ترك برس - الأناضول

تذكرة إلى عبق التاريخ، تقتطعها مدينة "باريون" الأثرية الساحلية في ولاية جناق قلعة شمال غربي تركيا، لتحمل زوارها من المحليين والأجانب، في رحلة مشحونة بالجمال والأسرار. 

مدينة تاريخية تعود إلى "العصر الهلنستي"، تقدم لعشاقها فرصة الإطلاع عن كثب، على تاريخها الممتد لنحو ألفين و700 عام. 

وتقع "باريون" قرب قرية "كمر" في منطقة "بيغا" بولاية جناق قلعة، المطلة على بحري مرمرة وإيجه، وكانت المدينة تحتضن أشهر الموانئ في الحقبة الهلنستية الرومانية. 

وزارة الثقافة والسياحة التركية أكدت استمرار أعمال الحفريات على مدار العام، في المدينة التي تحافظ على أهميتها ومكانتها التاريخية منذ العصور القديمة. 

ومع بداية فصل الصيف، تشكل المدينة الأثرية محطة سياحية مهمة يمر عبرها السياح المحليون، والأجانب القادمين عبر الرحلات البحرية. 
وفي حديث للأناضول، أوضح العضو في فريق التنقيب بالمنطقة، سونار أوزمان، أن منطقة "ترواس" الواقعة ضمن المدينة الأثرية، كانت واحدة من أهم الموانئ البحرية. 

وأكد أوزمان، وهو أيضا عضو هيئة التدريس في كلية الآثار بجامعة "أون دوكوز مايس" (جامعة 19 مايو) بولاية "سامصون" (شمالي)، أن "باريون" المطلة على بحر مرمرة، تعد مدينة موانئ مهمة، وتوفر الوصول إلى البحرين الأسود والأبيض المتوسط وجميع المناطق القديمة. 

وأضاف أن المدينة تمتلك إمكانيات كبيرة في مجال السياحة، مشيرا إلى أن المنطقة أصبحت نقطة يرتادها السياح على نحو متزايد، كما كانت في السابق. 

وقال: "باريون وكمر يشكلان محطة للسياح سواء في وقتنا الحالي أو في العصور القديمة، وبالتأكيد سيزداد عدد السياح، كما أن التعريف بها والترويج لها سيساهم في دعم السياحة في المنطقة والبلاد على حد سواء". 
وتابع: "بدأ موسم الصيف، وبدأ السياح واليخوت يقصدون المدينة، ونحن على ثقة بأن عدد السياح سيزيد يوما بعد يوم". 

من جانبه، أعرب أويس غولار، مختار قرية "كمر" التي تقع بقربها "باريون"، عن سعادة سكان البلدة من قدوم السياح الأجانب والمحليين إلى المنطقة. 
وقال غولار، للأناضول، إن قدوم السياح إلى المنطقة يشكل مصدر دخل إضافي مهم لأهالي القرية، مضيفا أن "مدينتنا الأثرية أفضل بكثير من جميع المواقع الأخرى". 

أما السائح الطبيب ظفر تركمان، فأشار إلى وجود موانئ كثيرة في تركيا، معتبرا أن "لاريون" واحد من أهمها. 
وقال للأناضول: "في العصور القديمة، كان الناس يأتون إلى هنا عن طريق البحر، لممارسة التجارة من جهة، وباعتبارها وجهة سياحية من جهة ثانية". 
فيما قال السائح الألماني، فريتز يوتشين ويبر، الذي جاء من ألمانيا عن طريق البحر: "زرت الكثير من الدول السياحية حول العالم، غير أن الجمال الذي تتصف به باريون أبهرني.. أبهرني تاريخ باريون وآثارها وتراثها الثقافي ". 
وفي 2017، اكتشف علماء آثار أتراك، ألعابا للصغار، يبلغ عمرها نحو ألفي عام، في قبور أطفال بمدينة "باريون"، إلى جانب اكتشافهم بئرا يعود عمره إلى 2700 عام، وما زال ينضح بالماء حتى اليوم. 

كما عثر علماء الأثار، في العام ذاته، على رضّاعات أطفال يتجاوز عمرها ألفي عام، في غرف لدفن الموتى. 
وتعود مدينة باريون الأثرية للحقبة الهلنستية التي استمرت قرابة 200 عام في اليونان، وحوالي 300 عام في منطقة الشرق الأوسط، عقب وفاة اسكندر الأكبر في 323 قبل الميلاد. 
ومصطلح "هلنستية" يستخدم لتمييز الفترة المذكورة عن العصر اليوناني التقليدي. 
 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!