ترك برس

أطلق الرئيس رجب طيب أردوغان، الأسبوع الماضي، حملة "العودة إلى الوطن" للعلماء الأتراك المغتربين، خلال زيارته مهرجان "تكنوفيست إسطنبول" لتكنولوجيا الطيران والفضاء، الذي أقيم على أرض مطار إسطنبول الثالث، وهو أحد أكبر مطارات في العالم.

ودعا أردوغان جميع العلماء الأتراك المغتربين، إلى المشاركة في حملة العلم والتكنولوجيا التي أطلقتها تركيا. وقال إن بإمكان بلاده إنجاح حملة التكنولوجيا الوطنية، من خلال التحول إلى مجتمع منتج للتقنيات.

وفي مقال له حول الحملة، قال الكاتب التركي إسماعيل ياشا، إن ظاهرة هجرة العقول إلى الدول المتقدمة التي تقدر العلم والعلماء وأصحاب الكفاءات، وتوفر لهم البيئة المناسبة للعمل والاختراع، تنتشر بين مواطني الدول المتخلفة التي تحكمها الأنظمة الدكتاتورية القمعية؛ لأن تلك الدول تفتقر إلى أجواء الحرية التي تحتاج إليها العقول.

وأوضح الكاتب في مقاله المنشور بصحيفة عربي21، أن الأنظمة القمعية تفضل المطبلين والمغفلين على العلماء والمثقفين لحاجتها إلى الطاعة العمياء. وقد يكون مصير العالم فيها السجن لسنين طويلة أو المحاكمة بالإعدام، بسبب رأيه أو عدم تأييده لأخطاء الحكام.

وحسب الكاتب، فإن تركيا اليوم ليست من تلك الدول التي تشعر العقول بالحاجة للهروب إلى خارج البلاد، بل هي دولة ديمقراطية حققت في السنوات الأخيرة قفزة نوعية في معظم المجالات.

كما قامت بإصلاحات عززت الحريات، ووفرت بيئة مناسبة لجلب الاستثمارات والمشاريع. وبالتالي، حان الوقت لعودة العلماء الأتراك المغتربين إلى بلادهم للمساهمة في وصولها إلى أهدافها التنموية.

أردوغان في كلمته بمهرجان "تكنوفيست إسطنبول"، وجَّه دعوته إلى العلماء الأتراك المغتربين. وكان من الأولى أن يضيف إليهم هؤلاء العلماء المسلمين الذين ضاقت بهم الأرض بما رحبت، ويبحثون عن بلد يستضيفهم ويقدرهم..

ذلك لأن تركيا المسلمة التي يرفع فيها الأذان أفضل لهم ولأبنائهم من الدول الغربية، كما أنهم يمكن أن يساهموا في نهضة تركيا وتنميتها، جنبا إلى جنب مع أشقائهم العلماء الأتراك، وفق رأي ياشا.

وأكّد المقال أن تركيا شهدت منذ تأسيس الجمهورية الحديثة محاولات عديدة لإنتاج الأسلحة والماكينات بقدرات محلية، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل، بسبب العوائق البيروقراطية، أو عدم وجود دعم حكومي للمشاريع، أو عرقلة متعمدة تقف وراءها القوى التي تريد أن يبقى الاقتصاد التركي يعتمد بالدرجة الأولى على الزراعة؛ كي تستمر حاجة البلاد إلى الخارج في مجالات التكنولوجيا والصناعات الدفاعية.

وأضاف أن "رئيس وزراء تركيا الأسبق، نجم الدين أربكان، رحمه الله، حين واجه عوائق عديدة في إنتاج أول محرك وطني باسم "غوموش موتور"، قرر أن يتولى رئاسة اتحاد الغرف التجارية والبورصات ليتجاوز تلك العوائق، وانتخب رئيسا له.. 

إلا أن الحكومة تدخلت، وألغت نتائج انتخابات الاتحاد، وحين ذلك أدرك أربكان أن عليه أن يدخل المعترك السياسي، ودخل البرلمان التركي كنائب مستقل عن محافظة قونيا، ليدرك فيما بعد أن هذا لا يكفي لتجاوز العوائق، الأمر الذي دفعه إلى تأسيس حزب النظام الوطني عام 1970.

ومن المؤكد أن أربكان أدرك أيضا بعد إسقاط حكومته من قبل العسكر والقوى المتواطئة مع الانقلابيين أن تولي رئاسة حكومة ائتلافية لا يكفي لإزالة العوائق التي تقف أمام أحلامه الوطنية، بل البلاد بحاجة إلى ثورة تحرر الإرادة الشعبية من تدخلات كافة القوى غير الديمقراطية ووصايتها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!