نهاد علي أوزجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

يأتي في طليعة أفضل المفاهيم لتعريف عالمنا المعاصر "الغموض وضبابية الحدود وتعلق القضايا ببعضها البعض". إذا كنتم في منطقة ساخنة كالشرق الأوسط في مثل هذا العالم، فهذا يعني تزايد وتنوع المخاطر الأمنية اتلمحدقو بكم.

يمر طريق الرد على المتغيرات وتقليل المخاطر من فهم طبيعة المشكلة علاوة على الاستعداد والقوة. عند النظر من هذه الزاوية يتضح أن الجيش التركي يلعب واحدًا من أهم الأدوار.

كلما اتخذت السلطات المدنية قرارات جديدة وكلما تغيرت طبيعة التهديدات تزداد الأعباء على الجيش، وتطول قائمة المهام الملقاة على عاتقه.

الجيش مسؤول عن مهام كثيرة منها حماية السلام والسيطرة على الماظاهرات المدنية غير المسلحة ومكافحة الإرهاب والتعامل مع حرب العصابات وحماية المدنيين والسهر على أمن الحدود ومكافحة القرصنة ودعم السلطة المدنية والحرب التقليدية.

قد تبدو المهام متشابهة، بيد أن الشيء الوحيد المشترك هو أن الجيش يقوم بها وهو يرتدي البدلة نفسها. كل مهمة تتطلب قيادة ومهارة ومعرفة وتدريبًا وتجهيزات وتوقيت ومعلومات ومعايير مختلفة.

عندما تختلف طبيعة المهام، يكمن سر النجاح في سعة اطلاع من يطلب تنفيذ المهمة، بقدر كفاءة المنفذ لها. في مواجهة هذا المشهد المعقد يتضح أن الوحدات والتدريبات والثقافة والقيادات النمطية غير كافية، وأنه لا يمكن النجاح في المهام المعقدة عبر حلول سطحية.

وفي هذا الإطار، تبدو مهام الجيش التركي كثيرة للغاية، حيث يستمر بتنفيذ عشرة مهام ونصف مهمة مستمرة وذات طبيعة مختلفة.

الأولى في إدلب وسط الحرب الداخلية، في مواقع ثابتة داخل منطقة ضيقة ومحاصرة بالتهديدات، مع قوات روسية ذات ثقافة عسكرية مختلفة ووحدات لا تواصل بينها تنتظم وفق قواعد عسكرية غير مألوفة.

الثانية في عفرين، حيث يدعم "السلطات المدنية" من أجل أنشطة إعادة الإعمار عقب العملية العسكرية. الثالثة، التأهب من أجل عملية عسكرية محتملة طويلة الأمد في شرق الفرات.

الرابعة في شمال العراق، القيام بعملية عسكرية نصف تقليدية بين المدنيين والسيطرة على المواقع. الخامسة تقديم العون للأمن في مكافحة إرهاب بي كي كي داخل تركيا.

السادسة تقديم الدعم لقوات حفظ السلام في أفغانستان وكوسوفو. السابعة إنشاء قاعدتين عسكريتين في قطر والصومال. الثامنة فقدان العناصر بسبب تنظيم غولن.

التاسعة تأمين الحدود بما يشبه عمل الشرطة. العاشرة الخدمة العسكرية لمن يدفعون البدل. وأخيرًا نصف المهمة المتمثلة في وزارة الدفاع والعمل المكتبي في الجيش.

النقطة المشتركة في هذه الحرب التي يخوضها الجيش التركي على عشر جبهات ونصف هي أنها تُنفذ بالبدلة العسكرية، علاوة على كونها أنشطة رسمية عالية الكلفة.

عن الكاتب

نهاد علي أوزجان

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس