هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

في مايو/ أيار 2017، سأل ترامب أردوغان، في أول محادثة بينهما، عن القس الموقوف في إزمير.

كيف سأل وماذا طلب، هذا ما بقي طي الكتمان، لأنه سر من أسرار الدولة بطبيعة الحال.

هل قال ترامب "ليتكم تخلون سبيل القس قبل مضي الوقت"، أم "القوى التي تقف ورائي في واشنطن ستثير زوبعة من أجل قضية برانسون"؟ هذا ما لا نعلمه حاليًّا.

كانت زيارة وزير الخارجية آنذاك ريكس تيلرسون إلى أنقرة من أجل المساومة على برانسون، لكن طغت عليها قضايا أخرى.

شخصية غريبة هذا القس أندرو برانسون بأنشطته التبشيرية الإنجيلية، وعلاقاته مع "غولن/ بي كي كي"، واهتمام "سي آي إيه" بأمره، ودوره في المحاولة الانقلابية الفاشلة. نمسك في أيدينا برجل خطير.

كان هناك من استخفوا بالأمر وتجاهلوه حينها، لكن أعتقد أن الحقيقة اتضحت لهم الآن.

***

لننظر الآن إلى المشهد بشكل عام..

عقب قمة هلسنكي، شهدت الإدارة الأمريكية تدخلًّا كبيرًا من الداخل (الصورة التي بدا فيها ترامب شريكًا لبوتين أثارت حفيظة القوى الخفية في البنتاغون والبيت الأبيض).

أول واحدة من الحملات كانت ضد تركيا عن طريق برانسون.

المثير للاستغراب هو أن نائب الرئيس مايك بنس يتصرف وكأنه هو من اضطلع بالمهمة.

من الواضح أن القضايا التي كان الكونغرس يستخدم فيها لهجة شديدة، تخف عندما تصل إلى البيت الأبيض، ستصلنا بلهجة شديدة من قمة الهرم الأمريكي..

أي أننا دخلنا في مرحلة عصيبة.

وعلينا ألا ننسى أن الأمر لا يقتصر على برانسون فقط..

***

ففي صميم الأمر، هناك منظومة إس-400..

وهناك عودة الوفد الأمريكي الذي قدم قبل فترة إلى أنقرة من أجل بحث الملف الإيراني، خالي الوفاض..

وهناك حقيقة أن تركيا عارضت المخططات الأمريكية ضد القدس، ولم تتخل عن علاقاتها الوثيقة مع غزة، ولم تقبل التنازل عن مصالحها في شرق المتوسط.

علينا أن نعلم..

أنهم يريدون حتى الآن وبإصرار، تركيا مذعنة ولا تتدخل في القضايا الهامة.

لكن تلك العهود أصبحت من الماضي.

ولذلك لن يعودوا من تركيا إلا بخفي حنين!

عن الكاتب

هاشمت بابا أوغلو

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس