ترك برس - ديلي صباح

صرح مسؤول رفيع المستوى من وزارة الخارجية الأمريكية الأربعاء الماضي بأنّ تركيا والولايات المتحدة "لا تبحثان" مسألة منطقة حظر الطيران في سوريا، وذلك في تصريح للصحفيين قبل زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى لندن.

وأشار المسؤول إلى أنّ التعاون الناجح مع تركيا في عدد من المناطق، بما في ذلك قاعدة إنجرليك الجوية في أضنة، والتي يتمنّى الجيش الأمريكي أن يستخدمها لحملته الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في سوريا. مضيفا: "إنّ مسألة برامج التسليح والأمور المتعلقة بها تمر بنقاشات مكثّفة عبر قنوات عسكرية ودبلوماسية".

وقال المسؤول رفيع المستوى إنّ هناك مناطق طيران فرضها الواقع في مناطق محدّدة بفضل كثافة الطلعات الجوية للتحالف، مضيفاً: "لذلك إذا لم يكن قيامنا بحظر الطيران شرطاً لتحقيق تقدّم في بعض المناطق، فإنّ الحديث عن ذلك لن يكون حديثاً بنّاءً".

وتشكّك بعض التقارير بما ذكره المسؤول الأمريكي في تصريحاته فيما يتعلّق بمناطق حظر الطيران التي فرضها الواقع. فقد استخدمت قوات نظام الأسد القوة الجوية بشكل كثيف، وخاصة في حلب. حيث استهدفت طائرات النظام يوم الثلاثاء الماضي مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية وقتلت 43 مدنياً على الأقل، وجرحت 150 آخرين رغم التواجد الكثيف لطيران التحالف، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

وقال مسؤولون في الإدارة الأمريكية الأسبوع الماضي لصحيفة واشنطن بوست طلبوا عدم ذكر أسمائهم إنّ المفاوضات مع تركيا حول منطقة حظر على امتداد الحدود التركية توقّفت بسبب خلاف على الأولويات. وقال مسؤول إنّ الولايات المتحدة الأمريكية تريد الاستمرار في الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، لكنّ التركيز التركي مُنصَبّ على حلب والأسد. وقد نقلت وسائل إعلام أمريكية في وقت سابق أنّ تركيا وافقت على فتح قاعدة إنجرليك الجوية لسلاح الجو الأمريكي ليستخدمها ولإرسال قواته الخاصة لتوفير المعلومات الاستخباراتية بشأن التنظيم مُقابل إنشاء منطقة حظر شمال سوريا. كما أرادت تركيا أن تستخدم هذه المنطقة لتقوية المعارضة السورية وتأسيس منطقة آمنة لمزيد من اللاجئين، في وقت تستضيف فيه تركيا أكثر من مليون ونصف مليون لاجئ.

وقد زاد مؤخراً قلق أنقرة تجاه استعداد الولايات المتحدة لمواجهة الأسد بعد تقارير أفادت بأنّ واشنطن كانت أكثر قلقاً بشأن احتلال محتمل لمزيد من الأرضي التي يسيطر عليها النظام أو حدوث مزيد من الفوضى في جنوب البلاد في حال خروج الأسد. كما أنّ الرئيس أوباما لم يأتِ على ذكر الأسد في خطاب حالة الاتحاد، وبدلاً من ذلك، ركّز على جهود إدارته لمواجهة تقدّم تنظيم الدولة الإسلامية  في سوريا والعراق. وأضاف: "إنّنا ندعم كذك المعارضة السورية المعتدلة في سوريا التي بمقدورها مساعدتنا في هذه الجهود، كما نساعد كل من يقف بوجه أيديولوجية التّطرف العنيف المُفلِسة في كلّ مكان في العالم".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!