ترك برس

قرّرت شركة الأدوية الدنماركية "نوفو نورديسك"، متعددة الجنسيات ودنماركية المنشأ المتخصصة بالعناية بمرضى السكري وغيرهم ممّن يعانون من الأمراض المزمنة، توسيع عملياتها وجعل أكبر مدينة تركية، إسطنبول، مقرّها الرئيسي وقاعدة إدارتها الإقليمية حيث ستدير عملياتها في 73 دولة يبلغ عدد سكانها مجتمعة 1.6 مليار نسمة. 

وفي لقاءٍ مع صحيفة ديلي صباح، صرّح نائب رئيس الشركة، إميل كونغشوج لارسن، بأن شركة الأدوية الرائدة عالميًّا في علاج السكري والسمنة والهيموفيليا (الناعور أو نزف الدم الوراثي) واضطرابات النمو، قد رفعت عدد الدول التي تدير عملياتها فيها من إسطنبول إلى 73 دولة، بعد أن كانت 22 دولة في الأشهر الأخيرة من عام 2019. 

سيتولّى مقر نوفو نورديسك في إسطنبول إدارة أعمال الشركة في الشرق الأدنى ورابطة الدول المستقلة (CIS) وإفريقيا (BANECA)، وهي منطقة تضم قرابة 1.6 مليار نسمة.

غطّت العمليات السابقة للشركة من إسطنبول 22 دولة من بينها تركيا وروسيا وباكستان وكازاخستان ولبنان وأوكرانيا والأردن، مع مجموع سكان بلغ 680 مليون نسمة.

ويخضع قرابة خمسة ملايين مريض في بلدان الشرق الأدنى ورابطة الدول المستقلة وأفريقيا، للعلاج بأدوية نوفو نورديسك، وهو رقمٌ من المتوقع أن ينمو باستمرارٍ في الفترة المقبلة بسبب زيادة معدلات الإصابة بالسكري والسمنة.

يوجد حاليًا أكثر من 420 مليون شخص مصاب بالسكري في العالم، ارتفاعًا من 180 مليونًا في عام 1980، وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية (WHO). ووفقًا للاتحاد الدولي للسكري، قد يرتفع العدد إلى 629 مليون بحلول عام 2045.

تظهر إحصاءات منظمة الصحة العالمية (WHO) أن عدد البالغين المصابين بمرض السكري وصل اليوم إلى 420 مليون شخص، بعد أن كان 180 مليون في عام 1980. وبحسب الاتحاد الدولي لمرض السكري فقد يرتفع الرقم إلى 629 بحلول عام 2045.

يُعدُّ مرض السكري سابع المسبّبات الرئيسية للوفاة، والسبب الأهمّ للمضاعفات المنهِكة، كالنوبة القلبية والسكتة الدماغية والفشل الكلوي والعمى وبتر الأطراف السفلية. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) فإن 2.8 مليون شخص على الأقل يموت كل عام بسبب السمنة. 

يقول لارسن: "على مرّ السنين، أصبحت تركيا قاعدة ممتازة متزايدة الأهمية لنوفو نورديسك بسبب موقعها الجغرافي والبنية التحتية اللوجستية السليمة". 

وبحسب لارسن فبعد دخولها السوق التركية في عام 1995، أدارت شركة الأدوية العملاقة عملياتها في 11 دولة في منطقة الشرق الأدنى من مدينة إسطنبول كمرحلةٍ أولى، وقد ارتفع الرقم إلى 22 دولة في عام 2017. نقلت الشركة مقرّها الرئيسي من أثينا في اليونان إلى إسطنبول في عام 2007، حيث يقول لارسن أن الشركة تنظر لإسطنبول كمركزٍ عالميٍّ بسبب الخدمات اللوجستية والمواهب التركية.

يتابع لارسن قائلًا: "تُعدُّ إسطنبول محورًا طبيعيًّا إذا أدرت تغطية جزءٍ كبيرٍ من الشرق الأدنى ورابطة الدول المستقلة وأفريقيا. وقد أثبتت نجاحها. بسبب نجاح المركز، قمنا بتوسيع المنطقة الجغرافية عبر السنوات". 

كما أشار لارسن إلى أنه تمّ تخصيص المزيد من المهام للمدينة للمشاريع التجارية والتجارب السريرية. وأضاف: "حقيقة أن إجمالي عدد سكان الدول التي ستتمّ إدارتها من اسطنبول هو 1.6 مليار نسمة، تجعل قاعدة إدارة عملياتنا في إسطنبول أكبر مكتب من نوعه على مستوى العالم من حيث الجغرافيا وعدد السكان الذين نغطّيهم".

وأضاف "أصبح مكتبنا في إسطنبول مركزًا يجذب مواهب جديدة للشركة، ويشغل زملاؤنا الأتراك اليوم بعض المناصب العليا في الشركة". يقال إن نحو 84 تركيًا يعملون في الشركة خارج البلاد.

يقول لارسن: "أصبح مكتبنا في إسطنبول مركزًا يجذب المواهب الجديدة للشركة، ويشغل زملاؤنا الأتراك اليوم مناصب عليا في الشركة". يُذكر أن حوالي 84 تركيًّا يعملون في الشركة خارج البلاد. 

بدأ الاقتصاد التركي باستعادة توازنه في عام 2019 بعد فقدانه الزخم في النصف الثاني من عام 2018 إثر الاضطرابات والتقلبات المرتفعة في أسعار الصرف والتي زادت التضخم وأسعار الفائدة في حين انخفض الطلب المحلّي.

وفقًا للارسن، فقد حاولت نوفو نورديسك التفكير بخططها على المدى الطويل، حيث يقول: "شكّل المدى القصير تحدّيًا لنا، لكننا نفكر بأن المدى الطويل سيكون إيجابيًّا جدًّا بالنسبة لتركيا. نحن نحاول تبنّي وجهة نظر طويلة المدى لأننا نرى الإمكانات هنا في تركيا. لقد كان صعبًا، لكننا نؤمن أن التزامنا في تركيا سيحمل فوائد للشركة أيضًا على المدى الطويل".

كما أكّد لارسن أن نوفو نورديسك لا زالت تستكشف آليّات الحوافز الجديدة لدعم التصنيع المحلّي، وأن تركيا من الممكن أن تصبح كذلك مركز إنتاجٍ لنوفو نورديسك.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!