باطوهان يشار – صحيفة تركيا – ترجمة وتحرير ترك برس

"سيحل الربيع بعد آذار"..

"ي ب ك لن يهاجم تركيا"..

هكذا تتواصل التصريحات الغريبة من حزب الشعب الجمهوري وزعيمه كمال قلجدار أوغلو.

في الحقيقة ليس هناك ما يثير الاستغراب بالنسبة للجملة الأولى. فقد قصد بها قلجدار أوغلو عناصر تنظيم "غولن" المسجونين.

وهي جملة استخدمها منذ 3 سنوات ليبث الأمل في نفوسهم ويضمن عدم اعترافهم. لكن الربيع لم يأتِ وظلوا حبيسين زنازينهم.

منذ 3 أعوام يستخدم حزب الشعب الجمهوري تحت قيادة قلجدار أوغلو الخطابات السياسية لتنظيم "غولن"، دون أي تحفظ.

كم مستشار لزعيم حزب الشعب الجمهوري مسجون حاليًّا لارتباطاته بتنظيم "غولن"؟ هذا يعني أن الارتباط بين الحزب والتنظيم متواصل.

أما الجملة الثانية فقد كانت مفاجئة نوعًا ما.

التيار العام في الشعب الجمهوري منزعج منذ فترة، فهو يرى تقارب الحزب مع حزب الشعوب الديمقراطي و"بي كي كي" و"ي ب ك" والقيادات في معسكرات قنديل. وهو مستاء من هذا التقارب ويراقب عن بعد.

كان تصريح قلجدار أوغلو "ي ب ك لن يهاجم تركيا" بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. وبحسب استطلاعات الرأي والتحليلات الميدانية فإن التوقعات تشير إلى أن الشعب الجمهوري سيعيش خيبة أمل في الانتخابات القادمة وستكون النتائج سيئة.

قلجدار أوغلو يسجل الأهداف في مرماه

سألت بعض الأصدقاء من حزب الشعب الجمهوري عن سبب تصريح قلجدار أوغلو بهذه الجملة، فكانت الإجابات متعددة:

- كمال قلجدار أوغلو يسجل الأهداف في مرمى الشعب الجمهوري، وكأنه لاعب من الحزب المنافس..

- الإدلاء بهذا التصريح قبيل الانتخابات المحلية زاد المخاوف بأن الشعب الجمهوري يتحفظ على مكافحة الإرهاب..

- أعلن قلجدار أوغلو أنه في موقف معارض للدولة وليس لرئيس الجمهورية فحسب..

- أعتقد أنها كانت زلة لسان..

صحيح، هناك حكمة تقول إن "الإناء بما فيه ينضح"..

هذه هي المرة الأولى في تاريخ الجمهورية يحدث تعارض إلى هذا الحد بين حزب الشعب الجمهوري وناخبيه..

سنرى ما سيحدث عندما يبدأ مرشحو حزب الشعوب الديمقراطي، المسجلون على قوائم حزب الشعب الجمهوري، الإدلاء بالتصريحات.

الحزب الجيد ليس منزعجًا

تملكني الفضول عن طبيعة أصداء تصريح قلجدار أوغلو بأن "ي ب ك لن يهاجم تركيا"، لدى أروقة الحزب الجيد (ذو التوجهات القومية).

توقعنا أن التحالف بين حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيد في طريقه إلى الانهيار.

لكن زعيمة الحزب الجيد مرال أقشنر لم تنبس ببنت شفة..

هل تعلمون أن الحزب الجيد لم يتحدث أبدًا عن هذا التصريح؟

هذا أمر شديد الغرابة. ويبدو أن الانتخابات القادمة ستكون الأخيرة بالنسبة للحزب الجيد.

نحن في مواجهة حزب أعلن أن "قومي" عند تأسيسه لكن لم يبق أي أثر لهذه "القومية" على الحزب..

فهل هذه خدعة بنسخة جديدة كتلك التي في حزب الشعب الجمهوري؟

يقولون إن الحزب الجيد أصبح "حزب الشعب الجمهوري الصغير".

علاوة على ادعاءات بأن تنظيم "غولن" قوي جدًّا في أوساط الحزب الجيد..

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس