ترك برس 

على الرغم من العلاقات الطيبة التي تجمع أنقرة وطهران في الحالي، فإن طموحات إيران التوسعية ورغبتها في الحصول على سلاح نووي والتأثير في العالم الإسلامي، تقف عقبة أمام تحالف حقيقي بين البلدين، بحسب دراسة نشرها مركز بيغن السادات للدراسات الإسرائيلية. 

وتقول الدراسة التي أعدها الدكتور، ألون دوينياس، إن "المخاوف المشتركة بشأن سوريا دفعت إلى تعميق العلاقات بين أنقرة وطهران، كما يتضح في كثير من الاجتماعات رفيعة المستوى التي عقدت في السنوات الأخيرة بين المسؤولين في كلا البلدين، ولا سيما بين الرئيسين أردوغان وروحاني، إلى جانب مؤتمرات القمة حول سوريا بين تركيا وروسيا وإيران."

واضاف أنه "ليس سرا أن إيران المحاصرة أرادت دائمًا الاقتراب من تركيا المجاورة، وكلما كان هناك حزب أكثر توجهًا نحو الإسلام في السلطة في أنقرة، فإن الإيرانيين يقتربون أكثر. حدث هذا في التسعينيات، عندما كان أربكان في السلطة، ويحدث الشيء نفسه اليوم مع حكومة حزب العدالة والتنمية."

ولفت إلى أن القيام بذلك منطقي من منظور إيراني لعدة أسباب: 

 أولًا، أن تركيا سوق اقتصادية كبيرة بشكل عام، وسوق محتملة ضخمة للنفط الإيراني على وجه الخصوص. ثانيًا، تركيا قوة إقليمية عظمى، لذلك من الحكمة أن تكون إلى جانب إيران. ثالثًا وهو الأهم، أن عدد الآذريين الأتراك في إيران يقدر بنحو ربع السكان الإيرانيين، ولذلك فمن المنطقي الحفاظ على التقارب مع أكبر وأهم بلد تركي في العالم.

ولكن الباحث الإسرائيلي استدرك أن من المشكوك فيه أن يحدث مزيد من التقارب بين أنقرة وطهران، نظرا لوجود عقبات رئيسية تحول دون ذلك. 

وأوضح أن "تركيا جمهورية علمانية معظم سكانها من المسلمين السنة، في حين أن إيران جمهورية إسلامية غير ديمقراطية معظم سكانها من الشيعة، ولكل بلد وجهة نظر مختلفة تماما حول الإسلام، تصل إلى حد الصدام."

وعلاوة على ذلك، "لدى تركيا ما يدعو للقلق بشأن طموحات طهران الإسلامية العالمية لأن إيران تؤثر في جميع الدول الإسلامية المحاذية لتركيا. صحيح أنه في سوريا، لا يريد أي من البلدين رؤية دولة كردية مستقلة، ويفعلان ما في وسعهما لمنع حدوث ذلك، ولكن البلدين على طرفي النقيض من نظام الأسد."

ويضيف أن "تركيا لا تريد مشاهدة نظام الأسد وهو يذبح مزيدا من السنة، في حين تدعم طهران النظام الذي لا يدير هذه المذابح فحسب، بل يدفع الملايين إلى الفرار من سوريا، وغالبًا إلى تركيا، حيث يشكلون عبئًا كبيرًا."

ويضرب الباحث مثالا آخر لتعزز النفوذ الإيراني بالحالة العراقية بعد سقوط نظام صدام حسين، حيث اضطلعت إيران بدور متزايد في الشؤون الداخلية  للعراق. وبهذا أصبحت تركيا معزولة جغرافيا عن بقية العالم السني، حيث إن الدول المجاورة لها إما مسيحية أو شيعية. في هذه الحالة ، فإن تركيا لا تريد أن ترى تعاظم النفوذ الإيراني على حدودها. 

ويشير الباحث إلى أن تركيا وإيران تتنافسان أيضا على النفوذ في جمهوريات آسيا الوسطى المسلمة.

وأوضح أن معظم سكان هذه الدول من العرق التركي، وينظرون إلى تركيا بوصفها نموذجا يحتذى به، كما أن الأيديولوجية القومية التركية شائعة في بعض هذه البلدان، ويرغب قادتها في الحفاظ على علاقات جيدة مع أنقرة. "لكن إيران، الأقرب جغرافيا، ترغب بشدة في مد نفوذها ونشر مبادئ ما تسميه الثورة الإسلامية."

ورأى الباحث أن "الطموح الإيراني الشيعي للتأثير في العالم الإسلامي، وسعي طهران الحثيث للحصول على للأسلحة النووية، ليسا في صالح تركيا."

ويضيف عاملا آخر يحول دون مزيد من التقارب بين البلدين، وهو أن تركيا جزء من حلف  الناتو وتحتفظ بعلاقات مع كل من الولايات المتحدة واسرائيل اللتين "تعدهما طهران عدوا لها". وعلاوة على ذلك توقفت أنقرة عن شراء النفط الإيراني في شهر أيار/ مايو نتيجة العقوبات الأمريكية.

وختم الباحث بالقول، بأن تركيا وإيران تتقاربان حاليا بفضل مصالحهما المشتركة، خاصة في سوريا. لكن العديد من العقبات تقف في طريق قيام تحالف حقيقي بينهما. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!