ترك برس

كانت تركيا مسرحا للعديد من الحضارات، بدءا من الحثيّين ووصولا إلى الفرس، وأيضا البيزنطيين والعثمانيين. فما هي القلاع والقصور التي تركتها هذه الحضارات في تركيا على مر التاريخ؟

كان المجال الذي تحتله تركيا حاليا مسرحا لعدد لا يحصى من الحضارات والإمبراطوريات على مرّ السنين. ومن بين هذه الحضارات المتعاقبة على تركيا منذ قديم الزمان نذكر حضارة الحثيّين، والفرس، والإغريق، والمقدونيين، والرومان، والبيزنطيين، والصليبيين، وأيضا السلاجقة والعثمانيين. وخلفت هذه الحضارات في التراب التركي تاريخا عريقا وطويلا من الصراعات وعددا كبيرا من القلاع والحصون التي تعود إلى العصور الوسطى. فما هي أفضل قلاع العصور الوسطى التي يمكن زيارتها في الوقت الراهن في تركيا؟

وفقا لما يؤكده سجل وزارة الثقافة والسياحة التركية، تعد هذه القائمة الأفضل من بين القصور والحصون الموجودة في البلد الأوراسي:

قلعة زيلكالي (Zilkale Kalesi)

تعد زيلكالي قلعة من قلاع القرون الوسطى الواقعة على وادي فرتينا (Fırtına) في ولاية ريزة (Rize) الواقعة أقصى شرق البحر الأسود. وبنيت على ارتفاع 1130 متر على منحدر مذهل يطل على كامل الوادي. كما تعد بمثابة حصن يحتوي على جدار مزدوج وبرج مركزي. والحصن مجهز بغرف تحولت إلى ثكنات لإيواء الجيوش، ويعتقد الكثيرون أن هذا المأوى كان كنيسة صغيرة. وقد تم تشييد القلعة بين القرنين الرابع عشر والخامس عشر. 

قلعة "كيليت باهير" (Kilitbahir Kalesi)

كيليت باهير هي قلعة تقع في مضيق جناق قلعة أمام مدينة جناق قلعة، حيث يوجد حصن آخر، وهو قلعة السلطان. ويقع الحصنان في موقع استراتيجي للغاية، وقد تم بناؤهما من قبل السلطان محمد الثاني. وكانت هذه القلاع عبارة عن نقطة حيوية للسيطرة على مضيق البسفور. وتعني عبارة "كيليت باهير" قفل البحر، في إشارة إلى الدور الذي لعبه الحصن على مر العصور.  

قلعة أماسيا (Amasya Kalesi)

تقع قلعة أماسيا فوق جبل هارشين، ويعود تاريخ هذه القلعة إلى آلاف السنين. كما كانت القلعة مسرحا للحصار والهجمات والتدمير منذ زمن الإمبراطورية الفارسية. وكانت أماسيا مسرحا للحروب بين الجمهورية الرومانية ومملكة بونتوس عندما تم تدميرها تقريبًا بالكامل. وخلال العهد البيزنطي احتفظت بأهميتها الاستراتيجية، كما تم ترميمها من قبل العثمانيين خلال سنة 1075. فضلا عن ذلك، بقيت القلعة قيد الاستخدام حتى القرن الثامن عشر. وتعزز القلعة بثمانية خطوط دفاع، ويروج إلى أن السلطان محمد الأول اختبأ في القلعة هربا من القوات المغولية التابعة للقائد تيمورلنك.

قلعة ألانيا (Alanya Kalesi)

بنيت خلال القرن الثالث عشر بعد فتح أنطاليا خلال سنة 1220 في فترة سلطنة الدولة السلجوقية. في نفس الوقت، تم بناء برج "قيزيل" الأحمر، الذي اكتمل خلال سنة 1226، والذي تحوّل في وقت لاحق إلى رمز للمدينة. وقد بنيت قلعة ألانيا على بقايا القلاع السابقة من الحقبة الرومانية والبيزنطية. وبعد وصول العثمانيين وتهدئة المنطقة، فقد الحصن دوره الدفاعي. وفي وقت لاحق، تم تزويد الحصن بجدار يقدر طوله بنحو 6.5 كيلومترا و140 برجًا. ويوجد اسم الحصن في قائمة المرشحين للتحول إلى موقع للتراث العالمي.

قلعة بويابات (Boyabat Kalesi)

على الرغم من الاعتقاد السائد بأنها قد تم بناؤها من قبل سكان بافلاغونيا الواقعة شمال تركيا، إلا أن تاريخها ما زال محل نقاش، ويعتقد الكثيرون أنها تعود إلى 2800 سنة. وقد تم بناء هذه القلعة واستخدامها على التوالي من قبل الرومان والبيزنطيين والعثمانيين الذين زينوها بالجدران العمودية الرائعة.

ويعتقد علماء التاريخ أن القلعة عملت على حماية قافلات وطرق تجارية مهمة تعبر منطقة الأناضول، لكن، تراجع استخدامها منذ سنة 1300. في وقت لاحق، اكتشفت أنفاق داخلها تنحدر إلى مدينة تحت الأرض بناها الرومان. ويمكن أيضًا أن تكون بمثابة طريق للهروب خلال عمليات الحصار. وفي الوقت الراهن، تحولت القلعة إلى متحف ويمكن زيارته.

قلعة ديار بكر (Diyarbakır Kalesi)

يشار إلى أن جدرانها السوداء المذهلة مبنية من الصخور البازلتية، والتي يمكن رؤيتها من الفضاء، وفقا لما أكده البعض. ويبلغ طول هذه الجدران نحو ستة كيلومترات، وقد بناها الرومان منتصف القرن الرابع، لحماية مدينة آميدا القديمة. وقد أمر قنسطانطيوس الثاني ببناء هذه الجدران، التي تحولت إلى إحدى أعظم التحسينات والآثار في عصره.

في وقت لاحق، عمل فالنتينيان الأول على توسيع الحصن، بين سنتي 367 و375، وذلك عندما كانت المدينة جزءا من الإمبراطورية الشرقية. ويوجد في هذه الجدران أربعة أبواب، و82 برجا، يبلغ ارتفاعها 12 مترا وبعرض يصل إلى خمسة أمتار.

وفي واقع الأمر، تعتبر جدران قلعة ديار بكر أطول وأوسع جدران كاملة في العالم، بعد سور الصين العظيم. وخلال سنة 2015، تم تسجيل هذه القلعة جنبا إلى جنب حدائق هيفسل في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!