ترك برس

قال خبراء اقتصاديون إن تراجع الليرة التركية "لحظي" ولن يدوم طويلًا، وإن له تأثيرات إيجابية وسلبية في نفس الوقت.

وانخفضت الليرة التركية مقابل الدولار الخميس على خلفية العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا شرق نهر الفرات بسوريا. 

واستنادًا إلى تقييمات خبراء، أكّد تقرير لشبكة الجزيرة القطرية أن تراجع العملة التركية ليس شرا كله فهناك رابحون وهناك خاسرون.

وأشار التقرير إلى تعرض الليرة لضغوط منذ أعلن البيت الأبيض عن انسحاب قوات أميركية من المنطقة السورية قرب الحدود مع تركيا.

ويشعر المستثمرون بالقلق بشأن عقوبات أميركية مقترحة على تركيا بعد بدء التوغل، بما في ذلك استهداف التعاملات العسكرية لأنقرة وأصول أميركية خاصة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفق ما نقلت رويترز.

لكن بعض الخبراء يعتقدون بأن الولايات المتحدة بضغوطها تقدم خدمة لتركيا، حيث إن تراجع الليرة يعزز الصادرات التركية نحو الخارج ومن ثم تقليص العجز التجاري.

يقول الرئيس التنفيذي لشركة الدار لأعمال الصرافة بقطر جمعة المعضادي، إن تركيا ليست بالدولة الصغيرة فهي اقتصاد يندرج ضمن الدول العشرين الصناعية الكبرى عبر العالم.

ويضيف أن أنقرة ترغب في أن تعزز حضورها على الساحة الاقتصادية الدولية، لذلك فإن أي تراجع للعملة في سياق دولي تطبعه الحروب التجارية، يمنح تركيا فرصة إضافية لدعم صادراتها نحو العالم.

وإذا كان انخفاض الليرة -مثل كل عملة لدولة صناعية- يؤثر بالسلب على بعض المتعاملين، فإن تراجع العملة التركية يفيد متعاملين آخرين.

يعدد جمعة المعضادي عددا من الأطراف التي تربح بسبب انخفاض العملة، ويتحدث في هذا السياق عن بعض هؤلاء الرابحين:

** الشركات التركية المصدرة إلى الخارج، حيث إن انخفاض الليرة يمنحها قدرة تنافسية أكبر وفرصة لبيع السلع بوتيرة أفضل.

** المستثمرون الأجانب، لكون تراجع الليرة يحفزهم على دخول السوق التركية لاقتناص الفرص الاستثمارية بأقل كلفة.

** السياح الأجانب، لأن تراجع الليرة أمام العملات الصعبة يجعل السياحة في تركيا أقل كلفة.

وتحدث المعضادي بالمقابل عن بعض الخاسرين جراء تراجع الليرة التركية:

** الشركات المستوردة من الخارج، لأنها تدفع مبالغ أكبر مقابل استيراد السلع والخدمات.

** المستهلكون بالداخل، لكون انخفاض الليرة يدفع إلى ارتفاع الأسعار بالداخل ومن ثم زيادة معدلات التضخم.

ويقول جمعة المعضادي، إن القيادة التركية بإمكانها تخفيف حدة الخسارات من خلال توظيف المبالغ المتحصل عليها من ارتفاع مستوى الصادرات في امتصاص أي صدمة للأسعار داخليا.

لكن جمعة المعضادي حذر من أن حالة الاستقطاب السياسي في تركيا ربما تعرقل اتخاذ القرارات بالسرعة المطلوبة، مما قد يقلل من حظوظ امتصاص الآثار السلبية.

من جهته، يرى الخبير المصري عمرو السيد أن كل أزمة تخلق فرصا، وقال إن تراجع الليرة لحظي ولن يدوم طويلا.

وأضاف أن العملة التركية رغم تراجعها فإنها تستند إلى اقتصاد متين قد يعيدها إلى الصعود ثانية.

وأشار إلى أن الليرة التركية نجحت خلال أزمتها العام الماضي في العودة بقوة، ولفت إلى أن العلاقات التركية الأميركية مهما تأثرت إلا أنها لا تدوم طويلا لكون هناك وعي دولي بالدور الذي تلعبه أنقرة في أمن واستقرار المنطقة.

وتوقع عمرو السيد أن تتعافى الليرة التركية سريعا، مشيرا إلى أن تراجع أي عملة يمنح الدولة فرصة لتعظيم صادراتها نحو الأسواق الخارجية.

تطورات اقتصادية

** ارتفاع كبير في قيمة صادرات تركيا من المنتجات والسلع بنسبة 15.7% على أساس شهري في سبتمبر/أيلول الماضي، حيث بلغت أكثر من 15 مليار دولار.

** بلغت واردات البلاد خلال سبتمبر/أيلول الماضي نحو 17 مليارا بزيادة 0.15% مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي.

** تراجع في العجز التجاري الخارجي في سبتمبر/أيلول الماضي بنسبة 59.2% إلى 21.4 مليار دولار بعد أن كان 52.5 مليارا في سبتمبر/أيلول 2018.

** انخفاض معدل أسعار المستهلك (التضخم) إلى خانة الآحاد على أساس سنوي خلال سبتمبر/أيلول الماضي ليبلغ 9.26%، وذلك للمرة الأولى منذ يوليو/تموز 2017.

** ميزان المعاملات الجارية التركي المجمع لاثني عشر شهرا سجل فائضا للشهر الثاني على التوالي في يوليو/ تموز الماضي عند 4.45 مليارات دولار، بعد أن سجل عجزا لمدة 17 عاما تقريبا، مستفيدا من تراجع الليرة التركية وتزايد إيرادات السياحة وانكماش العجز التجاري.

** وصل عدد السياح الأجانب في تركيا إلى 24.7 مليون سائح خلال أول سبعة أشهر من 2019، محققا زيادة بنسبة 14%.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!