ترك برس

أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إلى أن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا سيوجّه طعنة في الظهر للمعارضة التي يقودها "حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD)، ويجعلها لقمة سائغة لتركيا التي ترغب في استئصالها.

وقالت واشنطن بوست، في تقرير، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أدهش مستشاريه بإعلانه خلال مهرجان الأسبوع الماضي أن القوات الأميركية ستنسحب من سوريا، واصفة ذلك بأنه هدية للأعداء، وفق شبكة "الجزيرة".

وزعمت أن انسحاب القوات الأميركية حاليا سيسمح بعودة تنظيم الدولة، والقضاء على مكاسب سنوات من القتال الصعب، ويوقف منع إيران وروسيا من التخندق بسوريا على حساب حلفاء أميركا مثل إسرائيل والأردن.

كما أشارت إلى أن الانسحاب الأميركي لن يساعد تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ولن يساعد في منع المزيد من الكوارث الإنسانية وموجات اللجوء المزعزعة لأوروبا.

ووفقًا للصحيفة، فإن الانسحاب الأميركي يمثل هدية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو أمر غير مستغرب من ترمب الذي أبدى حبا مستمرا لبوتين، لكن تعزيز الوجود الإيراني في سوريا على حساب إسرائيل يدمر أحد أركان سياسة ترمب الخارجية.

وكانت إسرائيل أعلنت أنها لن تسمح بوجود قواعد إيرانية على حدودها الشمالية، وانسحاب القوات الأميركية سيزيح إحدى العقبات على المزيد من التوسع العسكري الإيراني في سوريا، وستكون النتيجة النهائية لذلك حربا إسرائيلية-إيرانية تدمر سوريا ولبنان وإسرائيل نفسها.

واختتمت واشنطن بوست بأن ترمب قال الأسبوع الماضي "دعوا الآخرين يهتمون بسوريا الآن"، معلقة بأن هذا التصريح يدل على أن الرئيس الأميركي لا يهتم بأن "هؤلاء الآخرين" حريصون على الإضرار بالمصالح الأميركية.

في المقابل، قالت وكالة "فرانس برس" الفرنسية، إنه رغم رغبة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بسحب فوري للقوات الأميركية من سوريا، فإنه لم يحدد جدولا زمنيا لذلك لأسباب عدة من بينها الحرب ضد التنظيمات التي تصفها واشنطن بالإرهابية والوضع السياسي في المنطقة.

وإن برر ترمب بقرب انتهاء الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية رغبته في سحب القوات الأميركية من سوريا بسرعة، إلا أن حلفاء ترمب والمسؤولين الأميركيين امتنعوا عن اتخاذ قرار من هذا النوع، وفق "فرانس برس".

وقال بريت ماكغورك مبعوث واشنطن إلى التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم الدولة، إن "مهمتنا لم تنته، وسنكمل هذه المهمة".

وحذر دبلوماسي أوروبي مؤخرا من أن المقاتلين لم يهزموا تماما بعد. وقال "نشهد عودة مقاتلين، وإذا لم ينتبه التحالف، فهناك تهديد حقيقي بأن يقوم تنظيم الدولة باستعادة أراض".

في يناير/كانون الثاني الماضي، قال وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون، قبل أن يقيله ترمب، إن الولايات المتحدة ستبقي على وجود عسكري في سوريا.

وربط بين هذه القضية وبين إنهاء حكم الرئيس السوري بشار الأسد، مع أن ذلك ليس هدفا رسميا للمهمة الأميركية.

وقال تيلرسون إن "الانسحاب الكامل للقوات الأميركية في هذا الوقت سيمكن الأسد من مواصلة معاملته الوحشية لشعبه، بينما ستؤدي مغادرة الأسد من خلال عملية جنيف التي تقودها الأمم المتحدة إلى خلق الظروف لإحلال سلام دائم في سوريا والأمن على حدودها".

لكن هذه العملية توقفت. وفي هذه الأثناء أكدت الإدارة الأميركية كذلك على ضرورة إحلال الاستقرار في المناطق "المحررة" من سيطرة تنظيم الدولة.

وقال قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل "بالطبع يوجد دور عسكري في ذلك، خاصة في مرحلة إحلال الاستقرار".

في يناير/كانون الثاني الماضي، قال وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون، قبل أن يقيله ترمب، إن الولايات المتحدة ستبقي على وجود عسكري في سوريا.

وربط بين هذه القضية وبين إنهاء حكم الرئيس السوري بشار الأسد، مع أن ذلك ليس هدفا رسميا للمهمة الأميركية.

وقال تيلرسون إن "الانسحاب الكامل للقوات الأميركية في هذا الوقت سيمكن الأسد من مواصلة معاملته الوحشية لشعبه، بينما ستؤدي مغادرة الأسد من خلال عملية جنيف التي تقودها الأمم المتحدة إلى خلق الظروف لإحلال سلام دائم في سوريا والأمن على حدودها".

لكن هذه العملية توقفت. وفي هذه الأثناء أكدت الإدارة الأميركية كذلك على ضرورة إحلال الاستقرار في المناطق "المحررة" من سيطرة تنظيم الدولة.

وقال قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل "بالطبع يوجد دور عسكري في ذلك، خاصة في مرحلة إحلال الاستقرار".

وبالنسبة إلى تركيا، فإنها تعتبر كذلك مصدرا كبيرا للقلق بالنسبة لواشنطن. وتركيا هي حليف غربي يدعم مقاتلي المعارضة السورية.

غير أن الرئيس رجب طيب أردوغان انضم إلى روسيا وإيران في عملية سلام في سوريا تجري بموازاة مع عملية السلام التي تدعمها الأمم المتحدة.

وتهدد تركيا بالوصول إلى مدينة منبج التي تتمركز فيها قوات أميركية، لتطهيرها من ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، الذراع السوري لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK).

وفي الوقت الحالي يبدو أن الأميركيين يميلون إلى تعزيز مواقعهم في منبج.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!