ترك برس

في مدينة أدرنة شمال غربي تركيا، أقام يهود أتراك يوم الاثنين 4 حزيران/ يونيو، مأدبة إفطار لجيرانهم المسلمين، ولاقت هذه الخطوة ترحيبا واسعا من أهالي المدينة.

حضر المأدبة ما يقارب من ألف و100 شخص، وأقيمت في ساحة مسجد السليمية في مدينة أدرنة.

وقال والي أدرنة، غوناي أوزدمير، في كلمة له خلال حفل الإفطار إن "هذا الحدث يشكل نموذجا يحتذى به و يعطي دروسا في العيش المشترك بأمن و سلام بين أتباع الأديان المختلفة"، وذلك حسبما نقلت وكالة أنباء تركيا.

ومن جهته، أعرب أحد قيادات الطائفة اليهودية في تركيا، إسحاق إبراهيم زاده، في كلمة له عن سعادته لرؤية أهالي أدرنة في كل عام مجتمعين حول مائدة اﻹفطار الرمضانية.

نبذة عن الأقلية اليهودية التركية

في تركيا، تتعدد القوميات والأديان والمذاهب، التي يتشارك فيها العنصر التركي الذي يمثل ثلثي السكان، ثم اﻷكراد ، يليهم العرب، ثم أقليات قومية ودينية، أبرزها اليهود واﻷرمن واليونان والعلوية.

الأقلية اليهودية والتي لا يتجاوز عدد أفرادها الثلاثين ألف شخص، تتمتع في تركيا بنفوذ واسع في الدولة، وتعد مؤيدة جوهرية للعلمانية السياسية وغير السياسية في تركيا.

ويطلق على اﻷقلية اليهودية في تركيا، لقب الدونمة، وهي كلمة تركية تعني الهداية أو العودة إلى الحق، وسُمّوا بذلك بعد أن تظاهر يهود تركيا باعتناق اﻹسلام علنا منذ زمن الدولة العثمانية، واستخدموا أسماء إسلامية، لكنهم احتفظوا سرا بديانتهم وطقوسهم اليهودية.

أسس يهود الدونمة وشاركوا في تأسيس محافل ماسونية، وساهموا في تأسيس الدولة العلمانية التركية، وساندوا إجراءات أتاتورك في تحديث تركيا وفق النمط الغربي، وتغلغلوا في صفوف الدولة والمجتمع التركيين، حتى أصبحوا من أصحاب الثروات الطائلة وفرضوا سيطرتهم على مراكز تجارية واقتصادية وإعلامية مهمة.

وقد أسهم ذلك في اعتراف تركيا في عام 1949 بـ"إسرائيل"، الأمر الذي منحهم قوة سياسية مضافة إلى حضورهم البرلماني لعدة دورات.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!