عمر أوزكيزيلجيك - The New Turkey - ترجمة وتحرير ترك برس

في السابع من آب/ أغسطس الماضي، أعلنت تركيا والولايات المتحدة اتفاقهما بشأن المنطقة الآمنة. ومنذ ذلك الحين نوقشت عدة موضوعات، كان من أهمها الإعلان أن المنطقة الآمنة ستصبح "ممر سلام"، وأنه سيتم اتخاذ "أي تدابير إضافية" حتى يتمكن اللاجئون السوريون من العودة إلى ديارهم. 

بينما كان كثيرون يناقشون معنى تمكين اللاجئين من العودة، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن خطط لإعادة توطين مليون لاجئ في المنطقة الآمنة في شمال سوريا. وسأل الكثيرون من أين جاء هذا الرقم، وما إذا كانت عودة مليون لاجئ واقعية. في الواقع فإن عدد السوريين الذين سيعودون إلى سوريا ربما يفوق ذلك الرقم، بشرط ألا تمنعهم ميليشيا "ي ب ك".

قبل تحديد من أين جاء هذا العدد، من الواضح أنه إذا عاد 350.000 لاجئ سوري إلى المناطق الصغيرة في شمال حلب وعفرين، فإن عودة مليون شخص إلى مناطق شاسعة من المنطقة الآمنة على طول الحدود التركية السورية ليست أمرا غير قابل للتحقيق.

ووفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تضيف تركيا حاليًا 3.658.250 لاجئًا سوريًا. يوجد أكثر من 300.000 من السوريين من أصول كردية من شرق الفرات، وما يقرب من 350.000 من العرب السوريين من محافظات الفرات الشرقية في الحسكة ودير الزور والرقة. بالإضافة إلى ذلك، تفيد لجنة تحقيق الاستقرار السورية التابعة للحكومة السورية المؤقتة، بأن نحو 350.000 من النازحين داخليًا من المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا ي ب ك يعيشون الآن في شمال غرب سوريا.

إذا تم إنشاء المنطقة الآمنة، يمكن لهؤلاء النازحين العودة إلى ديارهم. وسيشجع ذلك المزيد من اللاجئين السوريين في تركيا على العودة إلى المناطق الخاضعة للحماية التركية في شمال حلب وعفرين. وعلاوة على ذلك، ووفقًا للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، تضيف حكومة إقليم شمال العراق أكثر من 250.000 لاجئ سوري، من بينهم 90.000 يعيشون في المخيمات. إجمالًا، قد يعود 1.250.000 لاجئ إلى المنطقة الآمنة، لكن قد يرتفع هذا العدد إذا عاد اللاجئون المنحدرون من مناطق أخرى إلى المنطقة الآمنة أيضًا. وكثير منهم لديهم أقارب، أو يفضلون ظروفًا معيشيةً مقبولةً في مكان ما في سوريا عن أن يكونوا لاجئين.

وتمشيًا مع اقتراح الرئيس أردوغان، إذا كانت المنطقة الآمنة مدعومة بمشروع إسكان منتظم يتضمن الخدمات والبنية التحتية الضرورية الأخرى، فقد يزداد استيعاب المنطقة. قد تحقق هذه الخطوة تقدمًا مثمرًا لإعادة تأهيل وإعمار سوريا، وقد تسرع الاقتصاد في مناطق أخرى من البلاد، وبالتالي، قد يعود كثير من اللاجئين الآخرين إلى مناطق أخرى من سوريا.

على أن مشروع أردوغان للإسكان يواجه عقبتين رئيسيتين: الأولى هي إحجام المجتمع الدولي. فمعظم الدول منفتحة على فكرة بناء المساكن والبنية التحتية بشكل عام، لكنها ليست على استعداد لتوفير الأموال اللازمة، على الرغم من أنها في مصلحة الجميع، وعلى الرغم من أن مشروع الإسكان سيكون مربحا لجميع المعنيين من اللاجئين إلى شركات البناء.

 العقبة الرئيسية الثانية لهذا المشروع السكني هي ميليشيا ي ب ك ودعمها المستمر من قبل القيادة المركزية الأمريكية. وما لم تتحرر المنطقة من تلك الميليشيا، فسوف يتردد اللاجئون في العودة، خاصة الأكراد السوريين الذين تنظر إليهم ي ب ك على أنهم خونة ومتعاونون. وعلاوة على ذلك، اتفق مسؤولو القيادة المركزية الأمريكية وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"/ ي ب ك على أنه لا يمكن للاجئين العودة إلا عند اكتمال الاستعدادات، وعلى أنه يجب فحص اللاجئين، وعلى السماح بالعودة فقط لمن لا تثبت صلته بالمنظمات الإرهابية والجرائم. على الرغم من المفارقة في أن مثل هذا الشرط يصوغه كيان مرتبط بالإرهاب، فإن هذا الشرط الأصلي سيحد من عودة اللاجئين.

منذ متى يتم تقييد حرية الحركة قانونيًا داخل سوريا بالنسبة للسوريين؟ وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، هناك 6.2 مليون شخص، من بينهم 2.5 مليون طفل، نزحوا داخل سوريا، وهم أكبر عدد من النازحين داخليًا في العالم. أصبحت الحياة في جزء آخر من سوريا حقيقة واقعة للسوريين. كما أظهرت التجربة في منبج صعوبات استخدام عملية التسجيل لكثير من الناس، فكثير ممن عاشوا هناك لسنوات وحتى ذهبوا إلى المداس لم يسجلوا قط. كما أن العديد من الأشخاص، وخاصة الأكراد السوريين، ليس لديهم أي مستندات مناسبة.

في هذا الصدد، يجب ألا يقلل أحد من رغبة الشعب السوري في العودة إلى وطنه بمجرد إزالة العقبات. الشيء الوحيد الذي يحتاجه السوريون هو إطار على الأرض يتيح عودتهم والعيش في سلام. بعد ذلك ، فإن معظم السوريين أكثر استعدادا لإعادة بناء بلدهم.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس