ترك برس

قال الإعلامي والكاتب الصحفي التركي رسول سردار أتاش، إن زيارة مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جون بولتون، لتركيا حدثٌ مهم، لكن اللغة التي استخدمها قُبيل وصوله رفضتها أنقرة لأنها لا تليق دبلوماسياً.

ورأى أتاش، في حديث لقناة الجزيرة، أن "التصريحات قوّضت فعالية المحادثات مع الجانب التركي، وربما لم تكن لدى بولتون الخبرة الكافية فوقع في هذه المشكلة، لأن إرسال الرسائل عبر الإعلام غير مقبول لدى أنقرة التي تريد نقاش مباشرا للقضايا".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، استقبل زيارة بولتون لأنقرة – من أجل مناقشة تعقيدات الانسحاب الأميركي من سوريا – برفض اتهامه لتركيا باستهداف "الأكراد" هناك.

وأكّد أردوغان أن بلاده ماضية في عمليتها العسكرية رغم مماطلة واشنطن بشأن مدينة منبج.

وأتاش أشار إلى أن اللقاء بين بولتون وأردوغان لم يخطَّط له مسبقا، لكن أردوغان غير راضٍ عن شروط أميركا للانسحاب من سوريا، فأنقرة لن تقبل بوجود أي منظمات إرهابية على حدودها، مثل حزب العمال الكردستاني (PKK) وفرعه السوري وحدات حماية الشعب (YPG)، وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وعلى واشنطن أن تحدد ما تريده لأن مطالب أنقرة واضحة.

وأضاف أتاش أنه من غير الصحيح ولا المقبول إعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن "القوات الكردية بسوريا تتعرض لمذبحة تركية"، فهذه لغة غير مسؤولة ولا مقبولة لأن حرب أنقرة تجري مع منظمة تعترف أميركا نفسها بأنها إرهابية، والخلط بينها وبين الأكراد شيء مرفوض لأن تركيا ليست عدوة للشعب الكردي.

ووصف السياسات الأميركية بأنها غير متناسقة لأنها تريد الاحتفاظ بالقوات الكردية كحليف لها، رغم أن هذه القوات وعدت بتسليم الأراضي للنظام السوري وبالتالي يمكن أن تكون حليفة له هو أيضا.

واتهم واشنطن بأنها لا تريد الوصول لحل سياسي في سوريا، بل إنها ربما تود تقسيمها دينيا وطائفيا مع أن نتائج ذلك ستكون كارثية كما حصل في العراق.

من جهته رأى كبير الباحثين في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أندرو تابلر، أنه من الصعب والمبكر اعتبار أن محادثات بولتون بأنقرة قربت أو باعدت بين الدولتين بشأن الانسحاب من سوريا.

واعتبر تابلر أن الثابت هو أن تركيا والولايات المتحدة تريدان انسحابا منسقا ولا يود أي منهما أن يستغل الخصوم خلافاتهما بهذا الشأن.

وأضاف: "أحيانا يدلي مسؤول أميركي بتصريحات معينة لكن ذلك لا يعني اتفاق المسؤولين الآخرين معه فيها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!