ترك برس

كشفت تقارير إعلامية عن مساعٍ أمريكية لتشكيل "قوة عربية" بهدف إرسالها إلى المناطق الشمالية من سوريا ووضعها مكان القوات الأمريكية هناك، وذلك بالتزامن مع تصريحات تركية بشأن تنفيذ عمليات عسكرية لتحرير تلك المناطق من سيطرة ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، الذراع السوري لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK).

المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون"، أريك باهون، قال في تصريح صحفي إن الرئيس، دونالد ترامب، كان قد صرح بأن بلاده طلبت من حلفائها "تقديم المزيد من المساهمات لجعل سوريا مكانًا مستقرًا".

جاء ذلك تعليقًا على تصريح مسؤولين أمريكيين لصحيفة "وول ستريت جورنال"، بأن إدارة ترامب تسعى لتشكيل قوة عربية، لتحل محل القوة العسكرية لبلاده بسوريا.

وقال المسؤولون إن هذه القوة ستعمل على تحقيق الاستقرار في المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد عقب هزيمة تنظيم الدولة (داعش).

بدوره قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن هناك نقاشات جارية حاليًا مع واشنطن حول نوعية القوات التي يجب أن تتواجد شرقي سوريا، ومن أين ستأتي هذه القوات.

الخبير العسكري والإستراتيجي عبد الناصر العايد رأى في الحديث عن هذه القوات العربية، استمرارا لما اعتبرها إستراتيجية أميركية جديدة يقف وراءها جون بولتون مدير وكالة الأمن القومي الأميركي التي بدأت حشد حلف دولي لتطويق التمدد الروسي والإيراني في الشرق الأوسط، والذي تمثل بالضربة العسكرية على سوريا.

وقال العايد، خلال برنامج على قناة الجزيرة، إن القوات الأميركية لن تنسحب من سوريا، وهذا ما تؤكده ترتيبات واشنطن على الأرض، حيث يجري إنشاء قاعدة أميركية كبرى في دير الزور، وهي قاعدة تنشأ لتبقى.

والخطة قد تشمل نواة مركزية من القوات الأميركية، ثم حلقة أكبر قيادية وتدريبية من الدول العربية وخاصة من دول الخليج، التي تربطها بمنطقة شمال شرق سوريا القبلية علاقات تاريخية.

في سياق متصل، رأى الخبير في العلاقات الدولية "علي حسين باكير"، في مقال بموقع تلفزيون سوريا، أنه إذا كانت مهمّة هذه القوات العربية ستتمثل في حماية المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الكردية التابعة للولايات المتّحدة، فهذا يعني أنّها ستكون على صدام مباشر مع تركيا.

وقال باكير إن هذا الأمر سيدفع تركيا أكثر فأكثر باتجاه إيران وروسيا، وعندها لن يكون باستطاعة المحور الآخر تحقيق أهدافه حتى وإن استعان بالولايات المتّحدة.

وأضاف: "في هذا المشهد، من الصعب تصوّر إرسال باكستان لقواتها خاصّة أنّها حذرة جداً من التحالفات السامّة في المنطقة، وهي تبتعد مؤخراً شيئاً فشيئاً عن الولايات المتّحدة وعلاقاتها جيّدة جداً مع تركيا، وبدأت تتحسّن مؤخراً مع إيران كذلك، الأمر الذي يجعل تحوّل صيغة القوات المفترضة من عربية إلى إسلامية صعباً كذلك".

أمّا الكاتب التركي "إبرهيم قراغول"، رئيس تحرير صحيفة "يني شفق"، فأشار إلى أن الدول الغربية بدأت هذه المرة بتحريض دول المنطقة ضدّ تركيا، ولم تكتف بالتنظيمات الإرهابية مثل "حزب العمال الكردستاني" و"داعش".

وأضاف قراغول: "يسعون بشتى الطرق لتطويق تركيا، وهي الخطوات الأولى لمخطط كبير وخطير للغاية يدمر المنطقة بأسرها (...) هذا المخطط يتضمن نوايا خبيثة لأولئك الذين يسعون لإشعال فتيل "حرب تركية-عربية"، وهو واحد من المخططات الخطيرة الهادفة لتقسيم المنطقة بأسرها إلى مسلمين عرب ومسلمين غير عرب؛ إذ يحمل في طياته أمارات انقسام عميق وتحزب جديد في المنطقة".

بينته شيلر، مديرة مؤسسة هاينريش بول في بيروت، علّقت من جهتها على التحذيرات من احتمال حدوث تصعيد كبير بين السعودية وتركيا في حال دخول القوة.

وقالت سيلر، وفق موقع "دويتشه فيله"، إن "أكثر ما يقلق الأتراك هو قيام كيان كردي وبالتالي فقد لا تمانع في وجود قوات عربية مادام ذلك قد يساهم في تقليص نفوذ القوات الكردية".

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال في وقت سابق "إنه يريد الخروج من سوريا لكن إذا كانت السعودية تريد بقاء القوات الأمريكية في سوريا فعليها دفع فاتورة بقائها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!