سركان أستونر – موقع خبر7 – ترجمة وتحرير ترك برس

تصوروا حزبًا لا ينتج أي فكر سياسي. حزب لم يضع أي لبنة تخدم مصالح تركيا. يعمل باستمرار ضد بلاده ويسعى حتى تتفاقم الأوضاع فيها دائمًا. هذا هو حال حزب الشعب الجمهوري.

في الحقيقة، ما يريده هذا الحزب واضح تمامًا: "ليرحل أردوغان، ولو كان الثمن إفلاس تركيا وانقسامها".

على سبيل المثال، يعارض الحزب مشروع "قناة إسطنبول" في الوقت الحالي. كما هو معروف، بسبب معاهدة مونترو المفروضة على تركيا بخصوص المضائق، أصبحت مضائقنا مشرعة أمام كل من هب ودب.

يمر من مضيق البوسفور في إسطنبول وحده مليونا طن من البترول الخام ومشتقاته يوميًّا. لنستذكر الحوادث التي وقعت في المضيق في الأعوام الأخيرة، قيل عنها دائمًا إنها حوادث صغيرة.

لنعد إلى الوراء قليلًا، وبالتحديد إلى 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979.

اصطدمت ناقلة نفط اسمها "إنديبندينتا" تحمل علم رومانيا، بسفينة شحن في ساعة مبكرة من الصباح قبالة ساحل "حيدر باشا". اشتعلت النيران في الناقلة بعد الحادث ولقي 43 شخصًا مصرعهم.

ولأن العبور من المضائق مفتوح لا يمكننا أن نقدم قوراب مرشدة للسفن، ولا نستطيع سؤال السفن عما تنقل من حمولة. ولذلك فإن كل من يشاء يمكنه أن يغلق المضيق لخدمة أهدافه الشريرة.

بفضل قناة إسطنبول سيُفتح طريق جديد. سنرشد السفن القادمة إلى الطريق بوساطة قوارب مرشدة. قد تتساءلون؛ هل هناك أمثلة على ذلك من العالم؟ بالطبع. أفضل مثال على ذلك قناتي السويس وبنما.

يعبر قناة السويس يوميًّا 54 سفينة. كل سفينة تدفع بالمتوسط 50 ألف دولار. وهذا يعني عوائد سنوية لاقتصاد البلد تبلغ 4.5 مليار دولار.

أما قناة بنما، فيمر منها 40 سفينة يوميًّا، وتوفر عوائد سنوية بقيمة 1.5 مليار دولار.

بالنسبة لقناة إسطنبول، سيعبر منها ما معدله 150 سفينة يوميًّا، وهذا يعني عوائد إضافية للاقتصاد التركي بقيمة 6 مليارات دولار سنويًّا. وبذلك، سيكون عبور السفن تحت مراقبتنا من جهة، وسنكسب عوائد مالية من جهة أخرى.

قناة إسطنبول هي أحد المؤشرات على عودة الدولة التركية إلى الساحة العالمية. وعلينا ألا ننسى أن هذا المشروع لا يهدف لإنقاذ مضيق البوسفور فحسب، بل لتسهيل الحركة أيضًا في خطوط نقل الطاقة عبر البحر.

ولهذا فمن الطبيعي أن يجن جنون حزب الشعب الجمهوري، ومحبي التوازن البيئي، والأوساط المعادية لتركيا، والمؤسسات الصغيرة الممولة من جانب بريطانيا. 

عن الكاتب

سركان أستونير

كاتب في صحيفة خبر 7


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس