بيرجان توتار – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

يتزايد الاعتراض يومًا بعد يوم في الولايات المتحدة على السياسات المتعلقة بولي العهد السعودي، وبلغ الغضب أشده ضد الرئيس دونالد ترامب، الذي يستميت في الدفاع عن بن سلمان في قضية خاشقجي.

توجه المنظمات المدنية والساسة من الديمقراطيين والجمهوريين سيل انتقاداتهم إلى ترامب الذي قال: "لا عقوبات على السعودية. مصالح الولايات المتحدة قبل حقوق الإنسان. لن أتخلى عن 100 مليار دولار".

أول نائبة محجبة في الولايات المتحدة إيلهان عمر وصفت ترامب بـ "رئيس للبيع"، فيما كتبت صحيفة واشنطن بوست: "الأموال التي منحتها السعودية حتى تلتزم الولايات المتحدة الصمت لن تزيل لطخة الدم عن الضمير الأمريكي".

أرسل السيناتورات الغاضبون رسالة جديدة إلى البيت الأبيض طالبوا فيها بفتح تحقيق شامل. وجاء الانتقاد الأشد من السيناتور بوب كوركر: "لم أكن أعتقد أن البيت الأبيض سيتصرف يومًا كشركة علاقات عامة تابعة لولي العهد".

***

انضم مسؤولو الاستخبارات إلى قائمة المعارضين لترامب، وهذا طبيعي للغاية، لأن تصريح ترامب بأن "سي آي إيه لا تملك معلومات واضحة" أزعج الوكالة وموظفيها.

مدير سي آي إيه السابق جون برينان دعا الكونغرس إلى عقد جلسة سرية مع مسؤولي الوكالة، فيما اعتبر مسؤولون آخرون في الاستخبارات تصريحات ترامب "خيانة" لهم.

بيد أن ترامب يقوم بما هو منتظر منه في قضية خاشقجي، ولهذا لا يتصرف كرئيس أمريكي وإنما كبارون حرب.

عند النظر إلى نفوذ شركات الصناعات الحربية (المجمع الصناعي العسكري) و مطالبها يمكن أن نرى بوضوح أنه لا خيار آخر أمام ترامب.

ففرض عقوبات على السعودية يعني التخلي عن أهم جهاز فعال من الناحيتين المادية والمعنوية للحرب على الإرهاب، التي تعتبر آخر ما ابتكره لوبي السلاح.

وهذا بدوره سيضع حدًّا لـ "تجارة الإرهاب"، التي يصل حجمها اليومي ملياري دولار. علينا ألا ننسى أن حصة الأسد من ميزاينة البنتاغون البالغة 700 مليار دولار تذهب إلى 50 شركة لصناعة السلاح منها هاليبورتون وجنرال آتوميك وبوينغ.

***

هذه هي النقطة التي يخطئ فيها من يتعامون عن كون الولايات المتحدة بلدًا "مدمن حروب". فهي تأسست عام 1776، وأمضت 225 سنة من تاريخها البالغ 242 عامًا، أي 93 في المئة من ماضيها في الحروب. ليس هناك رئيس أمريكي لم يحارب.

إذا فرض ترامب عقوبات على السعودية، التي تشكل القوة المحركة المالية والإيديولوجية للحرب على الإرهاب، فسيضطر هو نفسه للرحيل مع ولي العهد. ولن يختلف مصيره عن جون كينيدي في 22 نوفمبر 1963.

يدرك ترامب هذه الحقيقة، ولهذا بدأ يردد هذه الأيام بكل ما أوتي من قوة، مقولة "السعودية أولًا"، عوضًا عن شعار "أمريكا أولًا".

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس