شيبنم بورصالي – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

تحول النقاش حول المنطقة الآمنة في سوريا إلى ساحة هامة لاختبار العلاقات التركية الأمريكية والشراكة الاستراتيجية بين أنقرة وواشنطن.

السبب في غاية الوضوح، مع الأسف الولايات المتحدة بلد لا يفي بتعهداته ويناقض مبادئه والمبادئ الدولية، ولا يتورع عن استهداف شريكه الاستراتيجي في سبيل أهدافه الاستراتيجية. 

أتحدث هنا عن المخاوف والبدائل حول مدى التزام الولايات المتحدة بالاتفاق الذي توصلنا إليه معها بخصوص إنشاء المنطقة الآمنة في شمال سوريا وتشكيل مركز عمليات مشتركة.

لا بد من التأكيد أن العزم على تحقيق الأمن القومي هو أهم من كل شيء، وهو الهدف النهائي لتركيا.

التهديد الإرهابي القادم من سوريا بالنسبة لتركيا أمر لا يمكن التعامل معه بأي حلول وسط. أجندة تركيا واضحة بما في ذلك العملية العسكرية في شرق الفرات ضد هذه الخطر. 

تركيا متحمسة للغاية من أجل إيجاد حل مشترك مع الولايات المتحدة، لكن ما أن تشعر بأن هذه الأخيرة تسعى للمماطلة من جديد فإن الخطة (ب)، وحتى (ج)، جاهزة وليس من الصعب التكهن بطبيعة هذه الخطط. 

موقفنا الحازم في هذا الخصوص أعلنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بيان بمناسبة عيد الأضحى.

أردوغان أوضح أن أغسطس/ آب هو شهر تحققت فيه كل الانتصارات الهامة في التاريخ التركي، مشيرًا إلى أن نصرًا جديدًا سيتحقق عما قريب. 

بعد رسالة أردوغان هذه بدأ القلق يسري في الولايات المتحدة، فعمليتا درع الفرات وغصن الزيتون نُفذتا رغم أنف الولايات المتحدة وجميع القوى العظمى. 

وموقف تركيا الحازم هذا أصبح بمثابة دليل بالنسبة للولايات المتحدة أن المؤشرات على عملية عسكرية في شرق الفرات، ليست عن عبث. 

خط أحمر بالنسبة لتركيا هو تنظيم "ي ب ك"، الذي أعلنته الولايات المتحدة "حليفها في المنطقة" وأمدته بالسلاح والعتاد رغم اعتراضات أنقرة. 

لكن ما تفهمه الولايات المتحدة من المنطقة الآمنة منذ البداية هو إنشاء منطقة تحمي المواقع التي يسيطر عليها "ي ب ك".

في حال إصرار الولايات المتحدة على موقفها هذا فإن من الواضح أن تركيا لن تقبل به أو تتحمله. 

خلاصة الكلام أن ما يحدث اليوم في المنطقة هو استمرار المساعي لتنفيذ مخطط عمره مئتي عام. 

"ي ب ك"، وهو ذراع "بي كي كي" في سوريا، بمثابة أداة تستخدمها الولايات المتحدة لإعادة تشكليل المنطقة. أما تركيا فلا جدل في صدقها وعزيمتها في الملف السوري.

ذهن الولايات المتحدة مشوش لكن هذه ليست مشكلتنا، والمسار المزمع رسمه في شرق الفرات سوف يحدد جهة المرحلة القادمة. 

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس