شبنم بورصالي – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

من المهم جدًّا بالنسبة لمنطقتنا وحتى للتوازنات العالمية موافقة الأطراف في ليبيا وإدلب على وقف إطلاق النار، وإن لم يُعرف مدى صموده. 

أعتقد أن كل المنصفين يجمعون على أن الدبلوماسية المكوكية لتركيا بخصوص وقف إطلاق النار في ليبيا، واتخاذها قرارًا بإرسال قوات إليها بناء على طلب حكومتها الشرعية، لعب دورًا كبيرًا في إعلان وقف إطلاق النار.

أشارت الأخبار الواردة منذ 5 أيام من ليبيا إلى أن قوات حكومة الوفاق الوطني تعود إلى مواقعها التي كانت فيها قبل 15 يومًا وأنها أطلقت هجمات مضادة. 

رغم أن المعارضة التركية طلبت "التركيز على الدبلوماسية" عقب قرار إرسال القوت إلا أن من الواضح للعيان اتباع تركيا دبلوماسية مكوكية. 

السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ماذا يعني وقف إطلاق النار، الذي أقره أطراف النزاع في ليبيا، بالنسبة لتركيا؟

ينبغي أن نوضح بأن تحالف اليونان وقبرص الجنوبية وإسرائيل ومصر وضع خطة في شرق المتوسط ترمي إلى حبس تركيا في خليجي أنطاليا والإسكندرونة. 

أحبطت تركيا هذه الخطة من خلال توقيع مذكرة تفاهم حول تحديد مناطق الصلاحية البحرية.

لكن بعد توقيع المذكرة استخدمت اليونان وقبرص الجنوبية وإسرئيل والإمارات وفرنسا، الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، وسعت للإطاحة بالحكومة الشرعبة وفرض أمر واقع. 

ونظرًا لإدراك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مسألة فرض الأمر الواقع في المنطقة فقد أحال مذكرة إلى البرلمان للحصول على تخويل وقرر إرسال قوات إلى ليبيا. 

لا شك أن القرار كان له الإسهام الأكبر في إثمار الدبلوماسية التركية، لأنه دون الدبلوماسية القوية لا يمكن التقدم قيد أنملة في هذه المنطقة، وأعتقد أن الكل بدأ يدرك ذلك. 

أظهرت تركيا للجميع وعلى رأسهم اليونان وقبرص الجنوبية وإسرئيل والإمارات ومصر أنها لن تسمح بأمر واقع عسكري ضد حكومة الوفاق الليبية. 

اتضح بجلاء من الآن فصاعدًا أنه لا يمكن الإقدام على أي خطوة رغمًا عن تركيا في المفاوضات السياسية بخصوص حل الأزمة الليبية. 

ستواصل تركيا تقديم الدعم القوي للحل في ليبيا في ضوء مصالحها القومية وسلامة المنطقة سواء في مؤتمر برلين المزمع انطلاقه في الأيام القادمة أو في المحافل الدولية الأخرى.

وختامًا، يمكنا إيجاز السياسة الخارجية التركية الفعالة والمثمرة، خصوصًا في السنوات الأخيرة بالقول: اتباع دبلوماسية بلا قوة عسكرية يشبه أداء الموسيقى بدون آلات..

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس