سربيل تشفيكجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

قضية القدس وفلسطين ليست حكرًا على الشريحة المحافظة فحسب، بل تمتلك مكانة خاصة في قلوب جميع شرائح المجتمع من اليمين إلى اليسار. والقضية لم تعد هذه المرة مقتصرة على الحس بالمسؤولية.

قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل هو واحد من المؤشرات على مكيدة جديدة في الشرق الأوسط بعد مرور مئة عام على الحرب العالمية الأولى.

ولهذا حدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والحكومة خارطة طريق قبل أن يوقع ترامب القرار. ووضعا تدابير يمكن أن تتخذها تركيا بمفردها في حال حدوث سلبيات.

وبعد توقيع ترامب القرار بدأت تركيا تحركاتها. كان من أهم مراحل الخطة الدعوة إلى اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، التي تضطلع تركيا برئاستها الدورية.

كان إنجازًا كبيرًا جمع ممثلي 48 بلدًا بعد 7 أيام فقط من القرار الأمريكي بشأن القدس. وتجاوز عدد البلدان التي حضرت القمة على مستوى رؤساء الدول والحكومات والبرلمانات 30.

صدر عن القمة التاريخية قرار إعلان القدس الشرقية عاصمة لفلسطين.

اللجوء إلى الأمم المتحدة

عندما اتصل أردوغان بملتقى "قضيتنا القدس" في محافظة قونيا، قبل يومين، أشار إلى خطوات سيتم الإقدام عليها حتى لا يبقى قرار القمة رمزيًّا، وقال:

"دعونا جميع البلدان في العالم إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لفلسطين، وسوف نقدم على خطوات في هذا الخصوص. سنطلق مبادرات أيضًا لدى الأمم المتحدة من أجل إلغاء قرار الولايات المتحدة بشأن القدس. بموجب قرار الأمم المتحدة، لا يمكن لأي بلد أن يفتح سفارة (لدى إسرائيل) في القدس".

أربع خطوات هامة

كما أشار أردوغان إلى إنشاء صناديق جديدة من أجل حماية هوية القدس، وأكد أنهم سيعملون على الحيلولة دون اغتصاب الاحتلال الأحياء والمنازل الخاصة بالمسلمين.

ولم تقتصر خارطة الطريق على ذلك، فأردوغان والحكومة وضعا مخططات متعددة الاتجاهات على الصعيد الدولي.

يمكنني تلخيص الخطوط العريضة لهذه المخططات بأربعة عناوين:

1- أجرت وزارة الخارجية التركية تعديلًا في موقعها الإلكتروني بعد قرار الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين مباشرة. على الرغم من وجود سفارة تركية في تل أبيب إلا أن أنقرة عينت في قنصليتها بالقدس سفيرًا، وليس قنصلًا. هذه الخطوات مؤشر على أن القنصلية التركية في القدس ستتحول إلى سفارة في حال عدم إلغاء القرار الأمريكي.

2- ستقدم تركيا على مبادرات دبلوماسية من أجل اعتراف عدد أكبر من البلدان بقرار منظمة التعاون الإسلامي، وستعمل على تعزيز القرار عبر الزج بروسيا وبلدان الاتحاد الأوروبي في المعادلة.

3- سيتم إنشاء منتدى القدس تحت سقف منظمة التعاون الإسلامي. سيعمل المنتدى على إدارة صناديق المساعدات التي سيتم تشكيلها، وزيادة الوعي حول القدس من خلال فعاليات ينظمها.

4- سيتم تأسيس أوقاف وجمعيات في الكثير من البلدان، وفي مقدمتها تركيا. وستعمل هذه الجمعيات التي ستحصل على الدعم من الحملات المختلفة في المجتمع، بشكل فعال في مجالات اختصاصها في القدس وفلسطين.

ويبدو التركيز على هذه الخطوات، التي يعتزم أردوغان والحكومة الإقدام عليها، أكثر واقعية من توجيه انتقادات فارغة من قبيل "ما الذي يمكن أن تتمخض عنه قمة منظمة التعاون الإسلامي؟".

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس