ترك برس

ناقش خبراء ومحللون خلال برنامج على قناة الجزيرة القطرية خفايا قرار زعيم الميليشيات في ليبيا خليفة حفتر، المفاجئ بقبول وقف إطلاق النار في إطار مبادرة الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين.

الكاتب والمحلل السياسي عبد السلام الراجحي، قال إن ما أجبر حفتر على قبول التهدئة وإعلان وقف إطلاق النار في اللحظات الأخيرة قبيل سريانها هو إعطاء موسكو تعليمات لمجموعة فاغنر (المرتزقة الروس) بالانسحاب من جبهة القتال على أبواب طرابلس. 

وأكّد الراجحي خلال مشاركته في برنامج "ما وراء الخبر"، أن هذه القوات هي التي مكنت حفتر من تحقيق انتصاراته الأخيرة ضد حكومة الوفاق الشرعية في طرابلس.

وأشار الراجحي إلى أن قوات الوفاق قتلت نحو 7 آلاف من عناصر حفتر، كما قتلت الكثير من المرتزقة الجنجويد، وأعادتهم المرة تلو الأخرى مهزومين من على أسوار طرابلس.

وأوضح أن إعلان حفتر بآخر نصف ساعة موافقته على وقف إطلاق النار فاجأ حتى بعض المليشيات المتحالفة معه والتي تدين بالولاء للزعيم الليبي السابق معمر القذافي، وقد أعلنت رفضها الانصياع لقرار التهدئة.

ومع أن الخبير في المجلس الروسي للعلاقات الدولية نيكولاي سوركوف لم ينكر تأثير موسكو على تغيير قواعد اللعبة بالمشهد الليبي إلا أنه أشار إلى أسباب أخرى أجبرت حفتر على قبول الالتزام بوقف إطلاق النار، منها ضعف "الجيش الوطني" الليبي وعجزه عن مقارعة "مليشيا" مصراته والدخول إلى طرابلس.

واعتبر سوركوف أن اللواء المتقاعد مجبر على التفاوض للتوصل إلى حل، خاصة مع إدراكه انعدام رغبة مصر في الانخراط بحرب ضد تركيا، مضيفا أنه "عاجلا أو آجلا ستؤول الأمور إلى تسوية بين مختلف الأطراف، وروسيا ستمنع أي تصعيد للنزاع.

من جهته، أشار صلاح القادري الباحث في قضايا العالم العربي والإسلامي إلى أهمية الموقف الجزائري الذي برز على الساحة في الفترة الأخيرة، والذي تجلى خلال استقبال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، ثم الزيارة غير المعلنة بين الخارجية الجزائرية ووفد ممثل لحفتر شددت الجزائر فيها على أنها تعتبر العاصمة الليبية طرابلس خطا أحمر.

وبحسب القادري، فإن الكثير من أطراف المعادلة في ليبيا أدركوا واستوعبوا فحوى رسالة الجار القوي لليبيا. 

وردا عن التساؤل بشأن السر وراء "فاعلية" المبادرة التركية الروسية "المتأخرة" مقارنة بنظيرتها الأوروبية، أوضح القادري أنها ناتجة عن تراجع دور أوروبا، خاصة بعد "الصراع" الإيطالي الفرنسي الذي ساهم في تعميق الأزمة، بالإضافة إلى الانسحاب الأميركي من الملف الليبي، مما ترك فراغا كبيرا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!