ترك برس

تأسّس في المناطق الخاضعة لسيطرة ما يُسمى بـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD) شمالي سوريا، حزب جديد يحمل اسم "سوريا المستقبل"، بمبادرة من الولايات المتحدة الأمريكية، ومشاركة عربية.

رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، علّق على الأمر خلال مؤتمر صحفي عقده الخميس في مطار "أسن بوغا" بالعاصمة التركية أنقرة، قبيل مغادرته إلى البوسنة والهرسك في إطار زيارة رسمية.

وقال يلدريم: "نحن نعرف حقيقة هؤلاء جيدًا، قد يستطيعون خداع بعض أصدقائنا مؤقتًا ولكنهم لا يستطيعون خداع الجمهورية التركية وشعبها".

وأضاف: "قلنا في كل مناسبة إن هؤلاء يُغيّرون أماكنهم وأسماءهم بشكل متكرر، ويظهرون أمامنا بأسماء مختلفة في سوريا والعراق، ولكن عند خلع الأقنعة تنكشف حقيقتهم أمام الجميع".

وجاء تأسيس حزب "سوريا المستقبل" في ظل استعدادات تركية لتوسيع عملية "غصن الزيتون" ضد "PYD" وذراعه المسلح "وحدات حماية الشعب" (YPG)، في الشمال السوري، عقب تحرير منطقة "عفرين" بالكامل.

وكشفت تقارير إعلامية أن هذا الحزب سيكون "الجناح السياسي" لما يُعرف بـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) المتمركزة في مناطق شرق الفرات والرقة وأجزاء من دير الزور، ويشكّل "PYD" عمودها الفقري.

السياسي الكردي صلاح بدر الدين، قلّل من أهمية الإعلان عن الحزب الجديد، معتبرا أن "من الخطأ إعادة تجربة الأحزاب السياسية الكردية السابقة، والاعتماد على القوى الخارجية الباحثة عن مصالحها".

بدوره، رأى الكاتب والمحلل السياسي صبحي الدسوقي، أن أوامر أمريكية تقف وراء تشكيل الحزب الجديد الذي سيكون بديلا عن PYD وبمنزلة غطاء سياسي جديد لما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية- قسد".

ووصف الدسوقي ما يجري بأنه "عبارة عن حركة التفافية من جهات كردية وأمريكية، لن تنطلي على أحد من أبناء المنطقة من المكون العربي"، وفق صحيفة "عربي21".

وأضاف أن السياسات التي انتهجها "PYD"، وما جرى من حروب ودمار في الرقة وغيرها، كشف التوجّه الحقيقي لهذا الحزب وأفرُعه العسكرية "الوحدات، وقسد"، بالتالي صار لزاما على الطرف الداعم، وهو الولايات المتحدة الأمريكية، أن يبحث عن البديل حتى لو كان بالاسم فقط.

وتابع الدسوقي بأن أمريكا "تحاول تلميع صورة المليشيات الكردية، وأن تؤمن لها قبولا بين العرب، من خلال تأسيس الحزب الذي يدعون أنه حزب سياسي بعيد عن المليشيات الكردية"، وفق تعبيره.

وشدد الكاتب والمحلل والسياسي، على أن "كل ذلك لن يغير من حقيقة المليشيات الكردية، والجرائم التي ارتكبتها في المناطق العربية في المحافظات الشرقية السورية (الرقة، والحسكة، ودير الزور)".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!