ترك برس 

أجمعت التحليلات الإسرائيلية على أن الاتفاق التركي الأمريكية الذي يقضي بانسحاب الميليشيات الحليفة لأمريكا من على طول الحدود السورية التركية، ضربة لتل أبيب وحلفائها وانتصار للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي نجح في فرض إملاءاته على الرئيس الأمريكي ترامب.  

وفي صحيفة جلوبس، كتب ران داجوني، إن "اتفاق وقف إطلاق النار السوري الذي وقعه نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ضربة قاتلة لتطلعات الأكراد إلى وطن قومي، ويرسخ الوجود التركي في سوريا، ويمنح إيران المجال بالقرب من إسرائيل ويعطي الضوء الأخضر لتعميق الوجود الروسي في سوريا."

ورأى داجوني أن ما وصفه "بالفشل يمكن تلخيصه في ثلاث جمل: تغلب أردوغان على دونالد ترامب. تركيا تخضع الولايات المتحدة بالقوة. إدارة ترامب تخون الأكراد للمرة الثانية خلال أسبوعين."

وأضاف أن هذا هو "أكبر فشل دبلوماسي واستراتيجي لترامب منذ دخول البيت الأبيض قبل أقل من ثلاث سنوات بقليل، ولا يمكن التهرب من المقارنة الواضحة بين التخلي عن الأكراد وتخلي رئيس وزراء بريطانيا، نويل تشمبرلين، عن تشيكوسلوفاكيا عام 1938."

وأردف أن ترامب يقول إنه كان بحاجة إلى "قطرة من الحب القاسي"، وفرض عقوبات على تركيا لإقناع أردوغان بالموافقة، لكنه لم يكلف نفسه عناء تفسير ما قدمه حاكم تركيا خلال المفاوضات، وما هي التنازلات التي قدمها؟ والجواب هو عدم تقديم تنازلات، فقد حصل أردوغان على ما يريده: قطاع أمني بطول 20 كيلومترًا داخل سوريا على طول الحدود مع تركيا، والتي كانت في البداية هدف العملية العسكرية التركية.

وينقل المحلل الإسرائيلي في هذا الصدد ما صرح به أريك أدلمان، السفير الأمريكي السابق في تركيا والمسؤول في البنتاغون في عهد جورج دبليو بوش، من أن "الأتراك لم يتخلوا عن أي شيء."

وتساءل داجوني: "لماذا تراجع ترامب أمام أردوغان؟ أوعلى حد تعبير السناتور الجمهوري، مايك رومني: "هل أعطى ترامب كل شئ لأردوغان؛ لأن أردوغان كان مقنعا بشكل خاص، أو بسبب شيء آخر - المصالح التجارية لترامب في تركيا، أو رغبته في التخلص من الشرق الأوسط؟".

وفي صحيفة معاريف دعا المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي، أفي ينياهو، إلى الضغط على ترامب، وعلى صفحات الشبكات الاجتماعية، وعلى أعضاء الكونغرس الأمريكي، والمطالبة بعقد مناقشة في الأمم المتحدة لبحث العملية العسكرية التركية في شمال تركيا.

وبدأ بنياهو مقاله بانتقاد سياسة الرئيس الأمريكي في الشرق الأوسط بوصفها سياسة متقلبة، فهو يعيد تشكيل الشرق الأوسط: يعزز الإيرانيين وداعش وتركيا، ويجعل بوتين المتحكم في المنطقة ويزيد من سوء الموقف الاستراتيجي لإسرائيل.

وطالب بنياهو رئيس الحكومة ومسؤولي الأمن والحكومة الأمنية المصغرة  إجراء عملية لتقييم الوضع وتحديد الحالات الممكنة وردود الفعل على التحركات الأمريكية في الشرق الأوسط خلال عهد ترامب.

وفي موقع والا الإخباري، وتحت عنوان "ترامب تفاخر باتفاق مع تركيا، لكنه قبل جميع شروط أردوغان"، كتب المحلل أورن نهاري، إن الاتفاقية التي تم التوصل إليها تعني من البداية إلى النهاية قبول الشروط التركية وحقيقة أن تركيا لها الحق في غزو سوريا، للقيام بتطهير عرقي للأكراد، والقضاء على القوة التي تقاتل (داعش) وهو ما يفتخر به ترامب.

وانتقد نهاري سياسة الرئيس الأمريكي ترامب في المنطقة، ورأى أنه "نجح في تقوية أعداء الولايات المتحدة، وإلحاق الأذى بمصالحها هي وبمصالح حلفائها الذين يتناقصون ويتساءلون هل سيكون لديهم من يعتمدون عليه في يوم القيامة؟ والجواب حسب ترامب، كلا إلا إذا دفعتم."

ووفقا للمحلل الإسرائيلي، فإن الرئيس التركي، استنتج خلال محادثته الهاتفية مع ترامب قبل أسبوعين الاستنتاج المنطقي الذي سيحصل عليه أي شخص في وضعه: إذا طلب من الرئيس الأمريكي سحب القوة الأمريكية الموجودة في المنطقة، واستجيب له ترامب دون للتشاور أو التفكير، فهو في الواقع يعطيه ضوء أخضر لدخول سوريا. 

وفي  موقع والا الإخباري أيضا تحدث المحلل العسكري،أمير بوحبوط، عن المخاوف الأمنية الإسرائيلية من الانسحاب الأمريكي من سوريا، وتأثير ذلك على إسرائيل. 

وكتب بوحبوط أن "هجوم إيران والحوثيين على السعودية بصواريخ موجهة وطائرات مسيرة، وانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وفتح المعبر البري بين العراق وسورية، وحرب تركيا على التنظيمات (الانفصالية) الكردية، يزيد من احتمالات حصول تغييرات على الحدود، إضافة إلى التهديدات الناجمة عن هروب أسرى تنظيم داعش من السجن، والجهود الإيرانية في استغلال الأحداث الإقليمية لتغيير موازين القوى، وشن هجوم على أهداف إسرائيلية."

ولفت إلى أن التقديرات الإسرائيلية حتى قبل توقيع الاتفاق الأمريكي التركي كانت تشير إلى إن هدف الرئيس التركي كان استنزاف الولايات المتحدة، ودفعها إلى التماشي مع واقع خلق حزام أمني على طول الحدود التركية مع سورية. وما دامت الولايات المتحدة تخزن أسلحة إستراتيجية في القاعدة العسكرية التركية إنجرليك، فإن تقدير أردوغان أنه بإمكان إردوغان مواصلة الاحتكاك مع البيت الأبيض، دون أن يسارع الأخير إلى كسر قواعد اللعبة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!