نهاد علي أوزجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

تراجعت سرعة تغير المشهد العسكري في سوريا مع انخفاض وتيرة القتال. وعند الأخذ بعين الاعتبار طبيعة ومدة وزخم الحرب السورية يمكن القول إن هناك هدوء نسبي في البلاد. حتى جنوب غربي البلاد على الحدود الإسرائيلية بدأ الصمت يخيم عليه قبل فترة قصيرة.

يسود الهدوء إدلب، مع بعض الاستثناءات، أما أكثر المناطق حركة هذه الأيام، فهي الحدود العراقية التي ستشهد إخراج آخر عناصر داعش منها.

يقدم المشهد السياسي صورة ملفتة من ناحية المشاركين والوكلاء والأهداف. فقبل الحديث عن مستقبل البلد تصارع جميع الأطراف من أجل تعزيز مواقفها، وتركز على كسب نقاط على الصعيد "المحلي".

على سبيل المثال، من الملفت إجراء إسرائيل مباحثات دبلوماسية مع روسيا. تسعى تل أبيب، التي رضيت باستمرار الأسد في الحكم،  إلى تعزيز أمنها في المقابل.

ومع طلبها إبعاد حزب الله والميليشيات الموالية لإيران عن الحدود السورية، تكون إسرائيل قد دفعت إيران إلى الداخل. وإذا نظرنا إلى التطورات الحاصلة نرى أنها حصلت على ما تريده.

مادة أخرى على الأجندة السورية، وهي إدلب التي تحيط بها روسيا وتركيا ونظام الأسد. التطورات السياسية والمشهد العسكري الحالي لا يبشران بأمل "سياسي/ عسكري" للمعارضة المتمركزة في هذا الجيب.

الإصرار على الحل المسلح في هذه المرحلة الأخير من الحرب لا يحمل مستقبلًا لعدة عوامل منها الإطار الإيديولوجي والمساحة الجغرافية والعمق والدعم اللوجستي والسياسي.

جبهة شرق الفرات أكثر تقسيمًا وتعقيدًا بالمقارنة مع الغرب. بينما تدير الولايات المتحدة العمليات ضد داعش بواسطة حزب الاتحاد الديمقراطي، تسعى إلى إدخال السعودية ودول الخليج إلى المعادلة من أجل دفعها إلى "تبني" العرب السنة.

وهي بذلك تحاول اصطياد عدة عصافير بحجر واحد. فواشنطن تهدف إلى قطع خط العراق- سوريا- لبنان أمام إيران من جهة، وإضعاف الأسد ومحاصرة روسيا من جهة أخرى.

ومقابل تشجيع السعودية قوات سوريا الديمقراطية على التحرك مع السنة العرب، رد الأسد بجمع العشائر العربية في سوريا والعراق تحت سقف واحد سعيًا إلى الحصول على ولائها لنظامه.

عند الأخذ في الاعتبار ضفتي الفرات اللتين تسيطر عليهما قوى مختلفة، والمنطقة التي تسيطر عليها تركيا، نرى أن سوريا مقسمة إلى ثلاثة أجزاء. وفي هذا السياق تتمتع المباحثات الجارية في الولايات المتحدة بخصوص منبج بالأهمية.

ويبدو أن المباحثات سوف تحدد الجهة التي ستفضلها تركيا في سياستها الخاصة بسوريا، وليس فقط انسحاب حزب الاتحاد الديمقراطي من غربي الفرات، حيث حقق مكاسب على الأرض.

عن الكاتب

نهاد علي أوزجان

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس