ترك برس

أشارت صحيفة روسية إلى أن حكومة أثينا تعتبر تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في اليونان بمثابة هدية من القدر، "خاصة في ظل تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا".

وتناولت صحيفة "فوينيه أوبزرينيه" الروسية في مقال للكاتب "بوريس جيرليفسكي"، احتمالات نقل القواعد العسكرية الأمريكية من تركيا إلى اليونان، حسب وكالة "RT".

وبحسب الكاتب، فإن زيارة رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال جوزيف دانفورد إلى أثينا، ومحادثاته مع نظيره اليوناني الأميرال إيفانغيلوس أبوستولاكيس، تدل على جدية واشنطن في تنويع بنيتها العسكرية المنشورة في شرق البحر الأبيض المتوسط، التي تسمح لها بالسيطرة، من بين أشياء أخرى، على الجزء الغربي من الشرق الأوسط.

ذكرت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية، أن دانفورد، وفي معرض تعليقه على الاجتماع، أشار إلى اهتمام الجانب اليوناني بتوسيع وصول القوات المسلحة الأمريكية إلى قواعده.

أسباب اهتمام أثينا بالقواعد الأمريكية واضحة- الصراع بين اليونان وتركيا المستمر منذ عدة سنوات. في هذه اللحظة، لا ترى اليونان في تركيا حليفا في الناتو، إنما عدوا، الحرب معه مسألة وقت.

في بحثها عن حلفاء قادرين على مواجهة "التوسع التركي"، تسعى أثينا إلى تعزيز تعاونها العسكري مع قبرص وإسرائيل ومصر، وفق كاتب المقال.

وفي ضوء ذلك، تعتبر أثينا تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في اليونان بمثابة هدية من القدر. خاصة في ظل تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا.

وتبقى القضية الرئيسية مدى جدية النوايا الأمريكية. فبعد كل شيء، لا يمكن استبعاد أن يكون إعلان النية بتحويل القواعد على أراضي اليونان إلى مخفر في شرق البحر الأبيض المتوسط (الدور الذي تقوم تركيا حتى الآن بتنفيذه) مجرد محاولة للضغط على أنقرة لإجبارها على تقديم تنازلات.

لكن هل واشنطن مستعدة للمضي حتى النهاية، إذا لم ينجح هذا الابتزاز؟ ثمة تكاليف مالية ضخمة. فنقل القوات الجوية الأمريكية والبحرية الأمريكية من تركيا إلى اليونان سيكون أمراً لا رجعة عنه، بل سيعني أيضاً تجاوز نقطة اللاعودة في العلاقات مع تركيا.

إلى ذلك، فهذه ليست المشكلة الوحيدة. فالولايات المتحدة، زعيمة الناتو، بوقوفها في الصراع بين الدولتين العضوين في الكتلة إلى جانب إحداهما، لا تفقد دور المحكّم فحسب، بل تؤدي أيضاً إلى تفاقم هذا النزاع، الأمر الذي قد يثير ردود فعل متسلسلة. ونتيجة لذلك، سيحل التحالف المناهض لتركيا محل حلف شمال الأطلسي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!