ترك برس - الأناضول 

أشاد الموسيقار الإيراني، هومان حاجبي، بالحرية الفنية الموجودة في تركيا، مبيناً أن الموسيقى التركية أكثر ثراء، مقارنة بنظيرتها الإيرانية.

جاء ذلك في حوار أجرته معه وكالة الأناضول، تناول فيها الواقع الموسيقي في تركيا، والفوارق الموجودة بين الموسيقى التركية ونظيرتها الإيرانية.

وأضاف عازف آلة التار (آلة موسيقية وترية)، أنه جاء إلى تركيا قبل عام ونصف، لتسجيل ألبوم فني فيها، إلا أنه قرر بعدها الإقامة بشكل دائم في مدينة إسطنبول، نظراً لما وجده فيها من الحرية الفنية في ممارسة أعماله.

وأوضح أنه دخل عالم الموسيقى منذ أن كان عمره 11 عاماً، ليواصل منذ ذلك الحين أعماله الفنية والتعريف بالموسيقى الإيرانية، وهو ما يقوم به حالياً في تركيا.

ولفت إلى أن الموسيقى العربية، والتركية، والهندية، هي من أكثر أنواع الموسيقى انتشاراً حول العالم، مرجعا ذلك إلى أن "آذان الناس معتادة عليها ومتأقلمة معها".

لكنه في الوقت ذاته يرى أن الموسيقى الإيرانية، أقل انتشارا من الموسيقى العربية والتركية، ومن ثم فهو يعمل على التعريف بها والمساهمة في زيادة انتشارها.

وحسب "حاجبي"، فإن الموسيقى الإيرانية يغلب عليها الطابع الشعري، كون اللغة الفارسية تبدو لسامعها مثل الشعر.

وعمل الفنان الإيراني مدرسا في بلاده مدة 19 عاماً، فيما يقوم حالياً بتدريس الموسيقى والأغاني الفارسية لطلاب كلية الآداب بجامعة إسطنبول التركية.

وفي إطار تناوله لعلاقة الشعب التركي بالموسيقى، يرى "حاجبي" أنه (الشعب التركي) محبّ للموسيقى والفن وشغِف به، وقادر على التمييز بين الموسيقى الجيدة والسيئة، مرجعا ذلك لامتلاكه آذان موسيقية حساسة.

ولفت إلى أنه لمس ذلك خلال تقديمه حفلات غنائية باللغة الفارسية، حيث ينصت إليها الجمهور التركي بدقة رغم عدم فهمه لمعانيها.

ويأمل "حاجبي" أن تتعزز العلاقات التركية الإيرانية على الصعيد الفنّي، وأن يقيم فنانوا بلاده ونظرائهم الأتراك، حفلات متبادلة بشكل مكثّف في كلا البلدين.

وأشار إلى الثراء الذي يتمتّع به عالم الموسيقى في تركيا، مرجعاً السبب في ذلك إلى تميّز المجتمع التركي بالعالمية.

وانتقد الفنان الإيراني القيود المفروضة على قطاع الفن والموسيقى في بلاده، لافتا إلى أن إنجاز أي عمل فني هناك يتطلب الحصول على الكثير من التصاريح والموافقات من الجهات الرسمية. 

وأوضح أن الأمر مختلف في إسطنبول، مضيفاً "توجد هنا مساحة واسعة ومميزة من الحرية الفنية. الجمال الذي تحتضنه هذه المدينة يلهمنا أفكاراً جديدة". 

وأشار إلى أن هذه المساحة المتقدمة من الحرية الفنية ساهمت في تطوّر الموسيقى والفن بشكل سريع بتركيا، وأنه من السهل إنجاز عمل فني في إسطنبول، نظراً لعدم وجود أية قيود.

وفي سياق المقارنة بين الموسيقى الإيرانية والتركية، يرى "حاجبي" أن موسيقى بلاده تعتبر أقل حجماً من نظيرتها التركية التي تضم أصنافاً ومقامات مختلفة وعديدة.

وأبدى إعجابا كاملا بالموسيقى التركية التراثية، ونسبيا بالمعاصرة، لافتاً إلى رغبته في القيام بمشاريع مشتركة مع الفنانين الأتراك.

وأشار في ختام حديثه، إلى عمله حالياً على تحضير ألبوم موسيقى يضم المقامات المشتركة بين الموسيقى التركية والإيرانية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!