عبد القادر سلفي – صحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس

بعد إعلانه أمس عن البيان الانتخابي، سيعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت لاحق عن برنامجه الانتخابي. وهكذا، عقب الكشف عن روح المرحلة الجديدة، سيشرح أردوغان في البرنامج كيفية تحقيق الأهداف المعلنة في البيان.

وبما أن أردوغان كشف عن رؤيته، ننتظر من بقية المرشحين وهم محرم إينجة ومرال أقشنر وصلاح الدين دميرطاش وتمل قره ملا أوغلو، الإعلان عن بياناتهم الانتخابية قبل طرح برامجهم.

مواقف وإنجازات أردوغان على مدى 16 عامًا معروفة على أي حال، المهم هو تقديم المرشحين الآخرين رؤيتهم لتركيا والعالم. وعند النظر إلى البيان الذي أعلنه أردوغان، نرى أنه تعاهد مع الشعب، وهو ينطلق في طريق جديد.

بمعنى أن أردوغان أبرم اتفاقًا مع الشعب وليس مع مراكز القوة. وقدم رؤيته قائلًا: "أتعهد بأن تتجاوز تركيا معايير الحضارة المعاصرة في المرحلة الجديدة".

ثلاثة مبادئ

أضاف أردوغان حلقات جديدة إلى سلسلة المبادئ في مسيرة حكمه على مدى 16 عامًا. "الفضيلة والإرادة والشجاعة" وهي ثلاثة عناصر مثلت رمزًا لزعامة أردوغان طوال 16 عامًا.

تصرف أردوغان بموجب ما يفرضه الحق والحقيقة، عوضًا عن الاستجابة لإملاءات القوى العظمى، ولهذا كان صاحب فضيلة. وعندما تعلق الأمر بقضية المظلومين، أبدى إرادته عوضًا عن التزام الصمت أو الخضوع أو الاختباء. وليلة المحاولة الانقلابية سار بشجاعة في مواجهة الموت. فهذا سر نجاحه.

أفرد أردوغان في البيان الانتخابي مكانًا للتأكيد على الأمن القومي ومكافحة الإرهاب، وشدد على هدف الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وتحقيق المزيد من الحرية والعدل. لكن المثير للدهشة أنه لم يفرد عنوانًا خاصًّا للمسألتين الكردية والعلوية.

لم ينتقد المعارضة

أردوغان زعيم يوجه انتقادات حادة جدًّا للمعارضة خلال خطاباته في التجمعات الجماهيرية. ولا يدع الفرصة تفوته في "زعزعة" زعماء المعارضة إذا جاز التعبير.

لكنه لم يوجه أي انتقاد للمعارضة خلال إعلانه عن البيان الانتخابي. وعوضًا عن ذلك طرح رؤيته. غير أن هذا لا يعني أنه لن يهاجم المعارضة خلال الحملة الانتخابية.

من الواضح أن أردوغان سيجري حملة إيجابية، وسيتحدث عما يعتزم الإقدام عليه عوضًا عن الانشغال بمماحكات مع المعارضة.

أمر اشتقنا إليه كثيرًا.. أن يتنافس المرشحون في الانتخابات الرئاسية عبر طرح رؤاهم، عوضًا عن السعي للذم والقدح وتشويه صور بعضهم البعض.