ترك برس

تناول موقع إخباري إماراتي الزيارة التي أجراها وزير الدولة السعودي ثامر السبهان، مؤخرًا إلى بلدة عين عيسى الواقعة شمال مدينة الرقة السورية، والقريبة من الحدود الجنوبية لتركيا، والخاضعة لسيطرة ميليشيات كردية تعتبرها أنقرة إرهابية.

وقال موقع "إرم نيوز"، في تقرير، إن ظهور السبهان في تلك المنطقة، ليس سراً على تركياً، وإن وصوله إلى بلدة عين عيسى تم على الأرجح عبر إقليم كردستان العراق، ومنه إلى الأراضي السورية الشمالية، التي يسيطر عليها المقاتلون الأكراد.

وبحسب الموقع، يرى المراقبون خطوةَ الرياض أنها تلويح جدي بقدرة السعودية على استخدام الورقة الكردية في سوريا؛ للضغط على أنقرة في أي وقت تشاء، لاسيما مع وجود علاقة وثيقة للولايات المتحدة مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، ولن تتردد واشنطن في جمع حليفها السعودي والكردي، لاسيما في الفترة الحالية التي تشهد فيها علاقة واشنطن مع أنقرة توتراً كبيراً.

واعتبر أن الفراغ العسكري يجعل من قوات سوريا الديمقراطية قوة كبيرة اكتسبت خبرة قتالية في الأشهر الأخيرة مع تنظيم "داعش"، ليصبحوا أكبر تهديد لتركيا على الإطلاق في الوقت الحالي، وفي ظل مواصلة واشنطن بالتمييز بينهم وبين حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه كجماعة إرهابية.

ويُنظر للخطوة السعودية، وفقًا للموقع الإماراتي، على أنها استغلال من الوزير السبهان للتوقيت المناسب، والتلويح بالورقة الكردية جدياً ضد أنقرة للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة السورية في العام 2011.

في إشارة إلى أن الدبلوماسي السعودي ذو خلفية عسكرية وعمل سابقاً في لبنان قبل أن ينتقل للعراق ويعود إلى الرياض حالياً، مكوناً شبكة واسعة من العلاقات التي تمكنه من الاطلاع عن قرب على القوى، والميليشيات في الدول التي عمل بها.

وختم الموقع تقريره بالقول إنه "لا يعرف على وجه الدقة إلى أين ستمضي الرياض في خطوتها الجديدة في ظل التكتم الرسمي عليها من كل الأطراف، وما إذا كانت ستجبر أنقرة على إجراء تغييرات في مواقفها وسياستها الخارجية سواء في دعمها لقطر، أو في انحيازها للموقف الإيراني".

في سياق متصل، يرى الصحفي السوري محمد العبد الله، أن حلف الضرورة الذي نشأ بين روسيا وتركيا وإيران تحاول السعودية الرد عليه عبر دعم أكراد سوريا، بل ودعم أقليات البلوش والأكراد والعرب داخل إيران.

ويضيف العبد الله أن السعودية تلقت -فيما يبدو- عرضا من الولايات المتحدة بإعمار الرقة المدمرة مقابل تعزيز علاقاتها مع العشائر العربية التي تربطها أواصر تاريخية بالرياض.

بدوره، تساءل الكاتب الصحفي فيصل عبد الساتر عن الرسالة التي تريد إرسالها السعودية من تأسيس مجلس عشائري في الرقة، دون أخذ الدولة السورية في الاعتبار.

ومضى يقول إن الأكراد يتوهمون بأن القوى الكبرى ستمضي معهم ولكن هذه القوى تتركهم دائما عند كل منعطف، معتبرا زيارة المبعوث السعودي ضربة تحت الحزام لتركيا التي تبتعد عن أميركا وتقترب من روسيا وإيران.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!