فاتح ألطايلي – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

لدينا فضول كبير تجاه السياسة. 

في الماضي، كان الفضول أكبر إزاء قضايا السياسة الداخلية.

أما الآن، فأصبحت السياسة الخارجية أيضًا عنصرًا هامًّا مثيرًا للفضول. 

وكلما زاد استخدام السياسة الخارجية كأداة لتحقيق السياسات الداخلية تزايد الفضول تجاهها والمعلومات بشأنها.

أحد المواطنين يعتقد أن قبرص تقع في البحر الأسود، يقول: "نعم أنا متأكد، أديت خدمتي العسكرية هناك" من جهة، ويعرب عن ترحيبه بالدعم المقدم للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو من جهة أخرى.

وإذا سألته عن موقع فنزويلا على الخريطة، فأنا متأكد أنه لا يعرف في أي قارة تقع، ناهيك عن موقعها بالضبط. 

المسألة ليست في الحقيقة دعم مادورو، وإنما الترحيب بالوقوف في وجه الولايات المتحدة.

يعتقد المواطن أنه "بما أننا نستطيع الوقوف في وجه الولايات المتحدة فعلينا أن نكون أقوياء مثلها".

ويروق للمواطن أن يرى تركيا وهي تحصل على منظومة إس-400 الصاروخية الروسية على الرغم من كل اعتراضات الولايات المتحدة. 

من الذي يجرؤ أيضًا على شراء منظومة صواريخ إس-400، على الرغم من غضب الولايات المتحدة؟ نحن والصين، وربما الهند. سكان كل من الهند والصين يتجاوزون المليار، أما نحن فنملك الشجاعة.

هكذا يفكر المواطن الذي يتحلى بالأحاسيس الوطنية والقومية والمعنوية. فهو يتحرك مدفوعًا بالعواطف.

لكن الدول لا تفعل ذلك بشكل عام. حتى وإن تظاهرت بذلك فهي لا تستطيع التصرف بموجب العواطف. 

لهذا أنصح من يسألونني عن كيفية تجاوز أزمة منظومة إس-400، بأن يتحلوا بالهدوء والسكينة. 

لكل مشكلة حل، عندما تضيق كل السبل. 

تمتلك اليونان أيضًا منظومة صواريخ إس-300. اشترتها من أجل نشرها في قبرص، لكن عندما أقامت تركيا الدنيا وأقعدتها، لم تتمكن من تحقيق ما كانت ترنو إليه. 

ولم يكن بإمكانها استخدام المنظومة لأنها سلاح روسي. لذلك وضعتها في مستودعات بجزيرة كريت. وبقيت هناك متروكة لتبلى.

روسيا راضية لأنها حصلت على ثمن المنظومة، والولايات المتحدة راضية لأن المنظومة لم تُنشر.

فإذا تمكن اليونانيون من إيجاد حل لهذه المشكلة أفلا نجد نحن؟ 

المهم هو أن تضيق كل السبل.