عبد القادر سلفي – صحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس

سأحدثكم عن جدل اشتعل فتيله في كندا وتواصل في أنقرة، أو بعبارة أخرى، عن التعليقات التي أثارت انزعاج وغضب وزير الدفاع التركي خلوصي أكار..

ما بين 16 و18 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، شارك أكار في منتدى هاليفاكس الدولي للأمن في كندا. بعد حديث أكار عن تعاون الولايات المتحدة مع تنظيم وحدات حماية الشعب ظهر الوجوم على وجوه المسؤولين الأمريكيين الموجودين في الصالة.

وبحسب ما علمته من مصادري، فإن حوارًا ملفتًا دار خلال لقاء أكار برئيس أركان الجيش الأمريكي جوزيف دانفورد، حيث أبدى أكار امتعاضًا شديدًا عندما حاول دانفورد الحديث عن أبراج المراقبة التي ستبنيها بلاده في منبج، وأبلغه بانزعاج تركيا من الأبراج المذكورة.

وبحسب علمي فإن دانفورد، الذي تربطه صداقة شخصية بأكار منذ أن كان الأخير رئيسًا للأركان التركية، استاء قليلًا من ردة فعل أكار الشديدة.

ومع ذلك فإن الولايات المتحدة أقدمت على خطوة أخرى بشأن الأبراج. على الإثر اتخذت تركيا قرارات هامة حول شرق الفرات في اجتماع مجلس الأمن القومي برئاسة أردوغان.

ما أود الإشارة إليه هو شأن آخر. عقب اجتماع هاليفاكس أجرت "بي بي سي" مقابلة مع أكار. وعندما سأله مراسل "بي بي سي" عن صحفيين مسجونين في تركيا، رد عليه أكار بتكرار تصريح أدلى به أردوغان سابقًا، فقال: "لا يوجد أي واحد منهم مسجون بسبب أنشطته الصحفية".

وبدأ الجدل عقب هذه الإجابة. قناة "فوكس تي في" طلبت تعليقًا من نائب رئيس الكتلة النيابية لحزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال، حول تصريح أكار.

أوزال قال: "بقدر ما كانت رئاسته للأركان في الماضي فضيحة، كانت مؤشرًا أيضًا على أن تسييره لشؤون الوزارة سيكون فضيحة بنفس الحجم".

التقيت أكار لفترة قصيرة عقب اندلاع هذا الجدل، وكان منزعجًا جدًّا بسبب الحادثة، فقال: "أرد هذه الكلمات المجحفة والمسيئة والوضيعة، الصادرة بلسان تنظيمي غولن وبي كي كي، على أصحابها". لم يتحدث كثيرًا عن الموضوع، لكن لو فعل ماذا كان سيقول، لا يمكنني أن أتخيل.

أود أن ألفت إلى ناحية في هذا الخصوص.

سؤال بي بي سي كان بخصوص جريمة خاشقجي. لكن المراسل لا يكترث لمقتل خاشقجي بشكل وحشي، على العكس تمامًا يشكك في موقف تركيا من الجريمة.

ويتخذ موقفًا بقوله: "بينما يتم اعتقال الكثير من الصحفيين في تركيا، أليس هذا موقف بعيد عن الصدق؟". أولًا، لا حق للمراسل المذكور أن يحاكم تركيا، مهمته هي طرح الأسئلة.

ثانيًا، بحسب صيغة السؤال، يسعى المراسل لإسقاط الأهمية عن قضية خاشقجي بسؤاله عن الصحفيين الموقوفين في تركيا. ويلمح إلى أن تركيا لا حق لها بالحديث عن جريمة خاشقجي.

إذا كان هناك صحفيون في السجون بتركيا، هل نلتزم الصمت إزاء جريمة قتل خاشقجي، حتى يرتكب القتلة جرائم أخرى مشابهة؟ هل هذا منطقي؟

عن الكاتب

عبد القادر سلفي

كاتب في صحيفة حرييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس