جانداش طولغا إشق – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس

تشهد محاكمة رجل الأعمال التركي من أصول إيرانية رضا زرّاب في الولايات المتحدة استعراض عضلات للقضاة والمدعين العامين. فهم يسعون إلى إظهار كم هو القضاء الأمريكي مستقل، وكم هو "رائع" في ناظري العالم. طبعًا إذا انطلى الأمر على المتابعين!

وفي الحقيقة، يكون القضاء في الولايات المتحدة الأمريكية مستقلًّا إلى أبعد الحدود عندما تسير الأمور على ما يرام بالنسبة له، أو بعبارة أصح عندما تدعم القضية التي ينظر فيها استراتيجية الدولة الأمريكية وموقفها.

على سبيل المثال، قضية رضا زرّاب. عندما يصطدم موضوع القضية بمصالح الولايات المتحدة يمكن لاستقلال القضاء الأمريكي أن يكون على قدم المساواة مع ديمقراطية جمهورية الكونغو الديمقراطية.

مثال آخر، قضية فتح الله وتنظيمه. لا تلتفتوا لقولي " قضية"، فليس هناك حتى الآن دعوى من هذا القبيل مرفوعة أمام القضاء.

ومع ذلك، هناك معلومات استخباراتية ووثائق مسجلة لدى وزارتي العدل والخارجية في كلا البلدين. عن ماذا تتحدث هذه الوثائق؟

تقول الوثائق إنه "تم إثبات تورط عناصر تنظيم غولن في محاولة الانقلاب منتصف يوليو/ تموز (2016)". ورئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم سلم بنفسه، خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة، هذه الوثائق إلى المسؤولين الأمريكيين.

والنتيجة؟

يواصل زعيم تنظيم غولن وعناصره التجول بكل حرية في شوارع الولايات المتحدة الأمريكية. فأين القضاء المستقل؟

وأين هؤلاء المدعون العامون والقضاة الأمريكيون الشجعان الذين يمثلون كابوسًا يقض مضاجع جميع المجرمين، والذين يلاحقون كل مشتبه به بإقدام لا يخافون في الحق لومة لائم؟

ابحث عنهم، لكن لن تجدهم!

ومن الممكن الحديث عن الموضوع بالطريقة التالية أيضًا:

عندما يتعلق الأمر بالولايات المتحدة يمكن القبض على إرهابي في الجانب الآخر من العالم، وإلقائه في البحر من الطائرة من أجل التخلص منه، لكن عندما يخص الأمر بلدًا آخر، حينها يتم تفعيل "القضاء المستقل"!

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس