ترك برس

تتباين آراء الخبراء والمحللين بشأن أسباب تركيز قوات عملية "نبع السلام" على تحرير منطقة "تل تمر" في الشمال السوري.

وفي 9 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أطلق الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من التنظيمات التي تصنفها أنقرة بالإرهابية، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

وفي 17 من الشهر نفسه، علق الجيش التركي العملية بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب "الإرهابيين" من المنطقة، وأعقبه اتفاق مع روسيا في سوتشي 22 من الشهر ذاته.

وبحسب تقرير لصحيفة "عربي21" الإلكترونية، تستمر الاشتباكات على أطراف بلدة "تل تمر" في محور "رأس العين"، التي تعد بلدة استراتيجية، لا سيما مع إعلان الجيش الوطني السوري المعارض، استئناف عملية "نبع السلام" فيها، حتى السيطرة عليها.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه التطورات تثير تساؤلات عن الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة التي باتت هدفا لفصائل المعارضة السورية.

وأكّدت أن "تل تمر" أولى المناطق التي دخلتها قوات النظام السوري وانتشرت فيها، بموجب الاتفاق الذي وقعه نظام الأسد مع ميليشيات "قسد"، بالتزامن مع عملية "نبع السلام"، التي أطلقها الجيش التركي، في 9 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

المحلل السوري أحمد الطيب، يرى أن لـ"تل تمر" أهمية استراتيجية، لا سيما أنها تتميز بأنها تمثل "عقدة مواصلات" في محافظة الحسكة.

وأوضح الطيب أن تل تمر يتفرع منها طريق حلب "أم 4" إلى الحسكة والقامشلي، ويمر فيها طريق رأس العين الحسكة. وفق "عربي21".

وتبعد تل تمر 40 كيلومترا عن الحسكة و35 كيومترا عن رأس العين. وتعد كذلك الرابط الرئيس ما بين دول الجوار الثلاث لبنان وتركيا والعراق، ما يزيد من أهميتها.

ولفت الطيب إلى أن تل تمر، تعد "أكبر تجمع قروي آشوري على ضفاف نهر الخابور"، لا سيما أن قرى آشورية تنتشر على الطريق الواصل بين تل تمر ورأس العين، وهي تل طويل وتل جمعة وتل كيفجي وتل قربيط.

وتهتم أمريكا بتل تمر، لا سيما أنها سبق أن أعادت بعض جنودها إليها، بعد انسحابها منها، بالتزامن مع بدء عملية "نبع السلام" التركية حينها.

من جانبه، اعتبر العميد الركن المتقاعد، والخبير العسكري السوري، أحمد الرحال، أن "ما يحصل في شرقي الفرات عامة وتل تمر خاصة، لا ينبع من أهمية تلك المناطق في سوريا، بقدر أهمية أن كل دولة تسعى لتمكين مناطق نفوذها". 

وأوضح أن "أمريكا مع قسد من جهة، وروسيا مع النظام السوري من جهة، وتركيا مع الجيش الوطني المعارض، بالإضافة لفيتو دخول إيران لتلك المنطقة، كل ذلك جزء من الخرائط الجديدة التي يحاول أن يرسمها النفوذ الإقليمي والدولي".

وأضاف أن "الصراع اليوم ليس على نصرة الأسد أو إسقاطه، بل الصراع على النفوذ لتلك الدول في الملف السوري".

ولفت إلى أن "تل تمر تأتي في صراع من يستحوذ عليها، فأمريكا عادت إليها، والنظام السوري يحاول أن يسيطر عليها، وقسد تريد البقاء فيها، بالتالي نحن أمام صراع نفوذ دولي في خريطة الحل النهائي في سوريا".

وقال: "في النهاية ستكون هناك مناطق نفوذ للدول المتواجدة في سوريا، وكل طرف سيتواجد في الحل السياسي سيشارك بناء على حجم نفوذه في الداخل السوري، بالتالي فإن هذا هو الصراع حول تل تمر وغيرها".

واعتبر الرحال أن ما يحصل من معارك تدور في تل تمر ومحيطها، وشرق رأس العين، "حرب في الوكالة". 

وعلل ذلك بأن "الجيش الوطني لا يقاتل هناك لإسقاط الأسد، بل لتحقيق المطلب التركي، ونظام الأسد لا يقاتل من أجل السيادة السورية بل يحاول أن يحقق ما تطلبه منه موسكو، وكذلك قسد تقاتل وفق ما تطلب منها الولايات المتحدة الأمريكية". 

وختم بالقول: "الأطراف الداخلية السورية، باتت اليوم أدوات لتحقيق المشروع الخارجي للدول المتحكمة في سوريا".

وتتهم المعارضة وتركيا، "قوات حماية الشعب - YPG" بإطلاق النيران من "تل تمر" التابعة للحسكة، على الجنود الأتراك و"الجيش الوطني السوري".

ميليشيات "وحدات حماية الشعب - YPG" تستخدم اسم "قوات سوريا الديمقراطية - قسد"، وتتبع لتنظيم "حزب العمال الكردستاني - PKK" المصنف في قوائم الإرهاب. 

وهذه الميليشيات متهمة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في المنطقة، عبر تهجير السكان وممارسة التطهير العرقي وتجنيد الأطفال قسرًا، ورغم ذلك تحظى بدعم كبير من البلدان الغربية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!