاتحادية على حدود الخط الأزرق  لهجمات من قبل البيشمركة.

ثالثا: حدوث حرب أهلية بين الأحزاب الكردية الرئيسية في الإقليم. واستمرار هذه الاضطرابات قد يهدد حياة المدنيين في أربيل والسليمانية.

رابعا: قيام الحكومة الاتحادية بإصدار قرار للقوات الاتحادية  بفرض القانون في أربيل، واستلام مطار أربيل ومنفذ إبراهيم الخليل وبقية المنافذ الحدودية، وامتناع أربيل عن تنفيذ الأمر ومواجهة هذه القوات عسكريا.

خامسا: قيام عملية مشتركة ثلاثية تركية إيرانية عراقية في حالة دخول قوات قسد أو بيجاك أو قوات حزب العمال الكردستاني على خط الأزمة ومهاجمة القوات العراقية. ويتوقع خبراء ومحللون استراتيجيون أن تواجه تركيا وإيران قسد وبيجاك في كركوك لأن انشغال قوات قسد بالتوجه إلى دير الزور بعد تحريرها للرقة لن يمنعها من الدفاع عن الإقليم. والمسألة مسألة وقت حسب رأي خبراء عسكريين؟

وتبقى المواجهة العسكرية بين بيشمركة أربيل والقوات الاتحادية قائمة وواقعة فعليا خلال الأيام القادمة، خاصة إذا قامت الحكومة الاتحادية باتخاذ  القرارات الآتية:

- حل حكومة إقليم شمال العراق.

- إلغاء منصب رئيس الإقليم.

- حل برلمان إقليم كردستان العراق.

- إعادة تعيين الموظفين العراقيين داخل المحافظات الشمالية.

- إلغاء كافة الممثليات  والمكاتب الكردية في بلدان العالم وإلغاء اللغة الكردية من جواز السفر العراقي ومن كافة المخاطبات الرسمية.

- صدور مذكرات اعتقال بحق عدد من شخصيات الحزب الديمقراطي المتواجدة بأربيل.

واقع الحال يؤكد أن أربيل لن ترضى بمثل هذه القرارات وتبقى كل الخيارات مطروحة في التعامل مع حكومة بغداد الاتحادية وأبرزها المواجهة العسكرية وحرب الاستنزاف التي ستكون لصالح البيشمركة خاصة إذا دخلت قسد والبيجاك وحزب العمال الكردستاني على خط الأزمة! لأن القوات الاتحادية لن تستطيع الصمود فيها. وحرب الاستنزاف تجربة عانت منها مصر وإسرائيل بحيث أنهم كانوا يفضلون المواجهة المباشرة على الحرب الاستنزافية.

وفي الوقت الحالي فإن البيشمركة في أربيل لن ترضى بخيار وقف إطلاق النار والقبول بالتغيرات التي حصلت، والمتمثلة بدخول الجيش العراقي لكركوك وجميع المناطق المتنازع عليها. ولا زالت تعول على خيار المواجهة العسكرية. وقد كشف قائد  القوة 70 في البيشمركة شيخ جعفر  شيخ مصطفى أن السيد البرزاني أعطى توجيهاته بإعادة تنظيم قوات البيشمركة، كاشفا عن تطورات جديدة على الأرض خلال الفترة المقبلة.

وأضاف: "إننا مصرون على استعادة كل الأراضي التي استولى عليها الجيش العراقي والحشد الشعبي"، مبررا في الوقت نفسه بأن "انسحابنا كان تكتيكيا للحفاظ على قواتنا وتقليل الخسائر!".

الموقف الأمريكي والإسرائيلي من تداعيات دخول الجيش العراقي والحشد الشعبي إلى كركوك ووصولهم إلى التون كوبري وطق طق وكويسنجق القريبة من أربيل؟

إسرائيل هي الطرف الوحيد  الذي أعلن تأييده لاستفتاء انفصال الإقليم في 25 أيلول/ سبتمبر 2017. رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو قال إن بلاده  تدعم "الجهود المشروعة للشعب الكردي لإقامة دولته المستقلة". أما يائير  جولان  النائب السابق  لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي فقد قال في مؤتمر  صحفي بواشنطن: "عندما تنظر إلى إيران من ناحية الشرق وترى انعدام الاستقرار في المنطقة  فإن إقامة كيان كردي مستقل  وموحد وسط هذه الفوضى  ليست فكرة سيئة!".

وحاليا اقتصر الدور الإسرائيلي على دعم الإقليم إعلاميا ومحاولة تكوين حشد دولي مناصر له دون التدخل عسكريا.

وكان من أبرز نتائج دخول القوات الاتحادية لكركوك وبقية المناطق المتنازع عليها الآتي:

انهيار التحالف في المنطقة خاصة بين أربيل وأمريكا، إذ أصبح هؤلاء الحلفاء لا يثقون  في بعضهم. زيارة ثامر  السيهان لمدينة الرقة السورية وظهوره مع قوات قسد  الكردية رسالة واضحة وغير مشفرة إلى تركيا بأن السعودية تدعم أكراد سوريا ومع مشروعهم بالحكم الذاتي.

إن الرابح الأبرز من عودة كركوك والمناطق المتنازع عليها إلى حكومة بغداد الاتحادية هي إيران 
 إذ أن الجنرال قاسم سليماني  لعب دورا  يتجاوز  حدود البراغماتية في التوصل إلى اتفاق مع عائلة الطالباني، وتسهيل دخول الجيش والحشد الشعبي لكركوك دون خسائر تذكر؟

وكان سليماني أرسل رسالة لأمريكا مفادها "أننا عززنا نفوذنا في العراق، وأصبحنا أكثر قربا من منابع النفط في كركوك، وأن إيران قد أنهت عمليا مشروع الانفصال وإقامة دولة كردية تهدد الأمن القومي التركي والإيراني"؟

إذا استمر تقدم الجيش العراقي إلى مناطق أبعد من التون كوبري فإن الولايات المتحدة الأمريكية تخشى دخول القوات الاتحادية إلى أربيل أو أن المواجهة القادمة بين الطرفين ستكون على أبواب أربيل وزاخو ودهوك؟

وهنا تكمن مشكلة الأمريكان في أنّ التقدم المحرز في بعض المواقع المحدّدة من جانب القوات العسكرية العراقية يفسح المجال بسرعة لأمور يكون فيها كل شيء متاحا ومن دون قيود بما فيها دخول أربيل.

إذ تتجه العراق حالياً إلى ما هو أبعد من خط حزيران/ يونيو 2014، كما هو الحال في التقدم الذي أحرزته في 20 تشرين الأول/ أكتوبر في شمال كركوك على الطريق السريع بين أربيل وكركوك في مدينة ألتون كوبري. 

تقاوم أربيل تقاوم تقدم القوات الاتحادية، وتنتظر تدخلا أمريكيا. يقاوم الأكراد هذا التقدم بقوة، وتبع ذلك وقوع اشتباكات عنيفة. وبعدها، قامت القوات العراقية بدفع البيشمركة الكردية حتى أطراف محافظة أربيل،

وقد تؤدّي هذه التطورات إلى إثارة الذعر في أربيل، التي لا تبعد سوى ثلاثين كيلومتراً عن منطقة المعركة بالقرب من ألتون كوبري.

من المحتمل أن تلحق هذه الأزمة الضرر بالمصداقية الأمريكية في العراق وبلدان أخرى إذا لم تبادر واشنطن وتتصرف مع بغداد بشكل حازم وعلني في هذه المرحلة وتُظهر قوّتها العسكرية، مثل القيام بعمليات تحليق جوية ومراقبة جليّة ووضع مراقبين في الجانب الكردي للدلالة على أن الأمريكان لن يسمحوا على الاقل بالوقت الحاضر بدخول الجيش العراقي إلى أربيل.

ولذلك فإنهم (الأمريكان) يعولون على صمود بيشمركة أربيل. لكن الواقع يشير إلى أن كل الخيارات مفتوحة، والأمور أصبحت معقدة ومتشابكة في إقليم شمال العراق، وأكثر ما يخشاه الأمريكان تكرار تجربة المواجهة العسكرية عام 1994 و1996 بين الحزبين الرئيسيين الديمقراطي والاتحاد، لأن معنى ذلك تقليل خيارات تطويق الأزمة الحالية،
 وربما تضطر الولايات المتحدة الأمريكية إلى التضحية بشريك استراتيجي مثل السيد البرزاني لأن المواجهة المسلحة بين الأحزاب الكردية لن تكون محدودة، بل تخشى الولايات المتحدة توسع حدة ومساحة هذه المواجهات ودخول أطراف إقليمية على خط الأزمة مثل الأتراك والإيرانيين، إضافة إلى دخول قوات قسد السورية وهذا يعني تأخير عمليات مواجهة داعش في دير الزور، خاصة وأن قوات قسد قد سيطرت على حقول العمر النفطية في دير الزور بعد تحرير الرقة. وإن دخولهم على خط أزمة الإقليم قد يضر بحركة هذه القوات في سوريا.

وفي هذا الصدد، اعتبر كثيرون على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي العربية والإيرانية التحرّكات العسكرية الأخيرة انتصاراً واضحاً لإيران وحلفائها وهزيمة للولايات المتحدة الأمريكية، مما سيقلّل من أي مكاسب قد يحققها رئيس الوزراء العبادي. وأكراد الإقليم يريدون من الولايات المتحدة الأمريكية الآتي:

أولا: وقف القتال ومنع تقدم الجيش العراقي تجاه من اربيل وزاخو ودهوك، وهذا الأمر بات صعبا إذ يستطيع الامريكان وقف القتال، ولكنهم لا يستطيعون الإيعاز لحكومة العبادي بسحب القوات الاتحادية من المواقع المتواجدين فيها حاليا في سهل نينوى والتون كوبري وطق طق وكويسنجق، لأنها ببساطة سوف تسبب سقوط حكومة العبادي شعبيا، وحدوث مواجهة بين الحكومة والحشد الشعبي، لأن قرار فرض القانون لم يعد قرارا سياسيا بل أصبح قرارا شعبيا وبرلمانيا، ولا يستطيع رئيس الوزراء التراجع عنه لأنه أصبح أمرا واقعا؟

ثانيا: يمكن أن تقترن المبادرة العامة الأمريكية بتهديدات خاصة بتعليق التعاون العسكري مع حكومة العبادي.

ثالثا: ربما تتعهد الولايات المتحدة الأمريكية بتقديم بدائل قد تسمح بتقدم مساعٍ تفاوضية فورية. ولكن تواجد القوات الاتحادية على الخط الأزرق الذي وضعته الأمم المتحدة عام 1991 سوف يكون خارج صلاحية الولايات المتحدة وحكومة العبادي. وبالتالي ستكون المفاوضات معقدة خاصة مع وجود معارضة من بقية الأحزاب الكردية لبقاء السيد البرزاني في منصبه برئاسة الاقليم. لذلك ربما وبضغوط محلية وإقليمية تكون الولايات المتحدة الأمريكية مضطرة للتخلي عن حليفها الاستراتيجي السيد مسعود  البرزاني وتسمح بدخول الجيش العراقي لأربيل وتشكيل حكومة مؤقتة يكون مقرها السليمانية وهذا الخيار لن يكون سهلا!.

عن الكاتب

د. محمد عزيز البياتي

أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي في كلية العلوم السياسية بجامعة بغداد


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس