نهاد علي أوزجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

بعد أن شغل الأجندة اليومية إلى ما قبل فترة قصيرة، تراجع الحديث هذه الأيام عن شرق الفرات. هذا لا يعني أن المشكلة انحلت، والمخاوف التركية زالت. فهناك مؤشرات كافية على إجراء مفاوضات خلف الأبواب المغلقة، وعلى طرح استراتيجيات جديدة تهدف لتغيير المشهد السياسي والعسكري.

أقوى المؤشرات هو تصريح المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري عن تقدم "يبعث على الأمل" في المفاوضات.

أعلنت تركيا أنها لا تقبل سيطرة تنظيم "ي ب ك/ بي كي كي" سياسيًّا وعسكريًّا على طول الحدود السورية معها. وقال الجانب الأمريكي إنه يتفهم المخاوف التركية. تعتمد الخطة المتضمنة خطوات ستزيل المخاوف المذكورة، الإبقاء على "القوة العسكرية" للتنظيم بعيدًا عن الحدود لمسافة معينة.

لن يشكل التنظيم بوضعه الجديد تهديدًا عسكريًّا على تركيا (!)، وسيواصل وجوده السياسي في المنطقة. سيوفر هذا الوجود للتنظيم "هوية محلية" تدفع الولايات المتحدة إلى طاولة المفاوضات السورية، في المرحلة التالية.

 تتمتع المحافظة على القدرة العسكرية لتنظيم "ي ب ك/ بي كي كي" بالأهمية بالنسبة للولايات المتحدة. من الواضح أن واشنطن لا تثق بالعرب في شرق الفرات، وستحتاج التنظيم في حال تحرك داعش مجددًا.

كما أن التنظيم سيلعب دور قوة شرطة مع تأسيس نظام عام في شرق الفرات، علاوة على أن المحافظة على قوة التنظيم هي الطريقة الأرخص للإبقاء على النفوذ الإيراني بسوريا في الجنوب.

انسحاب القوة العسكرية لتنظيم "ي ب ك/ بي كي كي" جنوب الحدود التركية يوفر، حاليًّا، "إدارة" المشكلة وليس حلها. وهذا يتطلب إقناع تركيا وقوات سوريا الديمقراطية (أي تنظيم "ي ب ك/ بي كي كي") في آن معًا.

يقول الطرح التركي منذ البداية إن هناك علاقة عضوية بين "ي ب ك" و"بي كي كي"، في حين تدعي واشنطن العكس. بيد أن دور أوجلان و"بي كي كي" في المفاوضات أظهر أن "ي ب ك" غير قادر على اتخاذ قرار بنفسه.

من سيشعل الضوء الأصفر في هذه المرحلة هو قيادة "بي كي كي" في قنديل. العوامل التالية يمكن أن تحيل الضوء الأصفر إلى أخضر.

أولًا، يعتبر "بي كي كي" سوريا والعراق وإيران وتركيا كلًّا واحدًا، ولهذا فإن سوريا هي منطقة "فرعية" ذات أهمية ثانوية. في حين أن تركيا "هدف أصلي" للتنظيم. لهذا يمكن لـ"بي كي كي" تقديم تنازلات في سوريا بخصوص قضايا لا تتعلق بالأساس (سحب العناصر المسلحة إلى الجنوب).

ثانيًّا، دور أوجلان وما يبعثه من آمال في التطورات المذكورة. ثالثًا وأخيرًا، الوعود المقدمة إلى "بي كي كي" خلال مناقشة مستقبل سوريا.

عن الكاتب

نهاد علي أوزجان

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس