ترك برس

قال القنصل العام السعودي في مدينة إسطنبول التركية، محمد العتيبي، إن "القنصلية مزودة بكاميرات لكنها لم تسجل أي لقطات" خلال زيارة الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وهو ما أثار تساؤلات وجدلًا.

جاء ذلك في تصريح للعتيبي لصحفيي وكالة "رويترز"، في مقر القنصلية المؤلف من ستة طوابق والواقع في منطقة "ليفنت" بمدينة إسطنبول، والذي اختفى فيه الصحفي خاشقجي يوم الثلاثاء (2 أكتوبر/ تشرين الأول 2018).

وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأحد، أنه يتابع شخصيا قضية اختفاء خاشقجي، وأن تركيا ستعلن نتائج التحقيق في هذا الخصوص مهما كانت ماهيتها.

ويكتنف الغموض مصير خاشقجي (59 عامًا)، إذ لم يُعثر له على أثر منذ دخوله القنصلية السعودية، الثلاثاء الماضي، لإنهاء معاملة. وفتحت النيابة العامة التركية تحقيقًا لمعرفة مصيره.

وحسب رويترز، قال العتيبي إن "القنصلية مزودة بكاميرات لكنها لم تسجل أي لقطات، ومن ثم من غير الممكن استخراج صور لدخول خاشقجي أو مغادرته للقنصلية التي تطوقها حواجز الشرطة وتحيط بها أسوار للتأمين تعلوها أسلاك شائكة".

وقال مسؤولون أتراك إنهم يعتقدون أنه ما زال بداخل القنصلية. وقالت أنقرة يوم السبت إن الادعاء فتح تحقيقا بشأن اختفائه. وقالت السعودية إن خاشقجي غادر القنصلية يوم الثلاثاء بعد إكمال أوراقه.

وللمبنى مدخلين أحدهما في الواجهة الأمامية والآخر في الخلف، وقال العتيبي إن خاشقجي (الكاتب في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية)، ربما يكون غادر من أيهما.

وخاشقجي وجه مألوف في البرامج الحوارية السياسية على القنوات الفضائية العربية وكان في وقت من الأوقات مستشارا للأمير تركي الفيصل الرئيس السابق للمخابرات السعودية وسفير المملكة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا سابقا.

وعلى مدى العام المنصرم كتب خاشقجي مقالات رأي ينتقد فيها السياسات السعودية حيال قطر وكندا والحرب في اليمن والحملة على المعارضة في الداخل التي شهدت احتجاز العشرات.

وفي بيان حول التطورات، أعربت جمعية "المعلومات الإعلامية الدولية" التركية، عن قلقها حيال مصير الصحفي خاشقجي، عن قلقها "حيال عدم صدور تصريحات مطمئنة من مسؤولي القنصلية العامة السعودية حيال الحادثة التي قد تتسبب بحدوث أزمة دولية".

وقالت الجمعية إنها قلقة حيال عدم فتح المسؤولين السعوديين أبواب القنصلية للصحفيين الأتراك حتى اليوم، وامتناعهم عن الرد على الأسئلة ومشاركة تسجيلات الدخول والخروج، وزعمهم عدم عمل كاميرات المراقبة في المبنى".

وتطرقت إلى ما كشفته مصادر أمنية تركية، السبت، بشأن وصول 15 سعوديًا، بينهم مسؤولون، إلى إسطنبول على متن طائرتين، وتواجدهم بالقنصلية السعودية بالتزامن مع وجود الصحفي خاشقجي فيها.

وطالبت الجمعية، السلطات السعودية بتقديم توضيحات، ودعت مؤسسات الإعلام التركية والدولية ومنظمات حقوق الإنسانية إلى التضامن، مع خاشقجي.

وفي السياق نفسه، ذكر بيان صادر عن مكتب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، سيناتور ولاية تينيسي، بوب كوركر، أنه جرى تقديم مذكرة احتجاج حول اختفاء خاشقجي للسفارة السعودية في واشنطن.

ودعا البيان نيابة عن السيناتور كوركر، القنصلية السعودية في إسطنبول إلى تقديم تسجيلات كاميرات القنصلية للجهات المعنية.

ونظم إعلاميون من جنسيات مختلفة وقفة أمام القنصلية السعودية بإسطنبول، تضامنا مع الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي انقطعت أخباره عقب مراجعته القنصلية.

وخلال الوقفة التي نظمتها جمعية بيت الإعلاميين العرب في تركيا أمام القنصلية السعودية، قال توران قشلاقجي، رئيس الجمعية، في تصريح للصحفيين، إن "السلطات المعنية لديها حاليا تسجيلات دخول خاشقجي، فيما لا تتوفر تسجيلات خروجه، مطالبا القنصلية بتوفير هذه المشاهد، مع وجود 40 كاميرا للمراقبة في القنصلية ومحيطها".

وذكرت مصادر أمنية تركية، السبت، أن 15 سعوديا، بينهم مسؤولون، وصلوا إسطنبول على متن طائرتين، وتواجدوا بالقنصلية السعودية بالتزامن مع وجود الصحفي السعودي جمال خاشقجي فيها.

وأضافت المصادر، حسب وكالة الأناضول الترطية، أن المسؤولين عادوا لاحقا إلى البلدان التي قدموا منها. وأكدت أن خاشقجي لم يخرج من القنصلية السعودية بعد دخوله إليها لإنهاء معاملة تتعلق بالزواج.

والسبت، أعلنت نيابة إسطنبول العامة، فتح تحقيق في قضية اختفاء خاشقجي. أوضحت مصادر قضائية أنها فتحت التحقيق في 2 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، وهو اليوم الذي دخل فيه خاشقجي القنصلية السعودية في إسطنبول.

والأربعاء، استدعت الخارجية التركية، السفير السعودي لدى أنقرة وليد بن عبد الكريم الخريجي، للاستفسار عن وضع خاشقجي.

وقال متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن المعلومات التي وردتهم إلى الآن تفيد بوجود خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول، فيما قالت القنصلية من جانبها إنه "غادر" مبنى القنصلية بعد إنهاء معاملة خاصة به.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!