ترك برس

قال زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قام بما كان ينبغي على القادة العرب القيام به من أجل نصرة القدس. مثمناً جهود أردوغان الأخيرة حول القدس سواء على المستوى الإسلامي عبر الدعوة لعقد قمة طارئة على مستوى زعماء منظمة التعاون الإسلامي، أو على المستوى الدولي عبر المبادرة التي قام بها لدى مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة.

جاء ذلك في مقابلة أجراها الغنوشي مع صحيفة صباح التركية، على هامش زيارة أردوغان الأخيرة إلى تونس الأسبوع الماضي، ضمن جولة أفريقية شملت السودان وتشاد.

وفي معرض رده على سؤال حول الدور التركي بشأن مستقبل العالم الإسلامي، انطلاقاً من المبادرة التركية الأخيرة في قضية القدس، قال الغنوشي إن الرئيس الأمريكي ترامب بقراره الأخير حول القدس، أعطى ما لا يملك إلى من لا يستحق، مبيناً أن القدس للفلسطينيين أصحاب الأرض، وأنها مركز التاريخ والحضارات.

وأضاف الغنوشي: "وبالتالي، فإن ما قام به الرئيس أردوغان، هو أدنى شيء ينبغي أن يقوم به كل قائد يؤمن بالقرآن"، مبيناً أن يشارك أردوغان الرأي في مقولته: " إذا فقدنا القدس فلن نتمكن من حماية المدينة المنورة، وإذا فقدنا المدينة فلن نستطيع حماية  مكة وإذا سقطت مكة فسنفقد الكعبة."

وأشاد السياسي التونسي بما قام به أردوغان من دعوة زعماء الدول الإسلامية إلى قمة طارئة في إسطنبول للتباحث بكيفية الرد على قرار ترامب بشأن القدس، مضيفاً "إن الله أعطى لهذه الأمة الكثير من الإمكانيات والموارد ليدافع بها عن نفسه، إلا أنها تعاني من نقص في القيادة، وعدم وجود الوحدة، والتخطيط الاستراتيجي."

وتابع الغنوشي: "الرئيس أردوغان قام بما كان ينبغي على القادة العرب القيام به بشأن القدس. حيث وجه دعوة إلى قمة طارئة، إلا أن بعض الزعماء العرب لم يحضروا حتى هذه القمة، الأمر الذي يعتبر مؤشراً واضحاً على الخيانة. وما قام به الرئيس أردوغان هو توجيه رسالة إلى المتواجدين في الأقصى، مفادها ’’ الأمة والشعب التركي العظيم معكم‘‘، لأن الشعب الفلسطيني يتواجد على أرضه للدفاع عن الأقصى، وهم بحاجة لدعمنا نحن المسلمين."

وحول المخططات التي تستهدف تركيا، قال الغنوشي إن هذه "الحملات المضادة لتركيا هي لمعاقبتها بسبب وقوفها إلى جانب ثورات الربيع العربي، إلا أن جميعها باءت بالفشل"، مبيناً أن إعلان الثورة لا يعني بالضرورة نجاحها على الفور، مستشهداً على ذلك بالثورات الأخرى على مدى التاريخ، ومستشهداً بالتجربة التونسية على إمكانية تطبيق الديمقراطية في الإسلام، وعيش المسلمين والعلمانيين في وسطك واحد، كما أظهرت ذلك التجربة والثورة التونسية الأخيرة.

وفي رده على سؤال الصحيفة حول موقفه في الوهلة الأولى عند السماع بالمحاولة الانقلابية الفاشلة التي حدثت في تركيا في يوليو/ تموز 2016، ذكر الغنوشي أنه تلقى خبر المحاولة الانقلابية أثناء اجتماع له في تونس مع فريق عمله، وأنهم اندهشوا مستغربين من هذه الحادثة.

وتابع قائلاً: "اتصلت على الفور بأحد مستشاري الرئيس أردوغان، إلا أنه هو الآخر أخبرني بأنه ليس مصاحباً للرئيس، وقلت له بأن الحل الوحيد هو الخروج إلى الشوارع"، واصفاً تلك الليلة بـ"التاريخية".

وعبّر زعيم النهضة عن إعجابه وإشادته بالشعب التركي في تلك الليلة، مشيراً إلى أن الشعب بأكمله شيباً وشباباً ونساء وشيوخاً، نزلوا إلى الشوارع لمواجهة دبابات الانقلابيين، وأن تلك الليلة أظهرت للجميع أن من ذاق طعم الحرية من غير الممكن أن يتقبّل العودة مرة أخرى إلى حكم الاستبداد والعسكر.

واختتم الغنوشي المقابلة بالإجابة على سؤال حول الخلافات التي تعيشها تركيا مع بعض الدول العربية، وسبب بروز التاريخ العثماني على الفور عند نشوب مثل هذه الخلافات، كما كان الحال مع القائد العسكري العثماني فخر الدين باشا وما قام به وزير الخارجية الإماراتي من إساءة له عبر اتهامه بنهب المدينة المنورة وسرقة أهلها ومكتباتها.

حول هذا قال الغنوشي بأن العثمانيون ساهموا في نيل تونس استقلالها من الاحتلال الإسباني، في أوساط القرن السادس عشر، وأن سمعة العثمانيين لدى تونس وشعبها، مقرونة بالدولة التي جلبت الحرية، والاستقلال لهذا البلد، لافتاً إلى العثمانيين بقيادة القائد سنان باشا، حولوا تونس إلى بلد إسلامي، ومبيناً أنه "لولا سنان باشا لما كنت مسلماً اليوم."

(راشد الغنوشي مع الكاتبة الصحفية هلال قابلان - صحيفة صباح التركية)

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!