ترك برس

في خطوة مفاجئة، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، "أكدنا ونؤكد أننا سنبدأ حملتنا لتخليص شرق الفرات من المنظمة الإرهابية الانفصالية في غضون أيام"، في إشارة إلى ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، الذراع السوري لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK) المحظور، والتي تحظى بدعم أمريكي كبير.

جاء إعلان الرئيس التركي خلال مشاركته في قمة الصناعات الدفاعية التركية التي أقيمت في مركز الأمة "بيش تبه" للمؤتمرات والثقافة، بالعاصمة التركية أنقرة.

وأضاف أردوغان: "نحن مصممون على تحويل شرق الفرات إلى منطقة آمنة وصالحة للعيش وتسليمها إلى أصحابها الحقيقيين، كما حققنا قبل ذلك الأمن والاستقرار في باقي مناطق سوريا".

وشدد الرئيس على أهمية توفير الأمن في منطقة شرق نهر الفرات من أجل السماح للاجئين السوريين الذين يتواجدون في تركيا والبالغ عددهم 4 ملايين بالعودة إلى بلادهم.

وتابع: "إن السعي لتشكيل كيان إرهابي على حدودنا يعتبر عداءً كبيرًا لنا. لذلك سنسير مع أصدقاء بلدنا وأمتنا وليس مع الذين ينصبون لنا الفخاخ".

وما إن أنتهى الرئيس التركي من تصريحاته، حتى بدأت حشود عسكرية تركية تتحرك بكثافة على الشريط الحدودي مع سوريا في إشارة واضحة إلى أن العملية العسكرية قد تبدأ في أي لحظة.

وأرسل الجيش التركي يومي الأربعاء والخميس تعزيزات عسكرية ضخمة إلى الوحدات المنتشرة بولايتي هطاي وكليس (جنوب) على الحدود السورية، وسط تدابير أمنية مشددة.

من جهة أخرى، كشفت وكالة الأناضول التركية أن تنظيم "YPG" الإرهابي طلب من نظام بشار الأسد، بيان موقفه عقب إعلان الرئيس التركي قرب انطلاق عملية عسكرية ضد التنظيم الذي يحتل مناطق شمال شرقي سوريا المحاذية للحدود مع تركيا.

وكان التنظيم أقام تعاونا مع نظام الأسد ضد عملية غصن الزيتون التي أطلقتها القوات المسلحة التركية والجيش السوري الحر، لتطهير منطقة عفرين شمالي سوريا من الإرهاب.

وطلب التنظيم الإرهابي الدعم من نظام الأسد عندما اقترب الجيشان التركي والسوري الحر من مركز مدينة عفرين، فأرسل النظام في شباط / فبراير وحدات "قوات شعبية" من حلب إلى عفرين، إلا أنها تعرضت لقصف مدفعي من الجيش التركي على بعد 10 كيلومترات من عفرين، واضطرت إلى الانسحاب.

ويستبعد محللون سوريون أن تلجأ هذه الميليشيات إلى تسليم مناطق في شرق سوريا لقوات الأسد أو المليشيات الإيرانية، وذلك من أجل تفادي العملية العسكرية التركية المرتقبة ضدها.

وفي هذا الصدد أرجع الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية "مضر حماد الأسعد"، لجوء مليشيات (YPG) إلى تسليم مناطق شرقي الفرات لنظام الأسد لعدة أسباب أهمها، أن الدول الداعمة لها، لن ترضى بعودة النظام إلى منطقة الجزيرة والفرات.

وأوضح في حديثه لصحيفة "عربي21" الإلكترونية أن عودة النظام لشرقي الفرات تعني انتصار روسيا وإيران، وبالتالي سيطرة المليشيات الإيرانية على أغنى المناطق السورية بالنفط والغاز والملح واليورانيوم والزراعة، وهذا لا تريده الدول الداعمة لمليشيات الوحدات الكردية.

من جهته، لم يستبعد الناشط السياسي السوري جاسم المحمد أن تلجأ وحدات الحماية الكردية إلى تسليم بعض المناطق في شرقي الفرات لنظام الأسد لتفادي الهجوم التركي وإنقاذ أنفسهم من هزيمة محققة.

لكنه في المقابل يرى المحمد أن الوقت أصبح متأخرا لمثل هذا الاتفاق بين الوحدات الكردية والنظام، خاصة أن تصريحات الرئيس التركي تؤكد أن العملية العسكرية ستبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة،  إضافة إلى أن النظام لا يملك القوة البشرية لملء هذا الفراغ، في ظل تحضيراته لمعركة الشمال.

وأكد أنه في حال إقدام الوحدات الكردية على تسليم مناطق تحت سيطرتها للنظام السوري في شرقي الفرات، فلن يؤثر ذلك على مجريات الأحداث حول العملية العسكرية التركية، حيث إن الجيش التركي سيدخل بضعة كيلومترات في الأراضي السورية على أقل تقدير بحال أقدمت القوات الكردية على هذه الخطوة.

وأعرب المحمد عن اعتقاده أن هنالك تفاهمات يبدو أنها قد جرت خلال الفترة الماضية بين روسيا تركيا وأمريكا، ومعركة الشرق تقودها تركيا وسترافقها معركة الشمال  التي تقودها روسيا.

كما ترددت أنباء عن مقترح تقدم به الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا، يبحث في انتشار "قوات النخبة" الذراع العسكري لـ"تيار الغد" على طول الشريط الحدودي السوري- التركي شرقي نهر الفرات، كحل وسط، بهدف تجنب التصعيد العسكري الذي تهدد به تركيا، بسبب التهديدات الأمنية التي يشكلها تواجد الوحدات الكردية على حدودها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!