ترك برس 

استبعد علي باكير الباحث بمركز الشرق الأوسط للدراسات (أورسام) في أنقرة أن تقدم تركيا في الوقت الحالي على شراء أي من المقاتلات الروسية Su-35 أو Su-57 على الرغم من الاهتمام الذي أبدته في الآونة الأخيرة. 

وأوضح باكير في مقال نشرته صحيفة The New Arab أن عدم تقدم تركيا حتى الآن بطلب رسمي إلى السلطات الروسية لشراء المقاتلات، يدعم هذا الرأي، مضيفا أن هناك عدة أسباب يمكن أن تفسر لماذا لن تقدم أنقرة على خطوة مماثلة لما فعلته عند شراء صواريخ إس 400. 

ووفقا للباحث، فإن استبعاد تركيا تماما من برنامج إنتاج المقاتلة  F-35 هو عملية طويلة من المتوقع أن تمتد حتى آذار/ مارس 2020، أي قبل شهر واحد من النشر المتوقع لصواريخ  S-400. وهذا يعني أنه لا تزال هناك فرصة ضئيلة لأن تتمكن كل من تركيا والولايات المتحدة من حل خلافاتهما والتوصل إلى حل وسط بشأن هذه القضية.

وأشار باكير في هذا الصدد إلى تصريح السيناتور، ليندسي جراهام، من أن على الولايات المتحدة وتركيا "إيجاد طريقة لتفادي الأضرار التي لحقت بالعلاقة جراء تشغيل تركيا منظومة الصواريخ S-400".

وكانت تقارير تحدثت عن أن الولايات المتحدة قدمت عرضًا لتركيا مفاده أنه إذا لم تقم بتنشيط S-400، فلن تفرض واشنطن عقوبات على أنقرة وستكون على استعداد لمناقشة اتفاقية التجارة الحرة معها.

وعلى ذلك، فإن الأشهر المقبلة، ستكون حاسمة من حيث تحديد ما إذا كان سيتم التوصل إلى حل وسط من هذا القبيل. وإذا فشل الجانبان في حل هذه المشكلة، فعندئذ فقط يمكن أن يصبح الحديث عن شراء المقاتلات الروسية جادا.

ويذكر باكير أنه حتى لو تحقق السيناريو الأخير وأخفقت واشنطن وأنقرة في التوصل إلى اتفاق، فيجب أن يؤخذ في الحسبان أن الطائرة SU-35 هي مقاتلة من الجيل الرابع، وهذا يعني أنها ليست البديل المناسب للمقاتلة  F-35 من الجيل الخامس. 

وعلاوة على ذلك، فإن شراء طائرة مقاتلة روسية مع توافر البدائل الأوروبية قد يخلق أيضًا خلافًا جديدًا ليس مع الولايات المتحدة هذه المرة، ولكن مع دول الناتو الأخرى في وقت لا تحتاج فيه أنقرة إلى نزاع جديد مع حلفائها.

وأوضح أنه إذا كانت أنقرة مجبرة على شراء مقاتلة من الجيل الرابع، فقد يكون من المنطقي عندئذ شراء طائرة مقاتلة أوروبية مثل رافال أو تايفون، وليس المقاتلة الروسية، وسيكون هذا متوافقًا مع التوجه الجيواستراتيجي والاقتصادي لأنقرة ويمكن أن يمهد الطريق لخلق فرص رائعة لكلا الجانبين.

ولفت إلى أن هذا الخيار الأخير لا يعمل فقط على تقوية العلاقات التركية الأوروبية سياسيًا واقتصاديًا، ولكنه يعزز أيضًا موقع أنقرة في الناتو ويفتح مزيدًا من الأبواب للتعاون العسكري في المستقبل مع الدول الأوروبية.

أما فيما يتعلق بالمقاتلة الروسية Su-57، فيذكر الباحث أنه على الرغم من أنها مقاتلة من الجيل الخامس وثبت أنها بديل أرخص من F-35، فإن تركيا قد ترغب على الأرجح في المشاركة في عملية الإنتاج بدلًا من مجرد شراء الطائرة. ومن المستحيل أن تقدم تركيا على هذه الخطوة قبل أن تفقد الأمل تمامًا في الانضمام إلى برنامج F-35 والحصول على طائراتها.

وعلاوة على ذلك، لن توافق موسكو أبدًا على السماح لأنقرة بالمشاركة في عملية إنتاج Su-57. وحتى إذا وافقت، فهذا يعني أن شركات الدفاع التركية ستفقد فرص العمل مع الولايات المتحدة وأوروبا وتخاطر بالعقوبات الأمريكية في الوقت نفسه.

وبعبارة أخرى، فإن قبول العروض الروسية المتعلقة بسو 35 أو سو 57 - في الوقت الحالي سيمنع فرص حل نزاع إف 35 بين تركيا والولايات المتحدة.

كما أن هناك سببا آخر يمنع شراء المقاتلة الروسية في هذه الظروف، لأن ذلك سيؤدي، وفقا لباكير، إلى  تسريع العقوبات التي تفرضها واشنطن على أنقرة، ومن الصعب تخيل أن تسير تركيا وفقًا لإرادتها تجاه هذا الموقف، في حين لا يزال هناك أمل في أن تتمكن من الاحتفاظ بمقاتلات إف 35 واستئناف دورها في إنتاجها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!