مجاهد الصوابي - خاص ترك برس

قام عدد من التجار والمستثمرين العرب برفع مبالغ مالية من الدولارات، معلنين توجههم إلى مكاتب الصرافة لتحويلها جميعها إلى الليرة التركية، في لفتة إلى وقوفهم مع تركيا، باعتبارها "البلد الوحيد الذي وقف بجوارهم يوم تخلى عنهم الجميع".

وذلك في إطار "مؤتمر دعم الليرة التركية"، الذي شارك فيه ممثلو الجاليات العربية والتجار العرب وسيدات الأعمال العربيات، مقيمون في إسطنبول، وأكدوا جميعًا حرصهم على المشاركة باعتبارهم يمثلون أكثر من خمسة ملايين عربي مقيم في تركيا، التي تمثل حضنا دافئا ووطناً آمناً لهم.

كما أكد الحضور في بيان تلاه خضر السوطري، ممثلا عن الجاليات العربية، أنّ "دعم الليرة التركية واجب ديني وأخلاقي على كل الشعوب العربية والإسلامية، ولذلك سنقوم بكل ما في وسعنا لتصريف مدخراتنا من الدولار إلى الليرة التركية التي هي ليرتنا، وإننا نشكر كل المبادرات العفوية الطيبة الفردية والجماعية والتي قامت من الأطفال والنساء قبل الرجال وكذلك من المنظمات والمؤسسات التي حولت مباشرة حساباتها وبعض مدخراتها واعتمدت الصرف بالليرة وليس بالدولار".

ودعا البيان "جميع المؤسسات الاقتصادية العربية ومنظمات المجتمع المدني والأفراد إلى الاستمرار بالوقوف لدعم الليرة التركية وتصريف الدولار والذهب إلى الليرة التركية، حيث إنهم يعيشون ضمن هذه الأزمة المفتعلة من قبل بعض الدول والقوى العالمية وبعض الدول الإقليمية، والتي تقوم بحرب اقتصادية خطيرة على بلد الانسانية والحريّة والديمقراطية، وذلك بعد أن فشل الانقلاب أمام وحدة وقوة وتماسك الشعب التركي وازدياد النمو والاستقرار وذلك لوقوف تركيا دائما مع المظلومين والمضطهدين ومع ثورات الربيع العربي".

وأكد رجال الأعمال والتجار والمستثمرون العرب المقيمون في تركيا على أنهم يدعمون أشقاءهم الأتراك رغم ما يثار من زوبعة إعلامية كاذبة عن تردي الأوضاع الاقتصادية؛ مؤكدين أن الأوضاع العامة تشهد استقرارا واضحًا، إضافة إلى ثبات الأسعار دون زيادة مما يعكس عمق قوة الاقتصاد التركي.

وأوضحوا في بيانهم أن "ما نراه من موسم سياحي هذا الصيف لعله الأقوى ازدحاماً وحراكاً وتنوعاً، يُعد فرصة كبيرة لزيادة السياحة وزيادة الاستثمارات العربية، إذ إن هذه الموجة طارئة وسيعقبها نمو كبير واستثمارات أكبر وآفاق تصديرية مع عملات ودول أخرى تعطي تنوعاً وقوة للاقتصاد التركي".

وأكد البيان على دعوة "جميع أنظمة وشعوب الدول العربية والإسلامية في كل مكان إلى بذل الجهد والاستثمار وتصريف الدولار إلى العملة التركية في كل مكان سواء في بلادهم أو بالوكالة من خلال المقيمين هنا في تركيا أو مباشرةً من كل مكان".

وأشار البيان إلى "إننا الآن في موسم الحج وأيام العشر من ذي الحجة حيث تتجمع حشود الأمة الإسلامية لتأدية فريضة الحج، وحيثما نبارك لهم ذلك فإننا ندعوهم للوقوف والدعم لهذه البلد الطيب ولهذا الاقتصاد وهذه الليرة، مؤكدين أن شعباً يحرق الدولار من أجل أن تحيا عملته الوطنية الليرة ويحيا وطنه حرّي به أن يعيد الأمور إلى نصابها".

وأوضح البيان أن حكومة تركيا الحالية التي استطاعت أن تلغي الأصفار الستة من عملتها في عهد تركيا الجديدة، "لهو قادرّ على أن يلغي صفراً واحداً أيضًا، وكما أنّ هذا الشعب والحكومة ألغى ديونه المتراكمة، لهو قادر على الاستمرار في النهضة والنمو الحضاري وإفشال تلك الهجمة الأمريكية الشرسة على اقتصاد بلاده".

وأوضح البيان أن "التجار والمستثمرين العرب في تركيا، ومن خلال اللقاء التحضيري العربي لهذا الجمع، قمنا بوضع أفكار عملية حالية سريعة لدعم الليرة التركية من خلال المؤسسات والمنظمات والأفراد، وكذلك أفكار طويلة الامد واستراتيجية لتطوير الاستثمار وتطوير العلاقات الاقتصادية والتنموية العربية في تركيا".

كما أعلن المؤتمرون، أنهم يُعدّون للقيام بورشات عمل بالشراكة مع رجال أعمال أتراك ومع مسؤولي الحكومة التركية لإزالة جميع العقبات وتذليلها أمام قدوم الضيوف والمستثمرين العرب والمسلمين في تركيا وفي جميع أنحاء العالم.

ووجه المشاركون في المؤتمر كل التحية لتركيا، بوصفها "الدولة الحاضنة للإنسانية والداعمة لحقوق المستضعفين في الأرض والتي ستبقى بلد الحب والسياحة والنمو على الدوام".

وافتتح المؤتمر في البداية رئيس جمعية رجال الأعمال التركية "اسكون" حسن علي جاسور، الذي أكد على أن بلاده تركيا تمر بفترة حساسة للغاية لا سيما وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن اكثر من مرة أن العالم أكبر من خمس دول، ودعا لتمثيل المسلمين في العضوية الدائمة لمجلس الأمن، الأمر الذي أثار حفيظة خصوم تركيا.

كما أن "مواجهة الرئيس أردوغان للغطرسة الإسرائيلية في القدس الشريف ورفض الاعتراف بيهودية الدولة والتمسك بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية ومواجهة صلف رئيس الوزراء الإسرائيلي، دفعت مجموعة من الدول التي لم تتحمل أن ترى تركيا مستقلة تمارس سيادتها دون تبعية إلى استهداف تركيا في حرب اقتصادية بغلاف سياسي لتركيعها ولكن دون جدوى".

وأضاف جاسور أن "هذه الضغوطات الاقتصادية على بلادنا لا تستهدف تركيا وحدها، ولكنها تستهدف الأمة الإسلامية جميعها وتسعى للقضاء على الدولة التي حمت المظلومين والمطاردين في كافة أنحاء العالم ووقفت مع كافة قضايا المظلومين".

وأعلن أن "هذه الدول التي تعادي تركيا يتزعمها ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الذي يريد أن يُحجّم دور تركيا في الإقليم ويمنعها من الدفاع عن حقوق المظلومين والذين تعرضوا للاضطهاد في بلدان الربيع العربي وفلسطين المحتلة".

وأشار رئيس جمعية "اسكون" إلى "دعم أمريكا للكيان الصهيوني الذي يمارس ضغوطا شديدة على الشعب الفلسطيني، وعلى أشقائنا في غزة، ويتحرشون بهم ويعدون لضربة عسكرية دون حساب لتدمير ما تبقى في غزة؛ وعلى الرغم من ذلك نجد العالم الإسلامي يقف متفرجا على ما يحدث في فلسطين والأقصى المبارك للأسف الشديد".

وأضاف أن "موارد الأمة الإسلامية ينهبها أعداؤها بسبب حالة الضعف والتمزق والتشتت التي يعيشها المسلمون اليوم"، داعيا "الأمة إلى الوحدة والتعاون ليقفوا صفا واحدا إلى جانب تركيا في وجه أعداء الأمة العربية والإسلامية من صهاينة وأمريكان، وذلك لحماية ثرواتنا وحماية المظلومين والمضطهدين من أبناء الأمة الإسلامية".

كما دعا لإحياء "روح الأخوة فيما بيننا حتى نتمكن من مواجهة كافة المؤامرات التي تحاك ضدنا كأمة إسلامية، وضد تركيا كدولة وضد فلسطين باعتبارها قبلتنا، وهكذا نستطيع أن نحمي عالمنا الإسلامي ونواجه خصومنا بقوة وثبات، ونحقق العدالة بين شعوب أمتنا العربية والإسلامية وفي العالم أجمع بعد أن أصبح الظلم هو عنوان القوى المتغطرسة اليوم".

وقال في ختام كلمته: "إن الله يقف مع الحق ويدعم الحق وإن عاجلا أو آجلا سوف ينصر الله أهل الحق والعدالة على الظالمين"، معربا عن تثمينه لكل ما أعلنه التجار ورجال الأعمال العرب في المؤتمر دعما لليرة التركية.

وتتعاون جمعية رجال الأعمال الأتراك الإسلامية "اسكون" مع المستثمرين ورجال الأعمال العرب، الذين دعاهم جاسور إلى أن يكونوا تحت مظلة واحدة في إطار مشروع الـ100 يوم الذي أعلن عنه الرئيس أردوغان، "حتى نحقق النجاح معا".

وقال جاسور: "ونحن مقبلون على العيد نوجه التهنئة للأمة التركية والشعوب العربية والإسلامية ونتمنى لهم سعادة ورخاء في هذا العيد، ونشكر الأشقاء العرب لدعمهم للليرة التركية والشعب التركي في هذه المحنة التي ستمر ويخرج الشعب التركي منها أكثر قوة إن شاء الله".

من جهته، أكد الدكتور أحمد مطر في كلمة عن الجالية المصرية، أن "حزب الله هم الغالبون في هذه المواجهة ما بين تركيا والولايات المتحدة"، مشيرا إلى أن "اليوم انخفضت قيمة الدولارقليلا أمام الليرة التركية".

وأضاف: "إننا تقدمنا إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمشروع لدعم الليرة التركية يقوم على 3 محاور باسم الجالية المصرية والمركز الاستراتيجي لللدراسات، وذلك من خلال إنشاء بنك إلكتروني يستطيع أن يجمع 100 مليار دولار خلال شهر من المسلمين على مستوى العالم، بالتحويل إلكترونيًا للدولارات التي يريدون إلى ليرة تركية، حيث أن المسلمين في العالم قرابة المليارين. ولو أن 1% من المسلمين بمعدل 100 مليون مسلم يجمع كل منهم 5 آلاف دولار، فالمجموع يصبح 100 مليار".

وذكر أن "الاقتراح الثاني هو استبدال التمويل الاستثماري بالديون والصكوك بالقروض الإسلامية التي يمكن أن يتم تداولها في العالم الإسلامي، ولقد تحدث السيد الرئيس في خطاب التنصيب بانه يريد أن يضاعف دخل البلاد، فإنه بتحويل التمويل من خلال الصكوك سيشارك المسلمون من مختلف دول العالم في شراء هذه الصكوك".

وتابع مطر بأن الاقتراح الثالث هو إنشاء هيئة ترويج عالمية للعمل على ترويج فكرتي البنك والصكوك. على أن تقوم هذه الهيئة بالتنسيق التجاري بين المبعوثين الدبلوماسيين الأتراك في مختلف دول العالم والشركات المختلفة في كافة أنحاء العالم، وقال إنه تلقى اتصالا للقاء أحد المسؤولين اليوم للمناقشة في هذه الاقتراحات، مؤكدا أن تركيا ستنتصر في معركتها الاقتصادية مع أدائها الجيد واقتصادها القوي.

ومن جانبه، أكد عماد مشلح رئيس المكتب التنفيذي للجالية السورية، على أنهم في سوريا ارتبط مصيرهم بمصير تركيا منذ معركة جناق قلعة إلى غصن الزيتون، وقال: "نعترف جميعا بالحرب على تركيا والليرة التركية والاقتصاد التركي، وأريد أن نتكلم عن هذا الموضوع من 5 نقاط".

وتابع قائلًا: "إن المعركة لا علاقة لها بالقس برونسون، وإنما أصولها تعود إلى حفنة من الدول التي خرجت منتصرة من الحرب العالمية تريد فرض نظام استعبادي على دول العالم لاستعبادهم، وتلك الدقيقة التي أكد فيها أردوغان أن بلاده سند وملجأ للأحرار كانت سببا في هذه الهجمة".

وأضاف مشلح: "إن حقيقة هذه المعركة ليست لأن تركيا تراجعت أو الاقتصاد تراجع، ولكنها حرب سياسية إعلامية، وستخرج تركيا منتصرة من هذه المعركة، وستخسر أمريكا بسبب تأثر الاقتصاد العالمي"، مشيرا إلى أن "هذه المعركة ستصنع موقفا عالميا موحدا ضد الإمبريالية العالمية والهيمنة الأمريكية".

وقال: "إننا نريد من هذا المؤتمر تفعيل الطاقات الجالية العربية مع الحكومة التركية، لدعمها في هذه المعركة وللاندماج في المجتمع التركي، لتصبح إضافة إلى الدولة التي فتحت ذراعيها لاستضافة هذه الجاليات العربية"، وأعرب "عن أمله في أن تتجاوب الدول العربية والإسلامية مع الدولة التركية في مواجهة الحرب الشرسة على الليرة التركية، وستتجاوزها كما تجاوزت محاولات الانقلابات الفاشلة من قبلها وسيخسر أعداء تركيا إن شاء الله".

ومن جانبه، أكد محمد الحاج الأمين العام لهيئة علماء فلسطين في الخارج، أن "الله يقول ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين. ونحن باسم الشعب الفلسطيني وعلماء فلسطين جئنا لنقدم الدعم والمؤازرة للدولة التركية في معركتها مع الطغيان العالمي المتمثل في ترامب"، مشيرا إلى أنه "كما اندحر الانقلابيون فسيندحر هؤلاء إن شاء الله".

وأضاف الحاج أن "تركيا التي وقفت مع أشقائها العرب ومع المسجد الأقصى، فإن الله سيدفع عنها تلك الشرور، وإن الرسول الأعظم يقول: "إن صنائع المعرف تقي من مصارع السوء". كما أن التفاعل من الشعوب العربية دعما لتركيا إنما هو انعكاس لأن يعيش المواطنون العرب الانتصار والعزة".

وقال: "إننا ندعو إخوتنا من العرب والمسلمين إلى أن يستثمروا في تركيا، وأن يتعاملوا مع البضائع التركية وأن يقاطعوا البضائع الأمريكية ردا على هذه الحرب المسعورة ضد تركيا... ومن هنا انطلاقا من الواجب الشرعي يحتم على المسلمين دعم تركيا في مواجهتها مع أعداء الأمة ومهما اشتدت المحنة فالفرج قريب إن شاء الله".

ومن جانبه أكد الناطق باسم رجال الأعمال السوريين محمد سعيد المليحاني، على أهمية "الوقوف إلى جانب تركيا، الدولة العظيمة التي كانت وستظل مهوى قلوب المسلمين باعتبارها القلعة الحصيةنة التي أوى إليها المسلمون من كل مكان".

وقال: "نحن نقول لتركيا ماذا تريدين منا ونحن مستعدون، ويكفيها فخرا أنها آوت جميع العرب المطاردين، ولا سيما السوريون، وعلم أنهم صرفوا مبالغ طائلة دعما لليرة وضد الدولار لأنهم وجدوا أن هذه هي الدولة الوحيدة التي وقفت معهم حين تخلى عنهم العالم".

وأضاف المليحاني، أن "تركيا فتحت أبوابها وأسواقها للسوريين، وأخذ كل تاجر نصيبه على قدر اجتهاده من غير مضايقة ولا أذى، ومن هذا الباب أعلن تجار سوريون وقف التعامل بالدولار والاعتماد فقط على الليرة، وخفض الأسعار على السلع الغذائية بقدر استطاعتهم لتكون في متناول الجميع وصرف ما معهم من دولارات وذهب وعملات أخرى وتحويلها إلى الليرة التركية".

وتابع قائلًا: "اليوم أتى تجار سوق رامي بما معهم من دولارات ليصفوها الآن إلى الليرة التركية، وسيأتون الآن، ونقول لتركيا أنت لم تخذلينا مرة ونحن لن نخذلك طول عمرنا إن شاء الله".

كما تحدث في المؤتمر حسين الصوابي ممثلاً عن العراق، ود. نبيل غانم رئيس الجالية اليمينية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!