ترك برس

قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن، إن معلومات وصلته من مصادر مختلفة وقنوات رسمية وغير رسمية، عن امتنان جمهورية مصر العربية من الاتفاقية البحرية المبرمة بين تركيا وليبيا.

جاء ذلك في تصريحات خلال مشاركته ببرنامج على قناة تلفزيونية محلية، الأحد، حيث أوضح أن المكالمة الهاتفية ستجري بعد ظهر اليوم.

وقال في هذا الخصوص :" في الواقع إن مصر أيضا سعيدة جدا بالاتفاقية التي أبرمناها مع ليبيا، بشأن تحديد مناطق الصلاحية البحرية، والمسؤولون المصريون قالوا ذلك، لقد اتسعت منطقتهم".

وتابع : "لا يوجد لدينا حاليا تواصل مع الحكومة المصرية، لكنهم يدركون أيضا، أنه لا يمكنهم وضع خطة لشرق المتوسط بمعزل عن تركيا، عند مقاربة الموضوع من منظور بعيد الأمد ومن حيث ثراء المنطقة".

في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مذكرتي تفاهم مع رئيس الحكومة الليبية فائز السراج، الأولى تتعلق بالتعاون الأمني والعسكري، والثانية بتحديد مناطق الصلاحية البحرية، بهدف حماية حقوق البلدين المنبثقة عن القانون الدولي.

وأشار كالن إلى أن تركيا استجابت لطلبات ليبيا في إطار الاتفاقيات، وهي لا تذهب لاحتلال ليبيا أو الاستيلاء على أراضيها، مشددا على أن الجهات التي تنتقد خطوة تركيا هذه هي نفسها التي تلتزم الصمت إزاء الوجود الروسي والإيطالي والبريطاني والفرنسي هناك.

وأوضح أن هناك محاولات لإثارة مشاعر القومية العربية مرة أخرى من خلال استخدام خطاب مناهض لتركيا، منتقدا في هذا السياق الجهات التي تزعم بأن تركيا تأتي إلى هذه المناطق من أجل احتلالها، وإحياء التراث العثماني.

وتساءل في هذا الصدد "أليس من الواضح أننا لا نتصرف بمثل هذا الدافع؟ أي أرض سورية قمنا باحتلالها؟".

ولفت إلى أن بعض البلدان العربية أبدت موقفًا مشابهًا حيال تدخل تركيا في سوريا.

وأردف متحدث الرئاسة التركية: "نحن لا نعمل على تأسيس المنطقة الآمنة من أجلنا، بل من أجل سوريا".

وتابع: "هذه خطوة ستضمن أيضًا أمننا ولكن الأهم هو وضع نحو 4 ملايين سوري في بلادنا، فهناك 4-5 ملايين لاجئ سوري على الأقل.. دعونا نقيم منطقة يمكن لهؤلاء العيش فيها بشكل آمن".

وحول الزيارة المفاجئة التي أجراها الرئيس أردوغان إلى تونس، قبل أيام، قال المتحدث إن هذا البلد يعد من أهم جيران ليبيا، والرئيس دعا إلى زيادة الاتصالات مع الجزائر وتونس في خطوة صائبة عقب حدوث تسارع في الملف الليبي.

وأشار إلى أن ما تسعى إليه تركيا هو ضمان التقاء جميع الفاعلين في ليبيا والمساهمة في العملية الجارية تحت سقف الأمم المتحدة، إلى جانب حماية حكومة الوفاق الوطني.

وأوضح أن الرئيس أردوغان تباحث مع الرئيس التونسي المنتخب حديثًا قيس سعيد، الذي رحّب أيضًا بهذا التواصل، وكان قد سبقه اتصال آخر للتهنئة.

وبيّن أن أردوغان أبلغ سعيد خلال الاتصال أنه بإمكانه زيارة تونس من أجل إجراء مشاورات حول ليبيا، وردّ الأخير عليه بالترحيب مؤكدًا أن بلاده أيضًا تتابع عن كثب التطورات التي تهمها بشكل مباشر في ليبيا.

وقال إن الاتصال بين الرئيسين جرى الثلاثاء، واتفقا خلاله على أن تجري الزيارة الأربعاء لمناقشة القضايا وجهًا لوجه.

ولفت إلى أن المباحثات خلال الزيارة كانت جيدة ومثمرة للغاية، والجانب التونسي لديه وجهة نظر حول الملف الليبي، وهواجسه فيما يتعلق بأمن الحدود، والعبور غير النظامي، والحركات الإرهابية.

وأكّد أن الحكومة التونسية تدعم حكومة الوفاق الوطني الليبية تحت سقف الأمم المتحدة، وبالتالي فإن تركيا ستقيم تعاونًا جيدًا معها في هذا الصدد.

من جهة أخرى، أشار كالن إلى استمرار الاتصالات بين تركيا والجزائر، وأنه قد يكون من الوارد أن يجري الرئيس أردوغان زيارة إليها أيضًا، لأنها فاعل مهم للغاية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!