ترك برس

يرى خبراء في الشأن التركي أن هناك أسباب عديدة وراء تعرض الليرة التركية لهجوم حاد من المضاربين خلال الآونة الأخيرة، من بينها التحسن الملحوظ في علاقات تركيا مع روسيا وإيران مقابل التوتر الكبير مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى.

ويقول هؤلاء إن واشنطن والعواصم الأوروبية تعارض التقارب التركي مع روسيا وإيران، لذلك فهي تعمد إلى الضغط على تركيا بالمجال الاقتصادي من خلال المؤسسات المالية وخاصة وكالات التصنيف الائتماني المعروفة، بحيث تتراجع قيمة الليرة التركية.

في حيث يرى آخرون في انتعاش الدولار مؤخرًا سبباً مهماً لتراجع سعر صرف الليرة، كما أن فترة ما قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستشهدها تركيا الشهر المقبل تعد سبباً في تذبذب سعر الصرف، نظراً لاعتماد الاقتصاد كأهم أركان الحملات الانتخابية.

متحدث الحكومة التركية بكر بوزداغ قال خلال تصريحات صحفية إن "من يعتقد أنّ التلاعب في سعر صرف الليرة سيغير من نتائج الانتخابات المقبلة مخطئ، فالشعب كشف اللعبة ومن يقف وراءها، ولن يسمح لأحد بالنيل من تركيا".

وحذر بوزداغ من أن الجهات التي تقف وراء رفع سعر صرف الدولار أمام الليرة التركية "ستقوم بعمل الكثير من المؤامرات" قبيل الانتخابات، لكنه أكد على الثقة بتخطي البلاد كافة الصعوبات كما نجحت في السابق.

وتحسن تصنيف تركيا ضمن أكثر الاقتصادات تنافسية في العالم، وفق تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2018.

وحسب التقرير، الصادر الأربعاء عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية في سويسرا، تحسن تصنيف تركيا مركزا واحدا إلى المرتبة 46، مقارنة مع 47 في تقرير 2017.

وخلال العام الماضي، نما الاقتصاد التركي بنسبة 7.4%، ليتجاوز توقعات المؤسسات المالية العالمية، التي توقع بعضها نموا بـ2.7 % فقط.

وأشار مراقبون إلى تأثّر الليرة التركية من تطورات مثل الأزمة التركية الأمريكية، وخاصة بشان الملف السوري، إلى جانب مكافحة الإرهاب والتقارب التركي مع روسيا وإيران.

رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أرجع أسباب اضطراب أسعار العملة المحلية في الآونة الأخيرة، إلى عمليات تلاعب، مؤكدًا أن الحكومة تعرف مصدرها.

وقال يلدريم: "نحن على علم بمصدر التلاعب (بسعر الليرة)، ونقول لهم وللمُتعاونين معهم في الداخل: لن تنجحوا الآن كما لم تنجحوا بالأمس، مهما فعلتم ومهما حكتُم من مكائد".

بدوره، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: "فشل الراغبون في كسر تركيا والرئيس أردوغان حتى الآن، في تحقيق هدفهم باستخدام طرق مختلفة بينها المحاولة الانقلابية، والآن يحاولون الإضرار بتركيا من خلال الهجوم الاقتصادي".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!