شبنم بورصالي – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

خلال متابعاتي في رحلاتي الخارجية والاجتماعات الدولية أدرك وألاحظ بشكل أفضل أين كانت تركيا في الماضي وأين أصبحت اليوم. 

بصفتي صحفية تعمل منذ التسعينات وتتابع مثل هذه الاجتماعات، أرى أن المقارنة واضحة بالنظر إلى أيامنا هذه. 

في تلك الفترة كانت تركيا، على صعيد السياسة الخارجية، تدخل أجواء الأنظمة القائمة والتطورات الحاصلة في وقت لاحق أو لا تدخل على الإطلاق. 

يمكنني القول بكل صراحة إن تركيا كانت بلدًا يدفع الثمن، لا يملك تقريبًا حق الكلام، ويتخذ المواقف بحسب ما تطلبه القوى العظمى، بلد يتبع سياسة خارجية تكتفي بما يُعطى إليه ويقف موقف المدافع عن نفسه دائمًا. 

وباستطاعتنا القول إن تركيا كانت مسلوبة الحقوق في معظم الأحيان، بل لم يكن أحد يعترف بحقوقها. 

لكن ما الذي تغير؟

خرجت تركيا منذ زمن من موقع البلد الذي يُدعى أو لا يُدعى إلى الاجتماعات والمؤتمرات الدولية. أصبحت هي بنفسها تعقد الاجتماعات وتقرر من ستتم دعوته إليها وأين سيجلس.

ولا يقتصر الأمر على الدبلوماسية فحسب، فقد أصبحت تركيا قوة مؤثرة بحيث تفسد آلاعيب البلدان المعروفة بأنها قوى عظمى، من خلال وجودها ميدانيًّا. انظروا إلى سوريا وليبيا وشرق المتوسط. 

لم يستطع أي بلد التفوه ولو بكلمة واحدة ضد سياسة تركيا المشروعة تمامًا والمتوافقة مع القانون الدولي في الملف الليبي.

على العكس، كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الزعيم الوحيد الذي أعرب عن اعتراض بلاده على سياسات البلدان الأخرى البعيدة عن الشرعية والإنسانية. 

كما اعترض بقوة على الاتحاد الأوروبي، الذي طلب تنسيق وقف إطلاق النار والعملية السياسية في ليبيا، وأكد على ضرورة إشراف الأمم المتحدة على العملية، وهذا ما حظي بالقبول.

النقطة الوحيدة التي لم تكن محل نقاش هي أن تركيا مفتاح السلام في ليبيا. وبصفتها دولة قوية، تركيا مصممة على تلبية تطلعات الضعفاء والمظلومين في إطار القانون الدولي. 

فليت المعارضة بالداخل تدرك هذه الحقيقة التي يراها العالم، وتتخذ موقفًا مشتركًا في مواجهة العالم الخارجي على الأقل في القضايا الوطنية. 

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس